hit counter script
شريط الأحداث

خاص - ليبانون فايلز

معراب وصحة الوطن والمواطن

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يصح وصف المقر العام لحزب "القوات اللبنانية" بصرح من صروح حيث للسياسة والاقتصاد كما الثقافة والفن مكان، والاهم حيث لهموم الناس واوجاعها كما لطموحاتها وآمالها مكان.
فقد أثبت الدكتور سمير جعجع و"القوات اللبنانية" انهم لا يغرقون في زواريب السياسة والمماحكات ولا يضيعون البوصلة رغم الضجيج والضوضاء، فهم لم يتخلوا في زمن السلم عن شعارهم في زمن الحرب "مؤسسة نحو المستقبل". من هنا، نرى أن مقاربتهم القضايا لا تقتصر على التكتيك والحلول الآنية بل هاجسهم دوماً بلورة طروحات إستراتيجية وإمتلاك رؤية مستقبلية.
وهذا ما شهدته معراب مساء الاربعاء حيث نظم حزب "القوات اللبنانية" ورشة عمل تحت عنوان "التغطية الصحية الشاملة...الأهداف وآليات التنفيذ"، تبلورت حول الانجاز الكبير على المستوى الاستراتيجي والتخطيطي للنهضة بالقطاع الصحي في لبنان المتمثل بالخطة الاستراتيجية التي اطلقها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الصحة غسان حاصباني "صحة 2025". صحيح انها ليست المبادرة الاولى من قبل وزارة الصحة في هذا الاطار، ولكن التحدي الذي كانت تواجهه تلك الاستراتيجيات في لبنان وحتى في دول عدة من العالم بكيفية التمويل فتقع فريسة البحث عن مصادر مالية.
لذا يسجل لحاصباني وفريق عمله انه الى جانب رؤيوية الطرح والمقاربة العلمية والواقعية في آن للملف الصحي بتشعباته، نجح بوضع تصور للتمويل اذ يمول ليس فقط من خزينة الدولة حيث بلغت موازنة الحكومة للقطاع الصحي 450 مليون دولار سنة 2017، بل عبر ابواب أخرى ابرزها الاشتراكات المسبقة الدفع (8%) من قيمة فاتورة الخليوي للمشترك. يطبق بصورة الزامية ويربط بفاتورة الخليوي. ويتم حسم الاشتراكات شهريا من حساب الخليوي (المدفوع مسبقا) أو فاتورة الخليوي (للخطوط الثابتة) بمعدل 10000 ل.ل شهريا ( 6.67 دولار) كمشاركة في التأمين الالزامي للحصول على تأمين صحي مدعوم من الدولة يشمل الفحوصات والاستشفاء وادوية السرطان والامراض المزمنة والمستعصية".
هذه الخطة متطورة في مقاربتها لانها وجدت حلاً لمن لا يشتركون في الضمان الاجتماعي عندما يكون اختياريا، اما الضمان الالزامي فيصعب تطبيقه بسبب الية تحصيل المال. اما الطريقة المقترحة عبر الهاتف الخلوي من خلال الفاتورة فهي عملية، وهكذا يسهم المواطن في تطبيب نفسه او احد من اقاربه بشكل غير مباشر. وهذا الامر يعزز التعاضد في المجتمع والتكاتف بين المواطنين خصوصاً ان الحصول على بعض الادوية للامراض المزمنة والمستعصية قد يرهق حتى الميسورين والمضمونين.
قد يسأل بعضهم من يضمن عدم تراجع حجم مردود الفواتير الخلوية؟ جواباً أن الخزينة ستبقى المصدر الرئيس للتمويل، وان الهاتف الخلوي يشهد نقلة نوعية بحيث سيصبح محور معاملات الانسان. أضف الى ذلك ان البحث مستدام عن مصادر تمويل جديدة.
والى جانب حل عقدة التمويل، من المرتكزات المهمة في الاستراتيجية جعل الرعاية الصحية الاولية ممراً الزامياً لدخول المستشفى، ودعم الفحصوات الخارجية واعتماد البطاقة الصحية التي ستشكل بنك معلومات صحي عن كل مواطن. وهذه الخطوات تخخف حكماً من الفاتورة الاستشفائية وتحد من مخاطر الامراض عبر الكشف المبكر.
بالطبع هذه الخطة إستراتيجية بدأ العمل على تنفيذها ولكن لن تطبق بشكل كامل في الغد، والجولة المقبلة لتنفيذها ستكون في ساحة النجمة عبر وضع التشريعات والقوانين اللازمة لها.
صحيح ان "القوات" مؤتمنة على دم الشهداء الذين منعوا زوال الوطن وعلى نضالهم في سبيل السيادة والحرية والاستقلال، لكنها اكدت على لسان حاصباني انها مؤتمنة على صحة وكرامة وعافية كل مواطن على هذه الأرض، ومعراب تدرك جيداً ان صحة الوطن من صحة المواطن.
 

  • شارك الخبر