hit counter script

الحدث - جورج غرّة - اسطنبول

عن بواخر الطاقة... واقع وحقيقة مرّة

الخميس ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بعد الأخذ والرد في موضوع ملف بواخر الطاقة، وبعد اطلاق عدد كبير من الشائعات ووصف ما يحصل بصفقة سمسرات ورشاوى، زار موقع "ليبانون فايلز" مدينة اسطنبول التركية حيث جال على مبنى الشركة الاساسي وجال في 3 مرافئ في المدينة يتم فيها بناء معامل طاقة كهربائية عائمة لشركة "كارادينيز".
في مبنى شركة "كارادينيز" يتحدث أورهان كارادينيز رئيس مجلس إدارة الشركة عن البواخر الموجودة في لبنان وبأنها وفرت على الدولة اللبنانية الكثير بالنسبة للكهرباء التي يشتريها لبنان من سوريا وبالنسبة للموالدات الخاصة كما ان التغذية ارتفعت بمعدل 4 الى 5 ساعات يوميا، كما ان اورهان يشدد على ان السعر الذي اعطي للبنان هو من أرخص ما اعطته الشركة لأي دولة في العالم، ويستغرب الحملات ضد شركته لانها تستهدف اسم شركة عالمية "لا ناقة ولا جمل" لها لما يحصل في السياسة الداخلية اللبنانية.
"كارادينيز" أتت الى لبنان مثلها مثل اي شركة أخرى للتقدم الى المناقصات لأن الدولة اللبنانية طلبت البواخر في العام 2012، وهي فازت لانها قدمت كل الشروط المطلوبة وبالسعر الأفضل، والمنافسون لها كانوا كثر وبينهم البريطانيون والاميركيون، واليوم الشركة الاميركية اعلنت إفلاسها.

كما علم موقعنا ان بريطانيا وقعت عقودا مع "كارادينيز" لإستقدام بواخر اليها في العام المقبل، وان توقع بريطانيا عقودا مع هكذا شركة فهذا الامر يعني الكثير.

سمعنا في لبنان قبل ذهابنا الى اسطنبول بعض الاشخاص يدلون بأصبعهم نحو تركيا ويقولون ان هناك باخرة يتم تشييدها في البحر وهي مخصصة للبنان، والصدمة كانت عندما رأينا بأم اعيننا في اسطنبول في المرفأ الأول اعمال مخيفة وورش ضخمة توازي بحجمها حجم كل مرافئ لبنان مجتمعة، حيث يتم بناء 8 سفن كبيرة وصغيرة لكي تنطلق نحو كل دول العالم وإذا كان للبنان حظ بواحدة او بإثنتين فسيكون الامر جيدا.

وبالانتقال الى المرفأ الثاني هناك باخرتين هما الاضخم في العالم، طول كل واحدة منهما هو 300 متر وتولد كل واحدة أكثر 400 ميغاوات، وايضا إذا كان حظ لبنان جيد فسيحظى ربما بواحدة منهما، لان التصنيع هناك لا يتوقف.

حاليا هناك 13 باخرة لكارادينيز تعمل حول العالم، واليوم يجري تصنيع 20 باخرة اضافية سيتم إرسالها كلها الى دول متنوعة بحاجة لها.

وبالانتقال الى المرفأ الثالث ترى باخرتين كبيرتين كانتا في العراق في الماضي وهما تتحضران للإنطلاق نحو دول في القارة الاميركية.

إذا تبين لنا ان الشركة تصنع بواخر بشكل دائم وليس فقط تقوم بتصنيع واحدة على مقاس لبنان.

اورهان كاردينيز يحتفظ لنفسه بحق الادعاء على كل شخص يقوم بتشويه إسم شركته العالمية، لانه بنى امبراطورية عالمية تتم مهاجمتها لمآرب انتخابية وسياسية في لبنان، وهو عند سؤاله في كل مرة عن لبنان وعما يقال في السياسة، يسكت ويهز رأسه، وكأنه يقول "لماذا يفعلون هذا؟".

اورهان يشدد ويؤكد ويجزم أن لا سمسرات ولا "كوميسونات" في موضوع البواخر، وان الشركة تتقدم الى المناقصات مثلها مثل اي شركة اخرى منافسة.
لبنان اليوم يطلب 800 ميغاوات يمكن تأمينها بواسطة البواخر، ولكن هناك في لبنان من يريد ان يراعي مافيات المولدات الخاصة التي تأكل يوميا من جيب اللبنانيين ملايين الدولارات، تصل بحسب وزير الطاقة الى ملياري دولار سنويا، كما ان البعض يعتبر ان تحقيق الكهرباء هي انجاز ساسي لفريق معين قبيل الانتخابات النيابية، وهذا امر غير صحيح لان من واجبات الدولة تأمين الكهرباء للمواطنين في حال وجود انتخابات أو لا.
خطة الكهرباء تمت عرقلتها عشرات المرات، والعرقلة مستمرة والضحية واحدة فقط هي الشعب اللبناني الخاضع للمافيات، مافيات تريد ابقاء المولدات واخرى تريد ابقاء الشعب من دون كهرباء لمآرب و"نكايات" سياسية. وفي هذا الوقت لبنان يخسر الوقت والبواخر يتم تصنيعها وتوجيهها الى الدول التي تطلبها.
البعض يريد الكهرباء من سوريا بسعر بين 14 و 15 سنتا، ولكن السعر السوري مرتفع جدا، مع العلم ان لبنان يعطي نحو مليون سوري على اراضيه الكهرباء من دون دفعهم المال وخصوصا في المخيمات في البقاع والشمال، كما ان اللبنانيين يدفعون بين 30 و 35 سنتا مقابل المولدات الخاصة. وفي الحقيقة المرّة التي يجهلها البعض ويكذب ويخترع ارقاما وهمية من هذه الدولة ومن تلك، فإن سعر الشركة التركية هو بين 11 و 12 سنتا اي ارخص من كل الاسعار ومن السعر الذي تولده كهرباء لبنان من بعض معاملها المهترئة.
واليوم يرفض البعض استقدام معامل عائمة، مع العلم انها الحل الوحيد لتأمين الكهرباء سريعا، كما ان بناء معامل جديدة يأخذ اقله بين 4 و 5 سنوات، فهل من المقبول ان يبقى لبنان من دون كهرباء لكل هذا الوقت؟ وفي حال التفكير بهذا الأمر سنأخذ سنوات وسنوات من المناكفات لبناء هكذا معامل، هل يرى الشعب بعينيه من هم الذين لا يريدون ان تصل اليهم الكهرباء من البوابير او حتى من الشياطين؟ فهناك فرقاء سياسيين لا يريدون تأمين حقوق المواطنين...
في الجولة على البواخر في اسطنبول تكتشف ضخامة هذه الشركة، ففي كل باخرة يتم تشييدها خلية نحل كبيرة، وتشعر وكأنك في الأفلام الخيالية حيث هناك مدن متطورة وعالم خيالي، فكل سفينة هي مدينة حقيقية تستطيع رفع الظلمة عن لبنان بأسابيع قليلة، ففي حال تم توقيع العقد بعد التقدم بالمناقصات مجددا فمن الممكن تأمين الطاقة بسرعة كبيرة ووصل البواخر على الشبكة، ولكن في لبنان بلد الأزمات الكل يريد اتهام الكل بالسمسرات.

ويؤكد مدير شركة "كارباورشيب كارادينيز" في لبنان رالف فيصل في حديث لموقع "ليبانون فايلز" خلال الجولة على المرافئ، ان البواخر في لبنان تعمل على الفيول والغاز وحاليا تعمل على الفيول لان الدولة اللبنانية تؤمنه لها، ولكن إذا تم تأمين أي نوع من الغاز غدا في لبنان يمكن للبواخر ان تعمل ايضا على الغاز، مشيرا الى انه في حال وقع لبنان العقد سريعا فالكهرباء ستكون خلال اشهر قليلة على الشبكة اللبنانية.

وشدد فيصل على ان الشركة تصنع اليوم 5000 ميغاوات اضافية من بواخر الكهرباء، واذا طلب لبنان 800 او 1000 او 1500 ميغاوات فالشركة على إستعداد لتأمينها.شركة "كارادينيز" ليست جميعة خيرية، ولكنها تقدم للبنان السعر الأرخص، كما ان لبنان يدفع هذا المال من الجباية لان كل مواطن يدفع على قدر ما يصرف عداده، وإذا كان هناك فسادا في الجباية ومناطق لا تدفع فهذا ليس ذنب اي فريق.

حتى اليوم كل ما يقال يبقى كلاما في السياسة والانتخابات، لانه لم يبرز اي فريق ورقة واحدة تبين عكس ذلك، وامام القضاء لا شيئ ولا غبار على شركة البواخر التركية، لذلك كفى مزايدات واستمعوا الى صوت الشعب الذي يريد الكهرباء فورا وبأي طريقة لو حتى من الفضاء.

جورج غرّة - اسطنبول
  

  • شارك الخبر