hit counter script

أخبار محليّة

بعد "انتهاء" المصالحات... "القوات" و"المردة" إلى أين؟

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 16:42

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

 ليس سهلا على القوات اللبنانية أن تواصل مسعاها إلى الانفتاح على ألدّ خصومها السياسيين والتاريخيين، في وضع سياسي معقّد كالذي تعرفه الساحة اللبنانية راهنا. فبعد اتفاق معراب الذي قلّص المسافات مع التيار الوطني الحر، إلى حد المساهمة الفاعلة في انتخاب العماد ميشال عون رئيسا للجمهورية، بعد تاريخ طويل من الخصومة الممهورة بدماء العشرات من الشهداء، زخمت معراب اتصالاتها مع بنشعي لطي صفحة الماضي، المطبوعة هي الأخرى بخصومة تاريخية باعدت بين رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية، والدكتور سمير جعجع لثلاثة عقود من الزمن. وكما في معراب، كذلك في أوساط الزعيم الزغرتاوي، الذي لاقى الجهد القواتي إلى منتصف الطريق. بعد الزيارات المكوكية التي قام بها الوزير غسان حاصباني إلى بنشعي، والوزير السابق يوسف سعادة إلى معراب، يكثر الكلام في الكواليس السياسية عن جولة جديدة من اللقاءات بين الحزبين، بما دفع بعض المتفائلين إلى الكلام عن أن نواة حلف انتخابي بدأت تطبخ على نار هادئة في أروقة الحزبين، استعدادا لمنازلة انتخابية شرسة يتوقعها كثيرون في الشمال، من المنتظر أن يتواجه فيها القوات والمردة والتيار الوطني الحر. من جهتهما، يفضل المردة والقوات الإبتعاد عن الحسابات السياسية وإعطاء حركتهما الكثيفة بعدا نبيلا، يتخطى الحساسيات الضيقة.

وأوضح الوزير السابق روني عريجي لـ "المركزية" أن "سبق لنا أن شرحنا موقفنا من هذا الموضوع، ولا شيء جديدا في شأنه، بمعنى أن العلاقات بيننا مرت في مراحل متعددة، منها ما كان سيئا، وفي مرحلة فك اشتباك. ونحن اليوم نبحث في إعادتها طبيعية بين حزبين سياسيين، وإن كنا لا نلتقي على كثير من الأمور السياسية، فإن هذا لا يمنع الحوار.

وفي ما يخص احتمال نشوء تحالف انتخابي بين الطرفين، أكد عريجي أن "حتى اليوم، الملف الانتخابي ليس مطروحا على طاولة البحث، وفي الملف الانتخابي، كل الاحتمالات مفتوحة، علما أن الكلام عن تحالفات سياسية ليس واردا اليوم. كل ما في الأمر إعادة علاقات شابها الكثير من التوتر إلى الوضع الطبيعي".

على ضفة القوات، لا يبدو المشهد مختلفا كثيرا، حيث أوضح المستشار السياسي لرئيس حزب القوات اللبنانية وهبة قاطيشا لـ "المركزية" أن "طي الصفحة إنطلق منذ زمن، وقد أصبحت الخصومة وراءنا. وللمردة موقعه الاستراتيجي في المنطقة، ونحن في موقع مختلف. غير أن هذا لا يمنع أن الخلافات ذات الطابع الاستراتيجي، لا تزال قائمة كما هي الحال بين كل المكونات".

وأشار إلى أن "المصالحات بين الطرفين انتهت، خصوصا بعدما ردّ تيار المردة لنا الزيارة عن طريق الوزير السابق يوسف سعادة، ولا ملفات عالقة بيننا لنناقشها، لكن العلاقة جيدة جدا، وإن كانت الخلافات الاستراتيجية قضية مختلفة. ونحن نتحاور على أمور عدة بينها التواجد في الشمال".

وفي ما يتعلق بالكلام عن أن المردة والقوات يبحثان سبل تحالف انتخابي في مواجهة التيار الوطني الحر، لفت إلى أن "علاقات الفريقين مع التيار الوطني الحر مختلفة، علما أن أحدا لم يطلق بعد مرحلة الحسابات الانتخابية والتحالفات، وهذا أمر سيأخذ كثيرا من النقاش في الكواليس الحزبية والسياسية، بغض النظر عن اقتراح الرئيس نبيه بري الأخير، الذي يطالب بتقريب موعد الاستحقاق"، منبهًا إلى أن "تبعا للقانون الانتخابي الجديد، قد يجد بعض الحلفاء أن مصلحتهم في عدم التحالف، على عكس بعض الخصوم الذين قد يلتقون، وهذه أمور سابقة لأوانها".  

 

 

المركزية

  • شارك الخبر