hit counter script

أخبار محليّة

بويز: على لبنان تحميل الغرب مسؤولية النازحين

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 16:36

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

– خطاب الرئيس الاميركي دونالد ترامب الاول امام الجمعية العمومية للأمم المتحدة الذي دعا فيه الى توطين اللاجئين "في اقرب مكان من بلادهم"، قاصداً بذلك لبنان والاردن وتركيا من دون ان يسمّيهم، جاء وقعه صادما على لبنان الذي يعاني الكثير من تداعيات هذا النزوح على كافة المستويات.

وقد دعا ترامب زعماءَ العالم الى إيجاد سبلٍ لإعادة توطين المهاجرين الفارّين من الأزمات في أنحاء العالم "في أقرب ما يكون من أوطانهم" والسعي الى تسويةِ النزاعات التي تدفع المواطنين الى النزوح. وقال: "باستخدام تكلفة إعادة توطين لاجئ واحد في الولايات المتحدة يمكننا مساعدة أكثر من 10 في منطقتهم الأصلية".

الامر الذي استدعى ردا من وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل من هيوستن، قائلاً: "ترامب يقول إنه بكلفة كلّ نازح يقيم في الولايات المتحدة يمكننا مساعدة عشرة نازحين في منطقتهم، ونحن نقول يمكننا مساعدة مئة في بلدهم".
واضاف باسيل في حديث صحافي آخر إن "أرخص كلفة على أميركا والعالم في موضوع النازحين، هو عودتهم إلى بلدهم، وليس بقاءهم في بلدان الجوار. هذا أرخص وأفضل وأشرف".

وتعليقا على موقف ترامب، وصف وزير الخارجية الأسبق فارس بويز كلام ترامب بـ "التعدّي الصارخ على سيادة الدول" التي لها لوحدها ان تقرّر قدرتها على استقبال النازحين، كما هو تعدٍّ على اقتصاد الدول التي تعاني من أعباء النازحين.
وفي حديث الى وكالة "اخبار اليوم"، أضاف بويز: موضوع اللاجئين هو مسؤولية دولية، خاصة تلك التي شاركت في الحرب السورية التي دفعت الى هذه الأزمة، سائلة عن احترام القانون الدولي.
وشدّد على أن هؤلاء النازحين يشكلون قنبلة موقوتة في الدول المضيفة على المستويات السياسية والاقتصادية والأمنية والاقتصادية.

وإذ رأى ان النزوح واقع موقت، شدّد بويز على ضرورة توفير العودة الآمنة، مميزاً بينها وبين مقوّمات العيش المحترم والمقبول.
واستغرب كيف أن رئيس أكبر دولة في العالم يدّعي فعلاً أنه سيفرض هذا البقاء بشكل دائم ومستمر ونهائي، ما يشكل اعتداء على كل الدول المضيفة إن كانت قد استقبلت اللاجئين لأسباب إنسانية، فلا يعود لأحد ان يفرض عليها بقاءهم المستمر والدائم، بما يهدّد أمنها وسياستها وتكوينها واقتصادها.
كما شدّد بويز على أن هذا الحق لا يعود تحديداً الى الدولة التي لعبت دوراً أساسياً في سياسات التشريد، قائلاً: ألم تكن الولايات المتحدة، حين شاركت في الحرب السورية، تدرك أن ذلك سيؤدي الى التهجير. وعندما راهنت على الإرهابيين في سوريا في مرحلة معينة ألم تعلم أن النزوح سيصبح أمراً واقعاً.

وفي هذا السياق، دعا بويز الدولة اللبنانية الى ان تنطلق من قرار قاطع وواضح وصريح مفاده "ان لبنان لا يستطيع ان يتحمّل عبء هؤلاء النازحين بشكل نهائي ودائم ومستمر، وبالتالي هذا ما يجب ان يصدر بشأنه قرار عن مجلس الوزراء كمبدأ استراتيجي للإنطلاق منه، بما يحول دون تسهيل هذا البقاء تحت أية ذريعة من الذرائع خاصة وأن هناك مناطق واسعة في سوريا قد أصبحت آمنة، وبالتالي لا بد من الدفع نحو العودة.
كما دعا بويز الدولة ايضاً الى أن تحمّل الغرب مسؤولية النازحين عبر فتح باب الخيار لمن يريد أن يهاجر نحو الغرب، وبالتالي لا يجوز للدولة اللبنانية ان تكون شرطي حدود يمنع هؤلاء من المغادرة.

وفي هذا الإطار، انتقد بويز "سخافة عدم التكلم مع سوريا"، قائلاً: إذا كان الأمر هكذا فليتم قطع كل العلاقات وطرد السفير السوري وعودة السفير اللبنانية من دمشق.

وأضاف: لا بدّ من الإشارة الى أن ليس لدى لبنان أية حدود برية إلا مع سوريا، وعدم التواصل مع الدولة السورية يعني إغلاق لبنان وما لهذا من أضرار على المستوى الاقتصادي في هذا الزمن الرديء حيث ستكون الكارثة حقيقية.
واعتبر بويز أن عدم التواصل مع سوريا له ايضاً ارتدادات أمنية على لبنان، لا سيما لجهة عدم تبادل المعلومات حول الإرهاب او التنسيق الأمني في هذا المجال، ما يعني لبنان سيتحمّل بمفرده هذه الأعباء.

وكذلك، أوضح بويز أن عدم التواصل مع الحكومة السورية يعني ان لبنان يتجاهل مشكلة اللاجئين، وكأنه يريد بقاءهم، لأن لا حلّ لهذه الأزمة إلا بالتفاهم مع الدولة السورية.
وتابع: لا تزال سوريا دولة معترف بها دولياً شئنا أم أبينا، وعلى هذا الأساس علينا أن نتعاطى مع مَن يحكم سوريا.
وختم: لا مجال للمزاجية في هذا الموضوع.
 

  • شارك الخبر