hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

المطران بولس مطر رعى "معرض تاريخ رعيّة سيدة البير بالصور"

الأربعاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 11:33

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعى رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر، الإحتفال الذي أقامته جمعيّة سيدة البير في سن الفيل بالتعاون مع بلديّة البلدة بحضور النائب الأستاذ غسّان مخبير والنائب العام لأبرشيّة بيروت المونسنيور جوزف مرهج وكاهن رعيّة سن الفيل الخوري جورج شهوان ورئيس مدرسة الحكمة بيروت الخوري جان بول أبو غزاله ورئيس معاهد الحكمة الفنيّة والتقنيّة الخوري شربل مسعد ورئيس بلديّة سن الفيل الأستاذ لانبيل كحاله ورئيس جمعيّة سيدة البير الأستاذ نجيب زوين ، في مناسبة إطلاق اسم مطران بيروت على أحد شوارع منطقة حرش تابت وافتتاح "معرض تاريخ الرعيّة بالصور" في كنيسة سيدة البير الأثريّة.
بعد كلمة تقديم وترحيب للإعلاميّة السيدة مي كحاله، تحدّثت فيها عن المطران مطر وعلاقته الوطيدة مع سن الفيل وأبنائها الناشطين دومًا في إحياء تاريخها وتراثها من خلال النشاط الملحوظ لجمعيّة سيدة البير وعن محبّة" الضيعة" لمطران بيروت وعن محبّة جمعيّة سيدة البير" التي أخرجت الكنيسة الأثريّة من النسيان لتشع في عبق التاريخ والتي نأمل أن تدخل في دليل الكنائس الأثريّة في لبنان" ، ألقى كاهن رعيّة سن الفيل المارونيّة الخوري جورج شهوان كلمة في المناسبة جاء فيها: تاريخنا ذاكرتنا
من ليس له تاريخ ،ليس له حاضر ولا مستقبل.

وهل هناك أجمل من ذكريات الأمس ومن ذكريات الأمس ومن ذاكرة الأمس نجمع ونتذكر صور الماضي لننطلق من جديد في مسيرة هذا العالم فنأخذ العبر ونتوثّب نحو المستقبل بخطوات ثابتة لا عيب فيها ، خطواتٍ ملؤها الأمل والتفاؤل بغدٍ أفضل لا تشوبه شائبة إذ قد تعلّمنا من الماضي ، والحياة هي مدرسة دائمة تحثّنا للتقدّم والتعلّم الدائم إذ إن الانسان يقضي حياته في مثابرة على الجهود التي يختبرها يومًا بعد يوم ليأخذ منها العبر التي تعلّمه كيف يكون حكيمًا حاملاً كلمة الله في قلبه يشهد لها ويهتدي بهديها .

هذا ما تعلّمناه من تاريخنا وذاكرتنا التاريخية لكي نتوثّب نحو مستقبل زاهر نتعلّم فيه من الماضي الذي هو قابع في حنايا قلوبنا ويرينا الخطأ والصواب ويقوّم خطانا لكي لا نخطو خطوة ناقصة، بل نمشي بتؤدة على خطى من سبقونا من أناسٍ لهم خبرتهم في هذه الحياة ولهم حكمتهم وقد صارت هذه الخبرة دستوراً نسلكه ونرجع إليه في وقت الشدة والمحنة .
وإن ننسى لا ننسى أن هذه كلها ممهورة بطابع الحكمة والعلم والفهم التي هي من مواهب الروح القدس والتي هي ملازمة لنا في كل أعمالنا وأقوالنا فنهتدي بهدي هذا الروح الذي يئن فينا بأنات لا توصف شرط ألا نخنقه في داخلنا لأنه مستعد دائماً لأن يستفيق فينا ويهدينا الى طريق المحبة والعلم والفضيلة فنجمع الدين مع الدنيا ونطعم حياتنا بقوة الروح القدس الذي هو الملهم الوحيد في حياتنا ولقد صدق الشاعر حين قال:
ما أجمل الدين والدنيا اذا اجتمعا وأقبح الكفر والإفلاس في الرجل

وها نحن اليوم وبمباركة ورعاية صاحب السيادة المطران بولس مطر راعي الأبرشية السامي الاحترام وقد افتتحنا مع البلدية رئيسًا وأعضاء شارعًا باسم سيادته لأننا نحبّه وأهل سن الفيل يحبّونه لأنه منهم وفيهم . فلقد كان مرتع صباه في سن الفيل، لذا أردنا مع الأستاذ نبيل كحاله، رئيس البلدية أن يكون شارع باسمه لكي نتذكر دائماً هذا الوجه البشوش الحكيم المحبّ، الذي يضع الأشياء في مواضعها فتكون الرعية مع البلدية قد وفته قسطًا ولو يسيرًا من محبّته وتقديره لسن الفيل ولأهل وسكان سن الفيل ولهذه المنطقة العزيزة.

فاني وبحضور صاحب السيادة وهذا الجمع الحاضر نهنئ جمعية سيدة البير على هذا المعرض ، معرض الصور القديمة ونطلب من الله بشفاعة العذراء مريم سيدة البير أن تزيدهم نشاطًا وحكمة وشجاعة لكي يعملوا في كرم الرب ويكونوا خدامًا أمناء لمشيئته تعالى واضعين نصب عيونهم المستقبل الزاهر الذي هو وليد الماضي الجميل فتكون الذكريات ذكريات ماضٍ جميل تفتح آفاقاً جديدة نحو المستقبل.

وردّ المطران مطر بكلمة شكر فيها رئيس بلديّة سن الفيل الأستاذ نبيل كحاله وعلى محبته وعلى تسميّة شارع باسمي. جميل أن تذكرونا دائمًا بصلواتكم. وأشكر الأباء خدّام الرعيّة على كل الجهود التي يقومون بها خدمة صالحة لأبناء رعيتهم. وقال المطران مطر: لدينا أسباب كثيرة لأحبّ سن الفيل. فهي من أكبر راعايا الأبرشيّة التي نفتخر بها، وهي سبّاقة في عملها الرسولي، الذي أطلقه المثلث الرحمة المطران أنيس أبي عاد. هذه الضيعة التي أصبحت مدينة. فكنت أزورها طفلًا وفيها عدد قليل من المنازل وها هي اليوم تشهد عمرانًا وإزدهارًا في البشر والحجر. وبنيتم الكنيسة الجديدة لسيدة البير وأعدتم ترميمها منذ ستين سنة. وبنيتم كنيسة القديسة ريتا، الجميلة جدًا وهي فخر لنا ويكبر قلبنا بها. وفق الله كل من له تعب من أجل بنائها، والمونسنيور جوزف مرهج، هو أول من كان لها خادمًا. ونذكر بالخير وبصلاتنا، أيضًا، الأستاذ حبيب حكيم، وكل من ساهم في بناء هذه الكنيسة وخدمها. وإن نسينا أحدًا فالله لا ينسى. كما بنيتم، بإيمانكم القوي المركز الراعوي. واليوم تريدون العودة إلى كنيسة سيدة البير التاريخيّة التي بُنيت منذ مئات السنين ولإحيائها، فنهنىء الأستاذ نجيب زوين على الجهود التي يقوم بها مع أعضاء جمعيّة سيدة البير، لنجاح معرض الصور التاريخيّة. ومن أسباب محبتي لسن الفيل، هو الإرتباط العضوي بها، بفضل المرحوم جدّي الياس الذي وُلد في جسر الباشا وأبناء المنطقة كانوا يطلقون عليه اسم الياس الناعمة والذي كان معروفًا بقامته وطربوشه وشاربه. كذلك جدتّي والدة والدتي عاشت مه أهلها آل عون في الصالومي. لذلك أقول أن ارتباطي بسن الفيل يعود لأكثر من مئة سنة، ,انا أعتبر نفسي منكم وهذا شيء يفرحني كثيرًا.

وختم قائلًا: رعيّة سن الفيل التي نفتخر بها، هي محبّة للمسيح وشعبها لديه إيمان صلب. بالمحبّة نحن واحد وبالرأي نحن أحرار.

وألقى نبيل كحاله كلمة شكر فيها المطران مطر على كل ما قدمه منذ أكثر من عشرين سنة لسن الفيل وأبنائها، وسن الفيل تحبّ أن تكرمك وسن الفيل تحبّك، مثلما قالت مي كحاله في كلمتها. وتعاوننا مع جمعيّة سيدة البير أثمر معرضًا لصور تاريخيّة لأبناء سن الفيل تعود إلى عقود من الزمن، وأهنىء الجمعيّة على النشاط الذي تقوم به من أجل سن الفيل. وآمل أن نكون دائمًا بحجم المسؤوليّة الملقاة علينا لخدمة أهلنا.

كلمة الختام كانت لرئيس جمعيّة سيدة البير الأستاذ نجيب زوين تحدّث فيها عن نشاط الجمعيّة وأهدافها وتطلعاتها، وقال: مسا المحبّة والتاريخ العابق بالإيمان والمجد والكرامة. سن الفيل بلدة مؤمنة لهذا كان معرض تاريخ الرعيّة بالصور، الذي من خلاله نريد أن يكون رسالة للإضاءة على مرحلة من تاريخ بلدتنا، ليتطلع عليها شابات سن الفيل وشبابها، ولإحياء الروابط الإجتماعيّة والعائليّة بين أبناء سن الفيل ولنتشارك في كلّ شيء. 

  • شارك الخبر