hit counter script

الحدث - غاصب المختار

لبنان الرسمي لا الشركات الخاصة منصة إعمار سوريا

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 06:02

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يراهن لبنان على ان يكون "منصة" الزامية في مشروع إعادة بناء سوريا بعد انتهاء الحرب فيها وإجراء التسوية السياسية،مدعوما بقرار روسي- هو حتى الان اعلامي اكثر من عملي- ولو جاء منقولاًعلى لسان كبار المسؤولين الروس الذين التقاهم رئيس الحكومة سعد الحريري خلال زيارته الاخيرة الى موسكو.

وفي المعلومات المتوافرة ان هناك العديد من الشركات اللبنانية والعربية والاجنبية الكبرى بدأت تعد العدة للمشاركة في مشروع إعادة بناء سوريا متى انطلق،ومنها من اخذ مكاتب له في بيروت،ويتردد ان هناك 14 شركة لبنانية كبرى تحضّرنفسها لهذا المشروع الاقليمي- الدولي الكبير، وانها بأغلبها تعود لشخصيات من "فريق 14 اذار" وتيار "المستقبل" تحديداً او مؤيدة له، عدا عن ان البعض يراهن على ان يكون مرفأ بيروت ومرفأ طرابلس بوابة بحرية للمنصة اللبنانية نحو سوريا لنقل البضائع والمعدات والتقنيات، عدا عن المعابر البرية التي ستنقل الترابة والحديد ومواد البناء وسواها.

وتفيد المعلومات المتداولة ايضاً ان إعادة إعمار سوريا لن تتناول بناء ما تهدم من حجر،بل كل البنى التحتية وقطاعات الصناعة والاتصالات بكل انواعها من الهاتف والانترنت،والكهرباء، وترميم وتجديد الاثار،إضافة الى استثمار النفط والغاز،لا سيما ما يمكن ان يكون يحويه المخزون البحري المكتشف حديثا ولم يُستثمر بعد.

والاكيد حسب المتداول، ان روسيا ستكون هي عرّاب عملية اعادة الاعمار، وستكون لشركاتها الحصة الكبرى لا سيما في مجال النفط والغاز، اضافة الى الصين وايران ودول اخرى حليفة او صديقة لسوريا ووقفت الى جانبها في الحرب التي فرضت عليها،او دول وقفت على الحياد ولم تسهم في هذه الحرب.

لكن ثمة من يطرح السؤال: هل توافق السلطات السورية على منح حق المشاركة في الاعمار للشركات المملوكة من شخصيات لبنانية كانت مساهِمة او محرِّضة اوداعمة للمجموعات المسلحة التي حاربت النظام والجيش، خاصة ان النظام السوري استعاد من سنتين زمام المبادرة العسكرية والسياسية وانتزع حق الاعتراف به كشريك اساسي ان لم يكن اولا في الحل،وبات في موقع فرض شروطه في كل الامور،ولا يتم شيء من دون موافقته؟

ويرى بعض المتابعين للموضوع ان ثمة فارق بين ان تكون الدولة اللبنانية شريكاً في إعادة إعمار سوريا وبين ان تكون اطراف سياسية كانت ولازالت على خصومة مع السلطات السورية القائمة حاليا والتي يبدو انها ستستمر حتى انتهاء الحرب ووضع كل الاتفاقات الخاصة بإعادة الاعمار.من هنا يبدو منطقياً مطلب حلفاء سوريا بإعادة التواصل مع السلطات السورية من اجل ترتيب العلاقة مجددا بين دولتين وحكومتين،بما يسمح بأن يكون لبنان مستقبلاً المنصة الالزامية للمساهمة في إعادة الاعمار.

ولذلك يقوم وزير الزراعة غازي زعيتر اليوم الثلاثاء بزيارة "رسمية" الى سوريا وبدعوة من نظيره السوري للقاء يعقدغدا بينهما، اضافة الى اجتماع يجمع زعيتر مع وزير التموين والتجارة، ولو ان عنوان الزيارة هو البحث في تصريف الانتاج الزراعي اللبناني،لكن تفعيل العلاقة الرسمية بين لبنان وسوريا ولو عبر بعض الوزارات قديحمل مستقبلا مؤشرات لشمول العلاقة مؤسسات رسمية اكثر واوسع اختصاصاً،خاصة اذا كان الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري هما عرّابا هذه العلاقة المستقبلية، وبما يُمهّد الطريق ليكون لبنان الرسمي لا الشركات الخاصة هو "المنصة".

  • شارك الخبر