hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ميشال نصر

اميركا وروسيا سيحاصران داعش في الميادين والبو كمال قبل ضربهما

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 07:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الديار

في بيروت هدأت نبرة الخطاب السياسي التي ألهبت الساحة الداخلية طوال الاسبوع الماضي بسجالات انبثقت من رحم التطورات، التي أجّجتها دواعي «عدة العمل» المحلية مع دخول البلاد المدار الانتخابي، والاقليمية في ضوء ما تشهده مرحلة ما قبل التسويات السياسية لازمات المنطقة لا سيما السورية منها. وفي اسرائيل انتهى الضجيج العسكري الذي خلفته الغارة النوعية والمناورة الاخيرة، لتبدأ مرحلة تقييم قد يعيد الكثيرون حساباتهم خلالها.

زاد من تلك المخاوف ما تتداولته الكواليس الدبلوماسية في بيروت من معلومات عن اتفاق اميركي- روسي لتنفيذ خطة عسكرية تقضي بحصر عناصر «داعش» العشرة آلاف، المنتشرين في معقليه الأخيرين في البوكمال والميادين، بين فكي كماشة، عبر شن هجومين متزامنين، يقود الاول الجيش السوري ويضم قوات من حزب الله والحرس الثوري بدعم جوي روسي عبر التقدم شرقا من بلدة الشولا، باتجاه دير الزور ومنها الى البوكمال بدعم جوي روسي ،والثاني،لقوات سوريا الديمقراطية تدعمها وحدات حماية الشعب التركي وقوات الصناديد بغطاء جوي اميركي، ينطلق من الحسكة ويتجه نحو خابور باتجاه البوكمال، على ان تتولى غرفة القيادة المركزية الأميركية الوسطى في بغداد تنسيق الطلعات الجوية مع القاعدة الجوية الروسية في حميميم لمنع اي صدام او احتكاك جوي بين الطرفين، تمهيدا للانتقال من «وقف التصعيد» الى مرحلة «وقف النزاع»، رغم تأكيد الاوساط ان العديد من الصعوبات تبقى عالقة ابرزها حسم مسائل حقول نفط دير الزور، ولمن ستكون السيطرة على الحدود السورية-العراقية، وهو ما تعول عليه تل ابيب للتسلل عبره لخربطة الاتفاق.
وتشير تسريبات الكواليس الى ان الاجتماع الامني الاخير الذي حصل في واشنطن منذ اسبوعين بين ضباط اسرائيليين واميركيين، حيث عرض الوفد الاسرائيلي تقريرا مفصلا اعدته القيادة العسكرية في تل ابيب تضمن المحاور الاساسية للمناورة العسكرية التي انتهت امس على الحدود الشمالية المحاذية للبنان، والمبنية على تعاظم دور وخطر حزب الله في لبنان وسوريا، لم تأت بحسب ما كان متوقعا، اذ ساد اللقاء جو من «التشنج» والسلبية خصوصا عندما اوقف مستشار الأمن القومي الأميركي الجنرال هاربرت رايموند، من احد اعضاء الوفد الاسرائيلي عن الكلام، طالبا انضمام مساعده لشؤون مكافحة الإرهاب للمباحثات، ما أثار حفيظة الاسرائيليين نظرا لمواقف المساعد بعدم اعتبار حزب الله منظمة ارهابية، رغم القرار الواضح بهذا الخصوص، ما دفع برايموند الى رفض ادعاءاتهم حيال مخاطر الحزب، ما دفع بتل ابيب الى التحرك سريعا باتجاه البيت الابيض خوفا من ان ينعكس ذلك على الرئيس الاميركي.
حادثة كان سبقها كلام في الاعلام الاسرائيلي عن رفض واشنطن وموسكو تموز الماضي لطلب اسرائيل اقامة شريط حدودي بعمق 60 الى 80 كلم جنوب سوريا، بين المنطقة المحاذية للجولان والطريق الذي يربط دمشق بالسويداء، مقابل تعهد موسكو بعدم وصول الايرانيين وحلفائهم الى الخط الفاصل، حيث تقول في هذا الخصوص صحيفة «هآرتس» ان تل ابيب لم ترصد عمليا أي وجود إيراني دائم قرب الخط الفاصل خلال الأشهر القليلة الماضية، رغم الخشية من خطط الإيرانيين للتسلل عبر الحدود بشكل تدريجي، في موازاة تخطيط طهران على المدى البعيد لتعزيز وجودها العسكري والاستخباراتي على الحدود مع إسرائيل، وتحويل الجولان إلى جبهة احتياطية ثانية ضد إسرائيل لفتحها في حال انفجار اي نزاع مسلح بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في جنوب لبنان، وتكشف الصحيفة ان إيران تنفق قرابة 800 مليون دولار سنويا على دعم «حزب الله»، إضافة إلى مساعدات بملايين الدولارات للحكومة السورية، فيما تحصل حركتا «حماس» و«الجهاد الإسلامي» في غزة على مساعدات إيرانية قدرها 70 مليون دولار، زاعمة أنّ الجمهورية الاسلامية ستحصل قريبًا على قواعد جوية وبحرية، إضافةً الى حقوق تعدين في سوريا، بعدما حظيت بعقود غاز وبحقول الزراعة، وبعقود لتوريد مجموعات توليد كهرباء خاصة بمحافظة حلب، كما حصلت شركة إيرانية على رخصة لتقديم خدمات الهاتف المحمول في سوريا.
الأطراف المعنية لا تزال تلعب لعبتها الخطيرة والحساسة على حافة الهاوية منذ سنوات ناجحة حتى الساعة في تجنب أي تصعيد. عليه ليس على إسرائيل إلاّ أن تأمل وتدعو ببقاء الكأس المرة بعيدة عنها، اذ صحيح ان الرئيس الروسي يعتبر إيران شريكًا استراتيجيًا في سياسته الشرق أوسطية، الا انه من جهة أخرى، يتفهم قلق إسرائيل ومخاوفها.
فكيف ستردّ روسيا والولايات المتحدة في حال اصرار اسرائيل على ضرب التسوية الدولية؟ وهل تتحرك موسكو ضد تل ابيب في حال استمرار هجمات سلاح الجو داخل الاراضي السورية، خصوصا ان الاستخبارات الاسرائيلية كشفت عن وجود مصنع آخر غرب الموقع المستهدف في مصياف لم يتم ضربه؟
في اسرائيل تعتقد القيادات العليا أنّ أي مواجهة جديدة مع حزب الله ستكون أقصر وأكثر عدوانية وتدميرًا من أيّ حرب سابقة، خصوصا ان سلاح اسرائيل الاهم هذه المرة هو استهداف البنى التحتية الاستراتيجية قي لبنان. لذلك كانت المناورة الاضخم نمنذ 1998 والحديث منذ فترة طويلة عن ضرورة هزيمة الحزب والقضاء عليه نهائيًا في الحرب المقبلة.
فهل ستقوم إسرائيل في حال وقوع اشتباكات جديدة مع حزب الله بحصر هجومها بالمناورات البرية في لبنان؟ ام انها ستعتبر المخاطر المنطوية أكبر بكثير من أي مكاسب المتوقعة؟

  • شارك الخبر