hit counter script

أخبار محليّة

بعد انتصاره العسكري... الجيش يحزم أمره الأمني

الأحد ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 06:50

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

الملاحظ اليوم، أن لبنان يمر بأفضل مراحله السياسية والأمنية على الرغم من بعض «الشطحات» الكلامية التي تخرج من البعض والمعطوف عليها محاولات تعكير صفو الاستقرار على غرار ما يحصل منذ يومين عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ويبدو في الحالتين السياسية والأمنية، أن ما يحصل أمر طبيعي إلى حد ما، خصوصاً في بلد مثل لبنان تتعدد فيه الآراء والمواقف والتدخلات الخارجية ومن دون نسيان الانتصارات التي حققها الجيش ضد الارهاب والانجازات التي ما زال يقوم بها وآخرها تفكيك شبكات إرهابية والقاء القبض على أفراد يسعون إلى هز الاستقرار الأمني. وهذا الأمر على وجه التحديد، قد انعكس بشكل سلبي على كل جهة تتربص بأمن البلد ولا تريد له الخروج من أزماته ومنها ملف الإرهابيين.

بعد إنتصاره في معركة «فجر الجرود» ودحره الجماعات الارهابية عن آخر بقعة في الجرود اللبنانية، وجه الجيش كل اهتماماته إلى الداخل اللبناني، وكان على يقين تام بأن الهزيمة التي ألحقها بهؤلاء وطردهم إلى خارج الحدود، لا بد وأن تقابلها محاولات لتعكير الصفو الأمني في مكان ما في الداخل، فكانت العمليات الأمنية الاستباقية التي قام بها الجيش ومديرية المخابرات والتي أفضت في معظمها الى الكشف عن خلايا نائمة ومخططات تخريبية، يسعى من يقف وراءها، إلى ضرب هيبة الجيش والانتصار الذي تحقق بفعل التضامن والتكاتف بين العهد الحالي رئاسة وحكومة، وبين المؤسسة العسكرية. واحدى محاولات التعتيم على إنتصار «فجر الجرود»، التقليل من شأن هذه المعركة، علماً أنه يُسجل للبنان بأنه البلد الوحيد في المنطقة الذي تمكّن من سحق تنظيمي «داعش» و«النصرة»، وإخراجهما من أراضيه بشكل كامل ومن دون رجعة.

قيادة الجيش مُصمّمة بدعم سياسي غير محدود على ممارسة دورها على أكمل وجه، وهي ماضية في مكافحة الارهاب أينما وجد بعيداً من المعادلات والمناورات. وتؤكد مصادر عسكرية لـ«المستقبل»، أن قيادة الجيش وبعد الإنتصار الكبير في الجرود، وضعت في الحسبان فرضيات عدة أبرزها: محاولة الجماعات الارهابية إستنهاض بعض «الخلايا النائمة» في بعض المناطق مع العلم أنه لا توجد لهؤلاء في لبنان، أي بيئة حاضنة على الاطلاق. وقد يسعى بعض الأفراد أو المجموعات سواء بقرار خارجي أو ذاتي، إلى هز الوضع الأمني في اللبد وضرب استقراره بطرق متعددة، جازمة بأن «استباحة الأمن لم تعد مسموحة بأي شكل من الاشكال، ومن الآن وصاعداً، ليس من السهل جعل البلد، ساحة مفتوحة للعبة الأمنية ولا حتى ملعباً للمغامرين يُنفذون فيه «هواية» الاجرام والقتل، ولا حتى جعل أي بقعة في لبنان، مقرّاً أو مستقراً للإرهابيين».

خلال اليومين الماضيين، لوحظ صدور بيانات لبعض السفارات الغربية في لبنان حذّرت من خلالها مواطنيها من ارتياد مناطق معينة باعتبارها أماكن مهددة بأعمال ارهابية ودعتهم إلى اتخاذ الحيطة والحذر في تنقلاتهم. هذه الخطوة أرخت حالة من الذعر في صفوف اللبنانيين والمُقيمين الأجانب على حد سواء خصوصاً وأن البيانات صادرة عن سفارات دول، لها مكانتها على الساحة الدولية وتحديداً في ما يتعلق بالمجال الأمني. وفي هذا السياق، توضح المصادر العسكرية أن «تخوّف هذه السفارات أو بلدانها، يُمكن ترجمته على النحو الآتي: بعد كل إنتصار على الجماعات الإرهابية وخصوصاً في بلد مثل لبنان كانت حدوده مهددة على الدوام، يُخشى من عمليات انتقام لهؤلاء في الداخل، كرد فعل على هزيمتهم»، مؤكدة أن «الوضع بشكل عام مُطمئن. والأبرز بالنسبة إلى الجيش، أنه أنهى معركته العسكرية لتبدأ معركته الأمنية».

وتضيف: «من هنا يُمكن وضع هذه البيانات في خانة التحذير وليس التأكيد خصوصاً وأن مخابرات الجيش وبقية المؤسسات الأمنية، تسعى وبكل طاقاتها، إلى تثبيت عاملي الأمن والاستقرار وكشف تلك الخلايا قبل تنفيذ اعتداءاتها. وقد أثبت الجيش منذ فترة طويلة، أن أمن لبنان لم يعد جائزاً اللعب به وهذا ما تُثبته الوقائع الميدانية والبيانات شبه اليومية التي تصدر عن مديرية التوجيه، والتي تُعزّز على الدوام، بأدلة ملموسة كالصور والاعترافات وخصوصاً تحديد الأماكن التي تتم مداهمتها«. وتكشف أن ما يتم تداوله سواء عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو على تطبيق «واتس اب» من تحذيرات أو معلومات،»غير صحيح ولا يمت إلى الواقع بصلة، ويهدف أيضاً إمّا الى التشويش على إنتصار الجيش العسكري، أو هزّ الاستقرار السياسي الحاصل».

وأهم ما تبرزه المصادر في عملية تثبيت الأمن التي يعتمدها الجيش: «إغلاق الحدود البرية بشكل كامل وعدم السماح تحت أي من الظروف، بعودة الجماعات الارهابية إلى الداخل اللبناني أو مجرد التفكير بهذا الموضوع. ويجب عدم نسيان أن لبنان ومقارنة مع الدول الأوروبية، هو أقل بلد يتعرض لاعتداءات أو هجمات إرهابية ناجمة عن تحركات لخلايا نائمة. ولكن كل هذا لا يعني أن لبنان بمنأى عن الأحداث بشكل كلّي أو أن الأمن مُستتب مئة في المئة. وعلى القاعدة نفسها، جاءت العملية الاستباقية الكبرى أول من أمس والتي تمكنت خلالها مديرية المخابرات من توقيف خلية مؤلفة من 19 شخصاً لارتباطهم بالتخطيط والتحضير للقيام بعمل إرهابي يترأسها المصري فادي إبراهيم أحمد علي أحمد الملقب بـ«أبو خطاب». وهذا العمل يتماهى مع تمكّن الجيش في غضون فترة قصيرة، من تكريس حالة يُمكن إلى حد كبير، وصفها بالمستقرة واعتبارها مقياساً في العمل الأمني والمخابراتي».

إذاً ما حققه الجيش في عملية «فجر الجرود» هو انتصار لا لُبس فيه، وما احتفال تكريم الوحدات العسكرية التي شاركت في العملية في قاعدة رياق الجوية أمس، سوى خطوة على طريق الألف ميل لتثبيت دور الجيش وصون وحدته وتحييده عن التجاذبات. ومن هذه المؤسسة الممتلئة بالشرف والتضحية والوفاء، يُمكن الذهاب نحو عوامل الاستقرار الاجتماعي والأمني والسياسي والاقتصادي والذي عبّر عنه قائد الجيش العماد جوزف عون خلال الاحتفال بقوله لضباط الجيش وعناصره: «انتصرتم فانتصرت بكم الدولة لأنها أصبحت أكثر مناعة في مواجهة التحديات الإقليمية والداخلية، وأكثر قدرة على دفع ورشة النهوض الاقتصادي والانمائي في البلاد». 

علي الحسيني - المستقبل

  • شارك الخبر