hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

الراعي في تخريج تلامذة معهد التثقيف اللاهوتي: لبنان بأمس الحاجة لمعرفة الإيمان

السبت ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 17:30

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفل معهد التثقيف اللاهوتي التابع للأبرشية البطريركية نيابة الجبة بتخريج الدفعة الأولى من تلامذته، برعاية البطريرك الماروني الكردينال مار بشارة بطرس الراعي وذلك في كنيسة الصرح البطريركي في الديمان، في حضور النائب البطريركي العام على الجبة وزغرتا الزاوية المطران جوزيف نفاع وحشد من الكهنة والرهبان والراهبات وأهالي الخريجين.

وألقى بيار كيروز كلمة حيا فيها البطريرك الراعي، مؤكدا "أن النجاح دخول في الحرية والموقف الثابت المترقي وهو فعل التخطي للمحيط وليس شهادات برسم التأجير أو الإلحاق بل دخول في الوعي والإستنارة والتنوير".

وأضاف: "عجب أن نكرم الناجحين والمتفوقين وقد تعودنا دهرا على تكريم الفوقيين. صحيح أننا نعاني في مجتمعنا أزمة من فوق وأزمة من تحت ولكن الأزمة الكبرى هي في الواقفين المستوقفين بين الفوقيين والناجحين والأزمة هي إدعاء العلم والثقافة في الباحثين عن شمسية في المصابين بوهم البطولة أمام طواحين الأسياد المتجملين بختم الوالي والحرف البالي".

وختم: "صاحب الغبطة أنتم قيمة إنسانية كبرى وفكرية نادرة عاشق أبدي لإثنين الأرز ولبنان وهما يتكاملان لا صعاب عندكم ولا مآسي جميعها تحملونها في قلبكم ووجدانكم".

ثم ألقت الطالبة دارين طوق كلمة المتخرجين، مؤكدة "أن الموارنة بقوة إرادتهم وصلابة سواعدهم وعمق إيمانهم جابهوا كل الأخطار التي كانت تحدق بهم وتمردوا على نكد العيش ورتابة التحرك فكانت مناسكهم المنزوية تعبق برائحة الإيمان وسعة الإطلاع وشكلت أديرتهم منابر علم ومعرفة وأصبحت مكتباتهم تضج بإستمرار بالنسخ والتأليف".

وشكرت كل القيمين على المعهد والكهنة ومدير الجامعة الانطونية الأب أنطوان مخايل الذي عمل مع الأساقفة لتكون الشهادة جامعية ومدير المعهد الأب بول مراد والأساتذة كهنة وعلمانيين، متمنية أن يستمر المعهد مسؤولا عن نشر العلم والإحاطة الكاملة بالثقافة واللاهوت.

وختمت: "باسمي وباسم رفاقي أشكر صاحب شعار الشركة والمحبة غبطة البطريرك والأساقفة مارون العمار الذي إنتقل ليكمل مسيرة عطائه في أبرشية صيدا المارونية وسيادة الأسقف جوزيف نفاع الذي هو خير خلف لخير سلف".

بعدها رنم الأب رواد كعدي وانشد عددا من الترانيم والتراتيل الدينية ثم ألقى الخوري مراد كلمة حيا فيها البطريرك والأساقفة، مستمطرا الرحمة المطران فرنسيس البيسري الذي أبصر المعهد النور على يديه، شاكرا كل الأساقفة والكهنة الذين عملوا بإندفاع ومحبة لإنجاح هذا المعهد.

وأضاف: "يسرنا أن نلتقي في حضن هذا الصرح العريق الذي يحمل 1600 سنة من تاريخ بطاركة وأساقفة وكهنة ورهبان قديسين ساسوا بيعة الله وحملانه ويفرحنا أن نتحوم بالقرب من راع يده على المحراث، من أب قلبه علينا جميعا يحزن لحزننا ويفرح لفرحنا، عملاق في الفكر والروحانية والقداسة حاملا على منكبيه تاريخا مجيدا مضمخا بدم أبطال حفروا الصخر ورووا الأرض بدمائهم وعطروا الوديان والجبال برائحة قداستهم".

وختم: "أدامكم الله يا صاحب الغبطة والنيافة على رأس كنيستنا المارونية تاجا مرصعا بكل الفضائل والمحاسن".

ثم ألقى البطريرك الراعي كلمة حيا فيها بيار كيروز على كلمته وقال: "مع سيدنا المطران جوزيف والأسرة البطريركية نرحب بكل الكهنة الموجودين معنا والرهبان والراهبات والطلاب والطالبات المتخرجين والطلاب الذين سيتخرجون في العام المقبل واهلهم.
اليوم فرحتنا كبيرة جدا بحضور تخرج طالبات وطلاب من معهد التثقيف اللاهوتي في النيابة البطريركية في الجبة هذه من أكبر دواعي الفرح والإعتزاز لأننا اليوم بأمس الحاجة لشعبنا الماروني المسيحي العلماني كي يتثقف دينيا كي يتوصل الى ثلاث أمور هي أساس حياتنا المسيحية: أولا إعلان الإيمان وهنا الحاجة الى المعرفة ومعهد التثقيف اللاهوتي هو الذي يثقفنا على الإيمان وإذا كنا نجهل إيماننا نجهل الإثنين الباقين، إذا نحن هنا وأريد أن أحيي أبونا بول وأشكره على إدارة هذا المعهد وأحيي كل المعلمين الذين أعطوا من قلبهم وأريد أن أحيي وأشكر الآنسة دارين على كلمتها اللطيفة ولكن أريد القول أننا هنا أساسا لكي نتثقف بالإيمان وثانيا تثقفنا لكي نعبر عن إيماننا بحياتنا المسيحية والليتورجية وثالثا لكي نعلن إيماننا بشهادة الحياة والثقافة التي نبنيها في مجتمعنا بمعنى أنكم في هذا العالم تعيشون كل واحد في مختلف قطاعات حياته، مدعوين أن نشهد لإيماننا وحياتنا المسيحية في عملنا أيا كان هذا العمل، إداري، سياسي، إجتماعي، قضائي، تثقيفي مهما كان".

وأضاف: "ثلاثة كلمات سنأخذها معنا، هنا يتحقق الأمر الأول، والثاني يكون في الرعية، والثالث في حياتكم الخاصة. قلت كل إيماننا المسيحي بحسب تعليم الكنيسة الكاثوليكية في الكتاب مركز على ثلاثة أقسام، إعلان الإيمان، أريد أن أقول الإيمان اللاهوتي الجالس بمعنى جالسين ندرس وننقح وننقب الكتب مثل كل اللاهوتيين. أما القسم الثاني فهو التعبير عن الإيمان، فالإيمان يعاش بالأسرار بالليتورجيا يوم الأحد وإسمه اللاهوت الساجد، وثالثا اللاهوت الواقف أي ننطلق كي نشهد ثلاث كلمات بسيطة أنتم في المرحلة الأولى في المعهد. أحيي كهنة رعاياكم هناك ستعيشون اللاهوت الساجد لأنه ما من معنى للاهوت ان لم اعبر عنه في حياتي المسيحية وحياتي الليتورجية لذلك سننطلق في حياتنا من مجتمعاتكم لتشهدوا بهذا الإيمان".

واردف: "الشكر للذين يتعبون ويسهرون في المعهد وذكرتموهم جميعا من مثلث الرحمة المطران فرنسيس مرورا بالمطران مارون العمار وصولا الى سيدنا جوزيف نفاع، مع كل الذين يعملون مع أبونا بول مدير هذا المعهد، نعتبر أن هذا كنز كبير ونحن معنيون ككرسي بطريركي بالمحافظة عليه، بتعزيزه وتنشيطه لأن مجتمعنا اللبناني مثل مجتمعنا المشرقي بأمس الحاجة لمعرفة الإيمان لننطلق من الجهل الديني لأنه جهل شبه عارم لنعيش حياتنا المسيحية بالحياة الليتورجية والاسرار، لأننا في معظم كنائسنا نجد غيابا مخيفا لشعبنا المسيحي والماروني، وثالثا حدث ولا حرج في الحياة العامة لنقول عن مدى شعورنا بالإيمان"، مضيفا "لقد تساءلت عدة مرات عن الحالة التي يعيشها مجتمعنا في ما يختص بطريقة العيش، بالتجارة، بالإقتصاد، بالإعلام، بالسياسة، بأمور أخرى أتساءل وأقول هل يعقل بعد ألفي سنة ان لا يوجد لدينا ثقافة مسيحية؟ من أين نستمد أفكارنا؟ من أين نستمد مواقفنا، من أين نستمد مبادئ حياتنا عندما نجد أنه لا يوجد في المجتمع قيم ولا مبادئ وكأن الثقافة المسيحية والإنجيل واللاهوت الذي عمره ألفي سنة لا علاقة لهم بالحياة المسيحية ومع المسيحيين. لذلك أقول لكم هذه الساعة التي قضيتها معكم من أجمل ساعات حياتي شخصيا لأنها تعزية كبيرة أن نجد شبابا وصبايا يأتون ليتثقفوا ليكونوا خميرة في مجتمعنا بدون أي إدعاء. نشكر الرب عليكم، الرب يكون معكم ويساعدكم".

وختم: "دارين في كلمتها أتت على ذكر الموارنة الذين عاشوا في هذه المنطقة، شعبنا في الماضي تثقف لاهوتيا بدون الذهاب الى المدارس وكان أميا ولكن تثقف لاهوتيا من الممارسة الدينية بمعنى تعلم اللاهوت من التراتيل، من الصلوات، من الحضور الدؤوب للكنيسة فتثقف وأخذ معرفة فعاش في بطولة وعاش بشهادة وترك لنا هذا الوطن بقوة إيمانه. نحن هنا في هذه المنطقة عرين الموارنة، هذه المنطقة هي منطقة إيمان ومنطقة تقاليد، لقد تغيرت الأيام وأصبح يوجد علم وتثقيف وإمكانية تحرك وإن شاء الله يزيد عددكم أكثر وأكثر ونحن معكم وشكرا لكم وشكرا للرب شهادة من كل القلب للمتخرجين والمتخرجات".

بعدها قدم الطلاب المتخرجون مشعل المعرفة للطلاب الجدد ثم تسلم كل من شربل فخري، مرعب مرعب، إتيان غنوم، دارين طوق، نجلا سميا، شربل صوما ومنصور صوما الشهادات من غبطة البطريرك والمطران نفاع وأخذوا الصور التذكارية مع البطريرك والأساقفة والكهنة.

  • شارك الخبر