hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

معهد المواطنة وإدارة التنوّع في مؤسسة أديان يختتم الورشة التدريبيّة

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 15:34

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خرّج معهد المواطنة وإدارة التنوع في مؤسسة أديان يوم الأربعاء 30 آب 2017، 32 قائدًا دينيًا من الورشة التدريبية "مدخل إلى العلوم السياسية للقادة الدينيين في لبنان" التي استمرت ثلاثة أيام في بيت عنيا-حريصا، وذلك بدعم من السفارة البريطانية في بيروت.

كانت كلمة للدكتورة نايلا طبارة مديرة معهد المواطنة وإدارة التنوع التي لخصت أولًا أهداف الورشة التدريبية بتأمين "مجال لدراسة مبادىء العلوم السياسية وحقوق الإنسان للقادة الدينيين، وتأمين مساحة لعيش التنوع" مشيرة إلى تنوع خلفيات المشاركين رجالًا ونساءً أتوا من بلدان مختلفة: لبنان وسوريا والعراق ومصر وفلسطين، وخلفيات دينية متنوعة: فإسلاميًا كان هناك مشاركون سُنّة وشيعة ودروز وعلويون، ومسيحيًا، كاثوليك وأورثوذكس وبروتستانت.

ثم انتقلت الدكتورة طبارة إلى مضمون التدريب فقالت أن من خلال مشاغله "كانت الفرصة لاكتشاف التنوع في الآراء والمواقف حتى بين أفراد منتمين إلى نفس الطائفة-المنطق أو التيار الفكري وذلك بالنسبة للمسائل المتعلقة بالشأن العام وإدارة التنوع فيه". وشكرت الدكتورة طبارة المشاركين لصراحتهم وجرأتهم لتستنتج من مجريات الورشة ثلاث نقاط، الأولى هي "إمكانية التواصل والنقاش البناء في المجال العام آخذين بعين الاعتبار هواجس وخصوصيات الجميع" والثانية "الإيمان بأن مع الإختلافات بيننا، ممكن أن نساهم في الحلول إن سمعنا أولًا إلى مظالم بعضنا البعض، ولكن إن قررنا ألا نحجز أنفسنا في هذه المظالم، واضعين أمام أعيننا الصالح العام لمجتمعاتنا المختلفة" والثالثة "أنه رغم التمايز بين المجالين الديني والسياسي، هناك دور إيجابي وأساسي على القادة الدينيين أن يلعبوه وهو ما نسميه المسؤولية الاجتماعية للأديان". وختمت كلمتها آملة باستمرار هذا اللقاءات شاكرة السفارة البريطانية على دعمها، والمدربين المشاركين في الورشة.

تلت كلمة الدكتورة طبارة كلمة للقائم بأعمال السفارة البريطانية في بيروت السيد "بنجامين واستانج" الذي عبّر عن فخره بدعم السفارة البريطانية هذا البرنامج لمؤسسة أديان فهو "يشكّل حجر الزاوية نحو تعاون أكثر شمولًا وتسامحاً وتعاونًا بين الأديان مع وضع السياسات لمعالجة الراديكالية والتطرف العنيف. كما يأتي هذا البرنامج استجابةً لاحتياجات تعزيز الخطاب الديني الذي يقوم على المسؤوليات المشتركة لاحترام كرامة كل إنسان، ونشر هذا الخطاب الجديد من خلال خطبكم وعظاتكم، والوصول إلى المجتمع الأوسع من المؤمنين المسيحيين والمسلمين".

وأكد القائم بالأعمال التزام المملكة المتحدة بتأمين استقرار لبنان وأمنه من خلال دعم الجيش اللبناني الذي "يشكّل قاعدة أساسية للسيادة اللبنانية أو من خلال الشراكة مع منظمات رائعة مثل مؤسسة أديان".
ثم كانت كلمة أخيرة للمفتي أحمد طالب جاء فيها أن موضوع الورشة يتناول اشكاليتين كبيرتين هما اشكالية الدين واشكالية السياسة، وأن هناك حاجة لتحديد ما المقصود بهذه المفردات لتعدد أنواعها وتفسيراتها. وقال سماحة المفتي في معرض كلامه عن النصوص المقدسة أن "المشكلة ليست في النص، إنما هي كيف نفسر النص الديني لأن هناك خطورة في تقديم الدين كأجزاء متنافرة بينما هو حلقة متكاملة، لا يمكن أن تفهم نصًا بعيدًا عن النص الآخر أو فكرة بعيدًا عن الفكرة الأخرى. الدين هو كالجسم وحين تقطع منه جزء يعني ذلك أنك فصلته عن الروح والمضمون الأساسي الذي جاء من أجله الدين وهو الخير".

وتابع سماحته "أي خطاب ديني تشعر أنه يضر بالانسان لا يمكن اعتباره ديني حتى لو كان مقتبس من كتاب مقدس، لأن المشكلة هنا تكمن في فهمي للنص لأنه لا يمكن أن يأتي من السماء والله والخير ويكون من أجل أذية الانسان".
من جهتهم عبر القادة الدينيون المشاركون عن سرورهم لمشاركتهم في هذه الدورة التي انعكست إيجابًا عليهم لما شهدته من نقاشات غنية وشفافة عكست طبيعة المشاركين المختلفين دينيًا ومذهبيًا، وأشادوا بأهمية المواضيع المطروحة كالإيديولوجيات السياسية وحقوق المرأة وحقوق اللاجئ والحريات العامة... متمنين استمرار عقد لقاءات مشابهة واجتماعات متابعة لما تم انجازه. ولفت أحد المشاركين إلى مستوى الصراحة غير المعهود في لقاءات مماثلة، وإلى أن الدورة ساهمت في "التدريب ليس فقط على طرق التفكير، بل أيضًا على طرق التعبير".

وكان معهد المواطنة وإدارة التنوع نظَّم هذه الدورة نظرًا لأهمية الدور الذي يقوم به القادة الدينيين في مجتمعاتهم، وفي إطار سعيه لتمكين العاملين في الشأن الديني من التعامل مع القضايا العامة وفقًا للمعرفة العلمية لمفاهيم العلوم السياسية، بهدف زيادة الوعي لدى مختلف الفئات الدينية، مستهدفًا القادة الدينيين المؤثرين، مسيحيين ومسلمين، رجالًا ونساءً، من العاملين في مجال الوعظ والإرشاد الديني.

وسعى البرنامج إلى تعريف المشاركين -بصفتهم فاعلين دينيين لا قادة سياسيين- بالمفاهيم الأساسية للعلوم السياسية ومبادئ حقوق الانسان والمواطنة الفاعلة من خلال التركيز على ثلاثة محاور، يشمل المحور الأول منها مفهوم السلطة والأنظمة السياسية وأنواع النظم والأيديولوجيات والنظريات السياسية والديمقراطية مع تسليط الضوء على الواقع اللبناني عند تناول تلك المفاهيم. ويركز المحور الثاني على مفهوم النظام الدولي والحوكمة العالميّة (الأمم المتحدة، مجلس الأمن، المحاكم الدولية)، حقوق الإنسان كمعيار دولي (نشأتها، مصادرها، وتطورها التاريخي)، حقوق الإنسان في الإطار الوطني، الحريات العامة وضوابطها وتطبيقاتها (حرية الرأي والتعبير، حرية الضمير والمعتقد، حرية التجمّع). بينما يتناول المحور الثالث مفهوم المواطنة الفاعلة الحاضنة للتنوع حيث يشمل هذا المحور أنواع المواطنة، إشكاليات المواطنة والتنوع، المجال العام وديناميته، مجموعات الضغط (أنواعها، تأثيرها، ودورها في الشأن العام)، المواطنة الفاعلة ودور المواطن في التأثير في صناعة القرار في الأنظمة الديمقراطية.

وتبع حفل التخرج عشاء احتفالي ضم المشاركين وبعض المدربين.
 

  • شارك الخبر