hit counter script

الحدث - جورج غرّة

ما بين الإرهاب والنزوح رابط واحد: متآمرون على الدولة... ما لنا وما علينا

الثلاثاء ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يُعتبر الإرهاب والنزوح السوري في لبنان من الأوراق السياسية القوية التي تستعملها دول عدة في لبنان، وذلك بهدف التأثير في السياسة العامة للدولة، كما في فرض أمور على اللبنانيين. فالإرهاب دخل لبنان بورقة سياسية كما ان النازحين بقيوا في لبنان بورقة سياسية، وفي أيام حكومة الماضية سمِع وزراء في الحكومة من وزراء زملاء لهم ان داعش والنصرة هدفهما في لبنان هو ضرب حزب الله، وقد حصل صراخ في حينها لمدة 45 دقيقة، وفي حينها لم يُسمح للجيش بضربهم لان هناك من كان يقف خلفهم من بعيد... (بعض المتآمرين).

الخارج كان ضائعا منذ اسبوعين ما بين ترك داعش شوكة في خاصرة حزب الله وما بين السماح بضربه كما يفعل التحالف الدولي وإزالته من المنطقة، وبما ان حزب الله بدأ بإزالته وأكمل الجيش اللبناني المعركة، بات هذا الخارج تحت الأمر الواقع ما بين إزالة داعش وإراحة حزب الله في البقاع الشمالي، وهذا الخارج ايضا يبحث اليوم عن طريقة اخرى لإزعاج حزب الله بعدما فقد الورقة السياسية الأولى، وخصوصا ايضا بعدما أزعج الجيش بتهديدات وتهويلات لمنعه من التواصل مع النطام السوري او مع حزب الله، مما دفع الجيش الى تغيير خطة الهجوم واعتماد الطريق الأصعب.

اليوم يسعى الخارج الى مضايقة حزب الله بطرق عدة ومنها العقوبات التي ستؤثر على الاقتصاد اللبناني ككل، كما عبر أدوات اخرى، كما تمت محاولة مضايقة حزب الله في تغيير مهام اليونيفيل ايضا وهذا الامر فشل بعد جهد قامت به الخارجية اللبنانية.

منذ شهرين بدأ الجميع بالتداول بملف النازحين السوريين وضرورة اعادتهم الى بلادهم وهذا الملف سياسي وورقة اقوى من ورقة الارهاب في لبنان، لانه يؤثر على الجميع وليس على بيئة دون سواها، ولكن اليوم هذه الاصوات اختفت وخفتت وتم منعها من اكمال عملها، لان القرار الدولي غير متوفر كما ان القرار الداخلي غير متوفر اليوم بسبب ضغوطات خارجية تمارس على غالبية الفرقاء.

لا يريد الغالبية التواصل مع سوريا، لكن منذ ايام رفع كل فرقاء الحكومة ايديهم على طاولة مجلس الوزراء للموافقة على تعيين سفير جديد للبنان في سوريا، فلمن قدم هذا السفير اوراقه اليس للرئيس السوري بشار الاسد؟ او لأبو بكر البغدادي؟ ولماذا لم يقم البعض بطرد السفير السوري من لبنان ما داموا لا يريدون اي علاقات مع سوريا؟

العلاقات بين لبنان وسوريا قائمة ولم تتوقف يوما منذ انطلاق الحرب السورية، وهناك فرقاء في لبنان يراعون البعض ولم يذهبوا الى سوريا، واليوم حركة الترانزيت والتجارة ستعود بين البلدين والتواصل عاد ليتوسع والهدوء بدأ يعم المناطق السورية بانتظار التسوية الشاملة والنهائية.

اليوم وصلنا الى أزمة حقيقة بأن في لبنان مليون ونصف المليون نازح سوري يعيشون بيننا، فمتى الحل؟ انتظرنا النظام السوري كي يرحل مدة 15 عاما وانتظرنا إزالة الارهابيين من لبنان مدة 3 سنوات ونحن ننتظر إعادة النازحين السوريين منذ 6 اعوام فما الذي لم يتحقق بعد؟... ما لم يتحقق هو الاجماع الوطني والقرار الداخلي، كما ان الخارج يمسك بورقة النازحين السياسية بيده ويلوح بها طورا ويهزها تارة، ولكنه لا يريد حلها اليوم، لماذا؟... لأنهم متآمرون.

هل سمعنا يوما سياسي يقول انه مع داعش؟ هل سمعنا يوما سياسي يقول انه مع وجود النازحين؟... لا لم نسمع، ولكن في افعال الغالبية ندرك انهم كانوا مع وجود داعش كما مع وجود النازحين، لان هناك من يرسل المشاريع ويضع الملفات على طاولة الحكومة ولا يتم وضعها على جدول الاعمال، لماذا؟ لان هناك ضغوط كبيرة على رئيس الحكومة لعدم البحث والخوض في هذا الملف اليوم، لذلك يبقى البعض الصوت الصارخ في البرية... والغالبية متآمرة.

اليوم يمكن إعادة نصف عدد النازحين السوريين بقرار داخلي لبناني بحت وهو فقط عبر تطبيق القوانين اللبنانية والمواثيق والاتفاقيات الدولية. فعبر تطبيق قانون العمل واتفاقيات السجون وتسجيل الولادات وقانون النازحين الدولي يمكن الحد من تواجد عدد ضخم في لبنان، فهل تعرفون ان هناك عشرات الآلاف يذهبون الى سوريا ويعودون الى لبنان عبر الحدود يوميا من دون نزع صفة النزوح عنهم؟ فإذا مروا عبر الحدود بشكل طبيعي عبر المعابر الشرعية فهذا يعني ان لا غبار عليهم ويمكنهم البقاء في سوريا، ولكن هذا الامر يحتاج الى قرار حكومي يمنع عودتهم او يسمع بنزع صفة النزوح عنهم. ولكن لماذا لا تتخذ الحكومة هذا القرار ولماذا لا تطبق القوانين الموجودة بين يديها؟... لأن القرار غير متوفر وممنوع توفيره حاليا لان الملف ورقة سياسية في وجه لبنان. لماذا يسكت غالبية الفرقاء عن هذا الموضوع؟ ولماذا هناك فريق يريد مراعاة أمور سنية وشيعية في ملف النازحين؟
البعض رفع اوراق الى الحكومة وتمت مناقشتها لساعات ولكن عند التطبيق واتخاذ القرار فإن الجميع يهرب ويتملص ويختفي ويرفع يديه للخارج ويستسلم فورا. يقولون انهم مع إعادة النازحين، حسنا هيا بنا لنفعل شيئا!... فجميعهم يتبخرون في الجو ويديرون ظهورهم.

كل الفرقاء اللبنانيين يخضعون لأوامر السفراء الذين يمسكون الملف، ويأتون الى الحكومة بكل وقاحة للقول علنا ما قال لهم هذا السفير وما ارسلته لهم تلك السفارة. هل تتجرأ دولة ما في فرض شيئ على تركيا وعلى الرئيس التركي رجب الطيب اردوغان في ملف النازحين؟، فهو يفعل ما يشاء بالنازحين ويدفشهم بالآلاف نحو الحدود ساعة ما يشاء، والمجتمع الدولي يرسل له الاموال فورا، هل تجرأ يوما اي شخص على فرض أمر ما على الفرنسيين او غيرهم في ملف النازحين؟ فلماذا السياسيين في لبنان يستمعون الى السفراء والسفارات؟... لأنهم متآمرون.

ما هذا التخلي عن السيادة والقرار؟ ولماذا لا نزال نركض نحو المجتمع الدولي لرفع المساعدات للنازحين، ففي كل مرة نعطيهم المساعدات فنحن نثبتهم اكثر في لبنان، كما ان عدم تطبيق القوانين في ترحيل آلاف السجناء السوريين في لبنان الى سوريا جعل السجون مزدحمة والجميع يختنق فيها وابقى آلاف المجرمين والمخلين بالقانون في اراضينا.

القرار السياسي لم يكتمل بعد في ملف النازحين، فلو اراد الداخل حل هذا الملف يمكنه بجلسة حكومية واحدة اتخاذ قرارات تعيد نصف النازحين الى بلادهم فورا. ولكن هناك متآمرون في الداخل مع الخارج على الداخل دائماً.

جورج غرّة - ليبانون فايلز - 

 


 

  • شارك الخبر