hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

زفّة... في كوكب الأحلام!

الجمعة ١٥ أيلول ٢٠١٧ - 10:06

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع
لا حدود لخيال اللبنانيين وهوسهم بالجمال والحياة والتغيير والابتكار، وربما أيضا تقديم أفكار خلّاقة لأصحاب المليارات والثروات الضخمة في مغزى ان تتحوّل الاعراس الى مسلسل طويل من "الف ليلة وليلة".
على مدى سنوات الازمة في لبنان لم يقدّم اللبناني العنيد نموذجا واحدا في الاستسلام للامر الواقع. رغم الشحن الطائفي والمذهبي، والخلافات السياسية، والازمات المتوالدة من رحم بعضها البعض، وتعطيل المؤسسات، وتراجع الوضع الاقتصادي، وتحوّل الـ "داون تاون" الى مدينة أشباح، وانحسار الاستثمارات، وتسجيل المزيد من هجرة الشباب وتفاقم حالات اليأس من بلد يسقط فيه الضحايا كرمى لأفضلية مرور أو كوب نسكافيه... رغم كل ذلك، لم يغيّر اللبنانيون حرفا واحدا من طقوسهم في عيش الفرح على طريقتهم.
"قلّ لي كم عرسا تحضر في السنة أقول لك بأي بلد تعيش". انه لبنان. أعراسه موضة يستحيل ان تنحسر او يخفّ وهجها حتى في زمن النق من الازمات والأوضاع الاقتصادية السيئة التي تبدو من دون نهاية.
في السنوات الماضية دخل عنصر جديد على أعراس الاحلام المنفلشة جبلا وساحلا. ضاقت الساحات اللبنانية المفتوحة على شغف ليال باريسية أو هوليوودية أو خليجية او إستوائية في أفخم الصالات، فتوجّه الحالمون نحو الخارج.
 لبنان جميل، وبأسابيع قليلة ممكن ان تنتقل باريس ولندن والهند والقصور الملكية الى واحدة من باحاته المخصّصة للأعراس، لكن أن يقام العرس اللبناني في دولة أخرى على كوكب الارض فهذا إمتياز إضافي لا يقدر سوى قلّة عليه.
تلمع الفكرة في الروؤس لكن التحضيرات لها لا تشبه تحضيرات الاعراس "البلدية" اي تلك المقامة على الاراضي اللبنانية. هنا نتحدّث عن ميزانيات تتخطّى بأضعاف ميزانية أفخم الاعراس البيروتية. فلائحة "الزوائد" طويلة وكلّما أضيفت اليها فكرة كلّما ارتفع السعر الى حدود الخيال.
نتحدّث هنا عن أعراس يشمل البعض منها كلفة حجوزات المدعوين في الفنادق وتذاكر السفر. يضاف ذلك الى تناول أفخم الاطباق، والديكور، وحجز مكان العرس، والهدايا التذكارية، وأطنان الورود، واستقدام المطربين "الستار"، والزفّات الخارجة عن مألوف السمع والبصر، والالعاب النارية، وفستان العروس الذي وحده قد يضاهي ثروة...
بالتأكيد ليس كل الاعراس تتضمّن تأمين كلفة إقامة وسفر المدعوين ومظاهر "الفخفخة"، وليس كلها تجتذب مئات المدعوين. بعض من هذه الاعراس يوصف بالخيالي والذي يضاهي أفخم الاعراس التي يقيمها مشاهير و"ملياردرية" هذا العالم. البعض الاخر متواضع ويشمل عشرات المدعوين، وأحيانا مجموعة لا تتعدّى أصابع اليد الواحدة.، لكن تبقى الفخامة دليله الأول. الغاية فقط كسر تقليد العرس اللبناني وروتين الحفلات المستنسخة فتقدّم اليونان او جزر موريشيوس أو "كان" او باريس او لندن او النورماندي او المغرب او البندقية او الكوت دازور او اسبانيا... فسحة خلاّبة لزفاف أسطوري خارج عن التقليد.
ظاهرة الاعراس خارج لبنان لم تعد جديدة عمليا. والروتين يحرّض على الابتكار. سيكون لطيفا بعد سنوات قليلة ان نسمع بمن يريد ان يقيم عرسه على أحد الكواكب او تحت سطح البحر او فوق سور الصين العظيم او وسط مرتفعات جبال الالب... الامر ليس طرفة. هل من شك بأن لا حدود لخيال اللبنانيين!
  • شارك الخبر