اختتم عضو مجلس الأعيان الأردني وزير البيئة السابق الدكتور طاهر الشخشير زيارته للبنان، بدعوة من "جمعية غدي"، بيوم بيئي في محمية أرز الشوف.

رافق الشخشير في جولته رئيس الجمعية فادي غانم، وكان في استقبالهما عند بوابة عين زحلتا مدير المحمية نزار هاني ورئيس بلدية عين زحلتا نعيم سعد وعدد من الاعضاء، المختار صلاح كرامة، ورئيس الرابطة الخيرية سامر كرامة، في حضور السفير الاردني نبيل مصاروي، سفيرة لبنان في الاردن ترايسي شمعون، رئيس كاريتاس لبنان الاب بول كرم، حاكم جمعية أندية الليونز الدولية المنطقة 351 الدكتور نصرالله البرجي، المدير الدولي السابق سليم موسان ورئيس خريجي الجامعة الأميركية في جبل لبنان المهندس سمير ابو سمرا، رئيس التيار الأخضر المحامي سعيد علامة، ووفد من جمعية غدي ضم نائب الرئيس ميشال حسون، مستشار الهيئة العامة داني جدعون وفاعليات.

بعد جولة ميدانية على المحمية، قال الشخشير: "يسعدني أن أكون بين أهلي وفي وطني الثاني لبنان، وقد استمر التعاون بين الأردن ولبنان في مجال التنمية ونقل الخبرات، وخصوصا مع جمعية غدي، وهذه الزيارة استمرار لهذه العلاقة المميزة، وقد زرنا اليوم محمية أرز الشوف للمحيط الحيوي، والتي تتمتع بالرعاية الدائمة من المواطنين والمحيطين والعاملين بها، والخطط الطموحة بالتوسع في المحمية ونشاطاتها، فضلا عن زيارة متحف عساف عساف، وقمنا بزرع شجرة أرز في المحمية".

وأشار إلى أن "هذه الزيارة تتويج للعلاقة المميزة بين شعبينا، وهي استمرار للتعاون النوعي بين الأردن ولبنان، فقد أصبح لنا شجرة أرز في المحمية وسأتابع زيارتها، وكنا في زيارة سابقة السنة الماضية زرعنا شجرة أرز في منطقة أخرى من المحمية".

وقال: "كما زرنا البارحة مجلس النواب واطلعنا على آلية عمل هذا المجلس والتي تشبه آلية عمل مجلس النواب في الأردن، والمتحف الخاص بالمجلس".

وعن المشاريع المستقبلية، قال: "من خلال لجنة الصحة والبيئة والسكان في مجلس الأعيان، سيكون هناك مجال للتعاون مع لجان مجلس النواب الرديفة في لبنان، وللتعاون في المجالات كافة".

وقال مدير المحمية: "استقبلنا اليوم في المحمية، مع رئيس وأعضاء المجلس البلدي في بلدة عين زحلتا ومختار البلدة وأعضاء من الجمعيات الأهلية الناشطة في البلدة، وزير البيئة السابق وعضو مجلس الأعيان معالي الوزير طاهر الشخشير، وهي زيارته الثانية للمحمية، ونأمل أن يزورنا دائما"، لافتا إلى أن "من أولويات عمل المحمية رفع الوعي عند أصحاب القرار البيئي إن كان في لبنان أو العالم العربي، ولعرض حاجات المحميات لنحافظ عليها وللتحديات التي تتعرض لها، فضلا عن وجود المجتمع المحلي، بهدف تحسين سياسات المحمية على المستويات المحلية والوطنية والإقليمية".

وقال: "ثمة تعاون دائم مع المملكة الأردنية الهاشمية على كل المستويات، هناك زيارات دائمة، وقد استقبلنا عددا من الوفود هذا العام من الأردن، ومن بينها وفد من الاتحاد العالمي لصون الطبيعة مؤخرا، فضلا عن وفد ضم مدراء عامين ورؤساء مصالح من وزارات الزراعة والبيئة والداخلية للتعرف على تجربة محمية أرز الشوف. واستقبلنا وفدا ثانيا لمدراء المحميات في الأردن، بالتعاون مع الجمعية الملكية لحماية الطبيعة، كما أرسلنا وفدا من العاملين في المحمية والمدراء العامين لدينا للتعرف على التجربة الأردنية وأعمال الحماية والتبادل في ما بيننا".

اضاف: "اليوم نستفيد من هذه الزيارة للتعاون مع موقع (غدي نيوز) و(جمعية غدي)، ونفتخر بالتعاون معهما ومع رئيس الجمعية الأستاذ فادي غانم وأعضاء جمعية غدي للتقدم بعلاقة تعاون نوعي وتطوير هذه العلاقة في المستقبل".

وأشار إلى أنه "تم غرس 3 أرزات واحدة تكريما للوزير الشخشير وأخرى للسفيرة شمعون وثالثة لجمعية غدي"، مؤكدا أن "أساس عمل المحمية يعتمد على إدماج المجتمع المحلي كون معظم العاملين من أهل القرى في محيط المحمية التي تعتمد على إنتاجاتهم لتسويق مواد المونة البيتية، ولدينا ثلاث دورات تدريبية مع ثلاثة خبراء لتعليم تقنيات إنتاج المونة وغيرها، فضلا عن شبكة السياحة البيئية من فنادق ومطاعم ضمن معايير بيئية وعلمية نحددها، وفقا لشعار الجودة التي حددتها إدارة المحمية".

من جهته، شكر غانم "مدير المحمية الذي يفتح أبوابها دائما أمام نشاطاتنا المتنوعة، وأعضاء ورئيس المجلس البلدي والمختار، ورئيس إحدى أنشط وأقدم الجمعيات في البلدة عين زحلتا سامر كرامة. أما عن نشاطنا اليوم فهو ثمرة التعاون بين "جمعية غدي" ووزارة البيئة الأردنية، وقد وقعنا مع الوزارة اتفاقيتين، كانتا من أوائل الإتفاقيات التي توقع بين وزارة وجمعية أهلية بيئية بين لبنان والأردن، وكانت أولى الإتفاقيات نقل خبرات زراعة الصنوبر اللبناني المثمر إلى الأردن، خصوصا وأن الصنوبر غير المثمر ينمو في الأردن، ومنذ زيارتنا الأولى في العام 2000، قررنا نقل هذه الأشجار والمساهمة في خلق دورة اقتصادية جديدة، وزرعنا حديقتين في عمان وحديقة في بلدة السلط، ومنذ شهرين أكملنا قسما من الحديقة الثانية، ونصت الإتفاقية الأولى على مساعدتنا في لبنان لزراعة أشجار الزيتون وتأصيله، لأن خبرتهم كبيرة في هذا المجال".

وأضاف: "أما الإتفاقية الثانية فنصت على تبادل الخبرات في مجال التربية البيئية، خصوصا وأن "جمعية غدي" أطلقت منذ العام 2002 أول برنامج بيئي تعليمي، وهو green student, green teacher، green school على صعيد المنطقة، وكان لنا تجربة ناجحة في المدارس، وقد بدأنا بحبة صنوبر وبذرة أرز من محمية أرز الشوف، وتمكنا من إنتاج كميات كبيرة بالتعاون مع حسام العيد الذي أقام دورات للطلبة لزراعة هذه الأشجار، وفي وقت قليل تمكنا من إنتاج 5000 شجرة حرجية، وقمنا بتوزيعها على مؤسسات وبلديات عدة، وهناك تجربة نتابعها في الأردن في هذا المجال".

وأكد غانم أن "الوزير لا يبخل علينا في هذا المجال، بل ويتابعنا دائما، كما نرحب بالحاكم الجديد لجمعية أندية الليونز نصر الله برجي الذي سلمناه الأمانة، وتعاونا مع وزارة البيئة السابقة الممثلة بالوزير محمد المشنوق، وهو الحاكم السابق لليونز".

وقال: "كما كان يوم أمس في مجلس النواب مميزا، فاكتشفنا أمورا لا نعرفها، وهي المرة السادسة التي أزوره، ولم أكن أعرف بوجود متحف، من طابقين تحت الأرض، كما أن ثمة صالة لاستقبال الجمعيات الأهلية العاملة".

وتمنى أن "يثمر التعاون اليوم بين محمية أرز الشوف و"جمعية غدي" إنجازات خضراء"، منوها ب"موقع غدي نيوز الذي يعتبر موقعا رائدا بيئيا ومرجعا نفتخر به بلبنان لجهة التحقيقات والمواضيع البيئية، ونتطلع لتوأمة مهمة نعمل عليها مع أرز الشوف لنكون صوتهم، وتمنوا علينا ترك أرزة باسم معالي الوزير وباسم السفيرة تريسي شمعون وجمعية غدي".

بعدها، أقام غانم غداء تكريميا على شرف الشخشير والضيوف في "مطعم يمين" في نبع الصفا (عين زحلتا).