hit counter script

الحدث - ستيفني إسحق

انتظروا ثلاث سنوات... وفي النهاية الجمرة ما بتحرق الا محلها

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

انتظروا ثلاث سنوات ليعرفوا أين أبناءهم

انتظروا ثلاث سنوات ليسمعوا ولو خبرا بسيطا عنهم

انتظروا ثلاث سنوات ليروا وجوههم ولو لمحة

انتظروا ثلاث سنوات لتبدأ معركة معرفة مصيرهم...

وبدأت المعركة بعد طول انتظار، بدأت معركة تنظيف لبنان مِمَّن اختطف أبناءهم

فأعلن الجيش اللبناني بدء معركة "فجر الجرود" لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من تنظيم داعش صباح السبت الماضي على لسان قائد الجيش العماد جوزيف عون وبمباركة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وبهذا توجّهت الأنظار إلى أهالي العسكريين المخطوفين لدى هذا التنظيم الإرهابي.
أسبوع من الترقّب والانتظار عاشه الأهالي من خيمتهم في رياض الصلح، أسبوع تحدث فيه الكثيرون وكثرت فيه الأقاويل والتحليلات. حتى صباح الأمس حيث استيقظ اللبنانيون جميعًا على خبر وقف اطلاق النار في الجرود وذلك إفساحاً للمجال أمام المرحلة الأخيرة للمفاوضات المتعلقة بمصير العسكريين المخطوفين وذلك بعد استسلام داعش في الميدان وتقديمه معلومات عن العسكريين المخطوفين لديه.
وجاءت ساعة الصفر على لسان المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من خيمة الأهالي وقال: "للاسف كنت اتمنى ان ينتهي هذا الملف كالذي قبله، لكن مشيئة الله جاءت هكذا، وتحرير الارض والوقوف على الجبهات مرات كثيرة يستدعيان أن نقدم أرواحنا فداء للوطن". وأعلن أن الجيش والقوى الأمنية عثرت على رفات العسكريين والجواب الأخير يعود لنتيجة فحص الحمض النووي الذي ستقوم به المستشفى العسكري.
هذه هي أصعب اللحظات التي مرت على الأهالي، ربما شكوا وشعروا بهذا المصير ولكن الأمل بالعودة أقوى، الأمل برؤية أبنائهم زعزع الحقيقة المؤلمة. حقيقة استشهاد أبطالهم دمرتهم ومحت كلّ عبارة مواساة يمكن أن تقال لهم.
من انتظروا ثلاث سنوات ليعودوا ويحتفلوا بهم أبطالًا سيعودون ولكن محمولين على أكف رفاقهم العائدين من النصر الناقص في الجرود.
لا تبكي يا أم الشهيد فالشهيد يحيا يوم مماته! جملة سمعها وسيسمعها الاهالي كثيرًا هذه الفترة... سيسمعونها ولن يقبلوها، فنتائج فحوصات الـ"دي ان اي" لم تصدر بعد والامل لا زال موجود، ولن ينتهي الا بعد استلام الرفات.
فابكي واصرخي يا أم الشهيد ولا تسمعي لأحد فأنت من خسرت ولدك وسندك، واحزن وايأس يا والده فانت من خسرت عريسا وصديقًا... "فالجمرة ما بتحرق الا محلها"... ولكن تذكرا اصبح لكما بطلًا رفض التخلي عن مبادئه وبزته ووطنه وقرر أن يذهب فداءً لبلدٍ قدم الكثير في سبيل بقائه.

شهداؤنا الأبطال ننحني امام تضحياتكم ووفائكم انتم مجدنا وعزنا!
 

  • شارك الخبر