hit counter script

الحدث - جورج غرّة

إنتصار الجيش: تحرير الأرض وإعادة العسكريين... ولكن هناك واقع

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:04

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

قبيل إنطلاق عملية فجر الجرود، كانت قلوب عناصر الجيش اللبناني وضباطه جاهزة للإستشهاد في معركة كبيرة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي. أهداف المعركة الاساسية كانت إستعادة الأرض وكشف مصير العسكريين المخطوفين. واليوم تمت إستعادة الأرض وتم كشف مصير العسكريين المخطوفين، وللأسف تبين أنهم شهداء منذ عامين.

عقب الكشف عن مصير العسكريين المخطوفين سُمعت أصوات تصرخ بأنه على الجيش إستكمال المعركة وإعدام كل من شارك بالخطف وسحق تنظيم داعش في لبنان ومنعه من الإنسحاب نحو البوكمال، ولكن مهلا هناك واقع فنحن دولة ولديها مؤسسات وجيش نظامي ولا يمكننا اتخاذ قرارات حماسية متهورة، ومن يفاوض ويسحب المسلحين هم الدولة السورية وحزب الله، والمنطقة التي بقيت تحت سلطة داعش في لبنان إنسحب منها المسلحون وإستسلموا في الجهة الأخرى، ولدى إنتهاء الإنسحاب سيدخلها الجيش لتطهيرها. فالجيش اللبناني خاض معركة ضخمة ضد تنظيم إرهابي تحاربه دول العالم كله ولم تستطع حتى اليوم هزمه، ولبنان بثلاث مراحل أنهى اسطورة داعش في الجرود اللبنانية وأستعاد هيبة الدولة من خلال إعادة جثامين الشهداء.
المرحلة الأخيرة اي الرابعة من معركة فجر الجرود كانت الأقسى والأقوى، لان الجيش كان سيلتحم مع الإرهابيين بشكل مباشر وفي كل مرة كان هؤلاء يعثرون فيها على فجوة او ثغرة مفتوحة نحو الجيش، كانوا يرسلون الإنتحاريين بالسيارات والدراجات وسيرا على الاقدام. كما ان المرحلة الأخيرة كان داعش يسيطر فيها على تلال عالية نصب عليها مضادات وكان سيسقط من خلالها المزيد من الشهداء في صفوف الجيش خصوصا وان الإلتحام المباشر كان سيحصل في هذه المرحلة، ولكن عناصر الجيش وضباطه كانوا جاهزون للمعركة وللفوز بها بقوة.
معركة كبيرة سقط فيها 6 شهداء للجيش من خلال الألغام والتشريكات والمفخخات، تعتبر الخسائر محدودة في الميزان العسكري ضد عدو إرهابي كل مقاتليه يلبسون الأحزمة الناسفة وكل شبر من الأرض كان مزروعا بالألغام، ومستعدون للموت لإحداث اكبر قدر ممكن من الاضرار والخسائر.
يجب ألا ننسى ان القيادة العسكرية الحالية جديدة ولم يمضِ عليها بضعة أشهر فقط، وهي انجزت الكثير عسكريا وحققت الإنجاز والخطة الموضوعة، وحررت الأرض وكشفت مصير العسكريين المخطوفين منذ 3 أعوام.
وهنا علينا العودة قليلا الى الخلف بالزمن اي قبل 3 آب من العام 2014 وخلاله وما بعده ايضا، لسؤال عمن أعطى السلاح لجبهة النصرة وداعش في الجرود؟ من مولهم ومن ارسل اليهم المواد الغذائية؟ أي جهاز أدخل لهم الأسلحة بسياراته؟... فلا تلوموا القيادة العسكرية الجديدة فهي قامت بكل الممكن والمستطاع، وليقف كل شخص أمام مسؤولياته.
لماذا اليوم لا يتم فتح ملفات أشخاص كان يأوون الإرهاب، وأشخاص سلموا بيديهم العسكريين المخطوفين الى الإرهابيين، أما اليوم فلو لم يحصل الهجوم العسكري البري والتضييق على داعش لما كنا أمام الحل الذي وصلنا إليه.
كرامة الجيش هدرت لمدة سنوات، واليوم تمت إستعادة الكرامة والعنفوان والشرف والتضحية والوفاء، فالقرار السياسي متوفر والإرادة العسكرية قوية ولا يمكن كسرها، والجيش اللبناني إن تم تأمين الغطاء السياسي له فهو من اقوى جيوش العالم، والجميع اليوم بات يهابه أكثر.
رجاءً لا تحملوا القيادة العسكرية الجديدة حملا لا شأن لها فيه، لأنها أتت وقامت بمعركة نظيفة إستعادت في خلالها الأرض والجيش والشرف، وانتصرت بكل ما للكلمة من معنى، والشهداء الذين سقطوا كان لهم شرف المواجهة والموت في الميدان بطرق عدة، ولا تدعوا الإنتصار يبهت، فما تحقق كبير جدا في ميزان السياسة والامن والعسكر، وهو عالي القيمة محليا وإقليميا ودوليا.
ولا تظنوا ان التفاوض الذي حصل لم يكن رئيسا الجمهورية والحكومة بمنأى عنه، فاللواء عباس ابراهيم تحرك بتكليف رسمي وحقق أفضل الشروط، فلبنان يعيش في منطق الدولة والمؤسسات الرسمية، والأهم تحقق والنصر هو حليفنا ولو كان مترافقا مع غصة العسكريين الشهداء.
 

  • شارك الخبر