hit counter script

أخبار محليّة

"عين الحلوة"... وقف النار ونشر "القوة المشتركة" رهن الشروط المتبادلة

الخميس ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

هل وضعت «حرب» عين الحلوة اوزارها لينتقل المخيم من مرحلة النيران المشتعلة الى ما تبقى منها تحت رماد اشتباكات الأيام الستة لتبقى سبباً لإشتعال او اشعال الوضع من جديد في اية لحظة؟. وهل دخل المخيم من جديد مرحلة الاختبارات الأصعب بعدما اختبر مرحلة الخيارات الصعبة فاختار اقلها مرارة وهو خيار الرجوع الى ما كانت عليه الأمور قبل اندلاع الاشتباكات طالما أن الخيار الآخر ربما سيكون اكثر مرارة في ظل غياب الحسم او عدم توافر الاجماع عليه، على الأقل حتى الآن.

بعد مساع بذلتها القيادة السياسية الموحدة للقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا وبضغط لبناني بعدما تخطت الاشتباكات هذه المرة الخطوط الحمراء وبلغت نيرانها منشأة حكومية هي سراي صيدا واصاب رصاصها عنصرين من امن الدولة وبعدما شلت احداث المخيم الحركة في مختلف احياء المدينة واسواقها الداخلية، توصلت القوى الفلسطينية مع طرفي النزاع اي فتح ومجموعتي بلال بدر وبلال عرقوب الى اتفاق نص على وقف فوري لإطلاق النار وتثبيته وتشكيل ثلاث لجان للمتابعة الميدانية والإشراف لتثبيت وقف اطلاق النار ونشر القوة المشتركة حيث دخل الاتفاق حيز التنفيذ عصرا وترجمت اولى مفاعيله بتحريك القوة الفلسطينية المشتركة نحو حي الطيري لنشرها فيه قبل ان يصطدم هذا الانتشار ببعض الاشكالات وبشروط وشروط مقابلة بين فتح وبلال بدر. وعلمت «المستقبل» ان احدى اللجان التي انبثقت عن اجتماع القيادة السياسية لتثبيت وقف اطلاق النار في الطيري وعند توجهها الى نقطة تموضع فتح في تلك المنطقة اعترض مسؤولو فتح على وجود شخص يرافق اللجنة من عناصر بلال بدر قالوا انه شارك في اطلاق النار على فتح ابان الاشتباكات ويدعى «ف. ط.» واصروا على اعتقاله. الأمر الذي اثار حفيظة بلال بدر المتمسك اساسا بشرط ضرورة اخلاء فتح للمواقع التي سيطرت عليها في الطيري ( حوالي ثلثي الحي المذكور ) الأمر الذي ترفضه فتح، وايضا يشترط بدر للقبول بانتشار القوة المشتركة في حي الطيري ان لا تشارك فيها حركة فتح.

وجرى التوصل لوقف النار اثر اجتماع للقيادة السياسية للقوى الوطنية والاسلامية في منطقة صيدا، انتهى الى تشكيل لجان من المجتمعين توجهت الى المتقاتلين من اجل التمهيد لوقف اطلاق النار ولنشر القوة المشتركة في حي الطيري وعلى محاور المواجهة. ورغم الجهود التي بذلتها وتبذلها القيادة السياسية الفلسطينية الموحدة بكل مكوناتها من اجل وقف النزف في عين الحلوة، يرى مراقبون ان هذه القوى بدورها هي اليوم ايضاً امام اختبار لمدى قدرتها على الابقاء على زمام الأمور ممسوكة او على الأقل غير خارجة عن السيطرة.

وكان سبق وقف اطلاق النار جولة اشتباكات صباحية هي الأعنف منذ اندلاع الأحداث الأخيرة الخميس الماضي، وتركزت بين جبهتي المواجهة المتقابلتين في حي الطيري ( مقعل الاسلاميين) وجبل الحليب ( معقل فتح ) وخطوط التماس المتقابلة في الشارع الفوقاني والمتداخلة بين حي الصحون والطيري، واستخدمت فيها مختلف انواع الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وسجلت خلالها عمليات تقدم وهجمات من فتح واخرى مضادة من المجموعات المسلحة، واحتلال مواقع من هذه واسترداد أخرى من تلك. وبقي الوضع بعدها بين كر وفر، وبين ارتفاع في حدة المواجهات حينا وهدوء حذر حينا اخر تخرقه رشقات قنص او قذيفة من هنا او قنبلة من هناك حتى ساعات ما بعد الظهر.

وطاول رصاص الاشتباكات في يومها السادس مبنى سراي صيدا الحكومي مخترقا زجاج مكاتب المديرية الاقليمية لأمن الدولة في الجنوب ما ادى الى اصابة عنصرين من امن الدولة بجروح طفيفة. وتفقد محافظ الجنوب منصور ضو والمدير الاقليمي لأمن الدولة في الجنوب العميد نواف الحسن المكان، قبل ان يطال المزيد من الرصاص حرم السراي التي اقفلت دوائرها تحسباً وحفاظا على سلامة الموظفين والمواطنين المترددين اليها.كما شلت الاشتباكات الحركة في مختلف المناطق والأحياء المواجهة للمخيم في مدينة صيدا وعلى طريق الحسبة المقابلة له، وبلغ تأثيرها السلبي ايضا وسط مدينة صيدا التي شهدت اسواقها حركة خجولة بسبب الوضع الامني المتدهور في عين الحلوة.

وكانت حصيلة الاشتباكات الأربعاء مقتل عنصرين من حركة فتح وسقوط ستة جرحى من بينهم عنصرا امن الدولة في سراي صيدا لترتفع بذلك الحصيلة الاجمالية للإشتباكات منذ اندلاعها مساء الخميس الماضي الى ستة قتلى وأكثر من اربعين جريحا.

السعودي

ووجه رئيس بلدية صيدا محمد السعودي نداء الى المتقاتلين لوقف اطلاق النار وحقن الدماء، معتبرا ان لا رابح مما يجري وانما الكل خاسر.وقال في تصريح له: «من المؤسف استمرار الأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة، نسمع عن وقف لإطلاق النار لكن لا تمضي دقائق او ساعات حتى تتجدد الاشتباكات.ما يجري في المخيم الذي يتأذى منه اولا اهل المخيم وثانيا اهل صيدا. عندما يسمع الواحد ان في عين الحلوة يوجد مشاكل حتى الذي في بيروت لا يأتي، دائما يعتبر الواحد ان البلد كلها في خطر. لكن ما يجري في المخيم امر مؤسف جدا.نحن ندعو المتقاتلين الى وقف سفك الدماء دون طائل فلا رابح مما يجري والكل خاسر سواء اهل المخيم او اهل صيدا او القضية الفلسطينية. هناك مائة الف فلسطيني في المخيم حالتهم بائسة اساسا وتزيد بؤسا بما يجري من تقاتل. نطلب من المتقاتلين حقن الدماء البريئة التي تسال في ظل تسبب الاشتباكات بالمزيد من الخسائر البشرية وفي الممتلكات».
رأفت نعيم - المستقبل

  • شارك الخبر