hit counter script

مقالات مختارة - ابراهيم العويضي

الحل ليس بتفريخ جهات جديدة!

الأحد ١٥ آب ٢٠١٧ - 08:11

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

شهدت الكويت الأسبوع الماضي، انطلاق العمل في مركز الكويت للأعمال التابع لوزارة التجارة والصناعة في سعيها لدعم المشاريع الشبابية وتسهيل استخراج التراخيص والموافقات اللازمة لممارسة أعمالهم. مراكز وهيئات ومؤسسات وإدارات وغيرها أنشأتها الدولة لتيسير العناء على المواطنين، ولتسريع إنجاز أعمالهم ومعاملاتهم.

خطوة طموحة وجيدة في سعي الدولة لتشجيع الشباب الكويتي للانطلاق إلى عالم العمل الحر والا

اعتماد على النفس والابتعاد عن الوظيفة الحكومية المثقلة بأعداد ضخمة وهائلة من الموظفين... وإلى هنا والكلام جميل!

وعلى ذكر الهيئات والمراكز والوظيفة الحكومية، فإنني متيقن تماماً أن كل أعضاء الحكومة والمجلس والقائمين على تلك المراكز والإدارات الحكومية، يعلمون علم اليقين أن أتعس وأسوأ يوم قد يمر على أي مواطن، هو عندما يكون لديه معاملة في تلك الجهات الحكومية!

كما يعلم المسؤول كذلك، أنه مهما فعل وسيفعل، فإن ذلك لن يغير من واقع الحال المر والسيء! تذهب إلى الجهة الحكومية، وتضع (يدك على قلبك) إذا لم تكن لديك الواسطة المناسبة، وتدعو الله عز وجل أن يضعك بين يد موظف مخلص ومنجز حتى لا «تتبهدل» كما يحصل للكثيرين غيرك!

الكثيرون الذين أقصدهم يذهبون للجهة الحكومية لينصدموا أن الموظف المسؤول لم يحضر أو مستأذن، أو أن الأرقام الموزعة إنتهت رغم حضوره مبكراً، أو أن الطوابير مالها أول ولا لها تالي، أو أن الحجج الواهية التي تقدم له ستمنعه من تنفيذ معاملته، أو أن «نفسية» الموظف اللهم يا كافي وغيرها الكثير!

المشكلة ليست في إنشاء تلك الإدارات والمؤسسات، فالمشكلة، والكل يعلمها، هي في المنظومة الإدارية والفكرية التي تدار بها تلك الجهات. فكيف لها بإختصار أن تعمل وتنجز؟ ونظام الثواب والعقاب غائب، والكل سواسية في الراتب والمكافآت، سواء أدى الموظف أو قدم إلى العمل لتأدية واجب الحضور ليس أكثر! وفوق كل ذلك، فإن الكل ضامن الوظفية مهما حصل!

يقولون «أصابعك ما هي سوى»، ولكن واقع الحال يقول ان إصبعاً وحيداً وهذا نادر، قد يكون صالحاً، أما بقية الأصابع فحدث ولا حرج! فكل ما أتمناه هنا أن يبحث المسؤولون، وهم يعلمون ذلك جيداً، عن آلية ونهج وفكر جديد لمعالجة طريقة إدارة وعمل هذه الجهات الحكومية المترهلة.

فالحل ليس بتفريخ المزيد من تلك الجهات لأن ذلك لن يغير شيئاً، بل في جعل الموظف هو أساس وأصل كل شيء، وفي تطبيق مبدأ الثواب والعقاب، والمراقبة والمحاسبة، والابتعاد عن الواسطة في الترقية، وفي زرع أفكار ووسائل الإنجاز وأداء الأعمال في قلبه وعقله وغيرها الكثير، حتى يكون أكثر إنجازاً! ولكن يبدو أن مسؤولينا لايريدون ذلك!

ابراهيم العويضي

  • شارك الخبر