hit counter script

خاص - جورج غرّة

نواب الزفت والفصيلة والمآتم

السبت ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:23

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في كل يوم تقترب فيه الانتخابات النيابية العامة في العام 2018، ترتفع وتيرة حركة النواب الحاليين والأشخاص الطامحين الى النيابة. منهم من غاب عن الساحة بعد نيابة دامت 9 سنوات جرى فيها التمديد لـ3 مرات متتالية ما وفر عليهم عناء المعركة ومصاريفها، ومنهم من بقي يعمل وبقي على الساحة ولم يفرق بين اقتراب الانتخابات او ابتعادها.
في كل مأتم ترى النواب أول الحاضرين، وأسماء بعضهم تكتب على الأكاليل الضخمة أمام مجالس العزاء والكنائس، ويحضر النائب العزاء لمرات عدة ولا يترك مقعده خشية من حضور الناخبين وعدم رؤيته جالسا ببزته الفاخرة.
في كل إشكال في البلدة او القضاء يتدخل سعادته ويزور المخافر ويبقى في الفصيلة ويجري الاتصالات الى حين اخراج الناخب من السجن او حل الإشكال عن طريقة المونة ولعب دور شيخ الصلح.
مع اقتراب الانتخابات بات كل نائب يقدم الخدمات بحسب الوزارة التي يشغلها حزبه، فمنهم من يقوم بتعبيد الطرقات، ومنهم الآخر يهتم بالصرف الصحي والمشاريع المائية، ومنهم بأمور تتعلق بالكهرباء، ومنهم من يقدم التراخيص بكل أشكالها.
نوابنا باتوا نوابا يعيشون في المآتم والخدمات والمخافر، وهم نسوا للأسف دورهم التشريعي الاساسي، ونسي بعضهم ان لديهم دورا تشريعيا من خلاله تتم خدمة المواطن اللبناني، وإذا اجرينا جردة للنواب الذين نزلوا الى المجلس النيابي منذ انتخابهم في العام 2009 سنرى امورا كارثية إذ ان بعضهم نزل كل يوم وبعضهم الآخر لم نراه سوى في الجلسات المصيرية التي يجبرهم فيها حزبهم على الحضور للتصويت. كما إذا احصينا مشاريع القوانين المقدمة من نواب سنرى اسماء البعض تتكرر وأسماء آخرين لا تظهر ابدا.
النائب هو نائب للأمة ولكل الوطن ولدى انتخابه لا يبقى نائبا لدائرته بل يصبح نائبا دوره التشريع لكل الشعب والبقاء في المجلس النيابي والمشاركة في اللجان التي يشغلها، مع العلم ان بعض النواب لم يدخلوا يوما الى قاعة إجتماع اللجان.

  • شارك الخبر