hit counter script
شريط الأحداث

باقلامهم - الديكو ايليا

"#شوفو " آخر الابتكارات الشيطانية... وداعا للقيم

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع


منذ مدة وانا اتابع حملة #شوفو_للاهل التي اطلقها المركز الانطاكي الاورثوذكسي للاعلام والتي تتضمن تحذيرات من كثير من المخاطر المباشرة وغير المباشرة على العائلات وتماسكها وعلى سلوكيات الاطفال والشباب التي تنعكس حتما على المجتمع بشكل عام.
هذه الحملة ترصد المحطات والبرامج لا سيما تلك المتوجهة الى الاطفال والمراهقين وتبث الرسائل المشبوهة والمضللة، وتأخذ على عاتقها عملية التوجيه وتضع الحلول بين ايدي الشباب والاهالي لانقاذهم من الانجرار وراء الانحطاط الذي اصبح يطال مختلف فئات مجتمعنا.
ولكن ما اثار اهتمامي ودفعني الى كتابة هذه الاسطر، كان ما وصلني من تحذير حول آخر بدعة تدعو الى التمتع بالجنس الافتراضي والذي سيصبح في متناول الجميع من دون استثناء، بحيث يمكن لاي فرد ان يمارس مختلف أنواع الأفعال الجنسيّة التي يمكن تخيّلها.
انه ال Virtuel Sex " أحدث المخيّلات الشيطانيّة التي هي قيد التطوّير اليوم " كما وصفها الأب اثناسيوس شهوان رئيس قسم الانتاج في المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للإعلام " فإنطلاقًا من هدف إشباع اللذّة تطوّر شركات عالميّة ما يسمّى بالجنس الإفتراضي والذي أصبح بمراحل متقدّمة، وهو كناية عن نظّارات ثلاثيّة الأبعاد يرتديها الإنسان فيرى أمامه كلّ ما تشتهيه أهواؤه. لا بل أكثر من ذلك، يستطيع المرء أن يمارس الجنس الوهمي الإفتراضي كما يشاء مع شخص إفتراضي ثلاثي الأبعاد يختاره ويشاهده من خلال النظارات الإلكترونيّة هذه. كما يستطيع خلق شخصيّة يريدها هو بمقايّيس وصفات يُحدّدها من ضمن مواد مساعدة تُقدم من خلال تطبيق معيّن. حتّى إنّه يستطيع ابتكار الشخصيّة التي يريد أن يمارس معها الجنس الإفتراضي من خلال وجوه يلتقطها بكاميرته أو بهاتفه بتقنيّة معيّنة يُعمل على تطويرها.
الصادم في الموضوع، بحسب الأب شهوان، " أن هناك أصواتا بدأت ترتفع مدعيّةً أن هذا الاختراع سيخفّف من جرائم الإغتصاب اليومّية التي تحدث في أميركا وأوروبا وحول العالم حيث تتوافر هذه التقنية"، ولكن ما اثار استغرابي هو ذاك الصليب المرتفع على صدر الشخصية الكرتونية طالبة الجنس الافتراضي المروجة لهذه الخدمة، ما يطرح سؤالا مشروعا: من يقف وراء هذا الابتكار؟ ولم الزج بالصليب دائما في كل الازياء المشبوهة والاختراعات المشوّهة للقيم والمبادئ؟ هل هي للايحاء بانها غير منافية للدين او ان الكنيسة غير رافضة لها؟ باي حال ان الامر اكثر خطورة من قضية التزام ديني او فتوى شرعية، انها قضية اخلاقية بامتياز انها المسمار الاخير في نعش القيم، التي كنا حتى فترة ماضية قصيرة، لا زلنا نتغنى بتميّزنا بها في الشرق عن الغرب لا سيما في لبنان حيث نواة العائلة وتماسكها لا زال من الاولويات رغم كل التغيرات الحاصلة.
يضيف الاب شهوان: " إذا أخذنا ما أثبته العلم والطب أن الإشباع في اللذّة لا يعرف حدودًا ولا يتحقّق بل يسعى دائمًا إلى المزيد، تكون البشريّة قد دخلت بنفقٍ مظلمٍ جديدٍ نهايته قعر جهنم" فتحويل الجنس إلى حالة من الممارسة المنفصلة عن الحب تجعل من الإنسان وحشًا قاتلًا.
والأسوأ أن هذه النظّارات ستصبح في متناول الجميع لسعرها المنخفض ما يؤكد نظرية ان هناك من يسعى لهدم المجتمع بقيمه واخلاقه ومبادئه لاعادة بنائه بدستور جديد وقوانين جديدة ترتكز على الفلتان .
لا شك ان التطور والتكنولوجيا خدما البشرية وقدما ما يفيدها ويطوّر حياة الانسان ويسهّلها لا سيما في مجالات الطب، والزراعة، والصناعة، والذرّة ولكن كلها كانت غطاء للفساد الاخلاقي والاجتماعي والا لما ارتبطت الانترنت بالاباحية، وهنا تجدر الاشارة الى انه وبعد إطلاق الشبكة العنكبوتية بشكل رسمي في شهر شباط من العام ١٩٩٣ سجلت بعد شهر واحد فقط، اكبر عملية انتشار للمواد الجنسية عبر الانترنت ولازالت المواقع الإباحيّة حتى تاريخنا تُسجّل أعلى أرقام التفاعلات.
والملفت ايضا من ضمن مخاطر التكنولوجيا كيف انه في عالم عنوانه التواصل يزداد الإنسان إنغلاقًا على نفسه.
يختم الاب شهوان: " لقد بات اليوم التميّيز بين ما هو واقعي وافتراضي ضائع في عالم النظريّات الهشّة والمدمّرة وثمارها الفاسدة الواضحة التي لا تحتمل الجدل. فلا مانع من التطوّر التكنولوجي ولكن للبناء ولليس للهدم، وللخير وليس للشر" .
فهل من يعتبر قبل ان نقول: وداعا للقيم؟

  • شارك الخبر