hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

رندا بري: لمناهج تبني انسانا مفكرا ومبدعا تلبي متطلبات التكنولوجيا

الخميس ١٥ آب ٢٠١٧ - 15:35

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

رعت عقيلة رئيس مجلس النواب رئيسة "ملتقى الفينيق للشباب العربي" السيدة رندى عاصي بري الاحتفال الذي نظمته ثانوية سان شارل - النبطية، تكريما للطلاب الناجحين في الشهادات الرسمية، في مطعم "القلعة" في أرنون، في حضور سعد الزين ممثلا النائب عبد اللطيف الزين، جهاد جابر ممثلا النائب ياسين جابر، محمود قانصو ممثلا النائب هاني قبيسي، رئيس مكتب مخابرات الجيش في النبطية المقدم علي اسماعيل، ممثل رئيس جهاز امن السفارات العميد وليد جوهر، رئيس اتحاد بلديات الشقيف الدكتور محمد جابر، رئيس بلدية ارنون فواز قاطبي، نائب الاتحاد العمالي العام حسن فقيه،

مدير ثانوية سان شارل ميلاد دقدوق، وفاعليات تربوية واجتماعية وثقافية واهالي الطلاب.

بداية النشيد الوطني، ثم كلمة الطلاب، فكلمة دقدوق الذي قال: "ان النظام الذي نحن فيه جميعا اليوم، والذي يكاد يلامس السماء رفعة وعزة وشموخا، ما كان ليكون لولا الدماء الطاهرة التي انسكبت افواجا واجيالا، جيشا عنيدا وشعبا ابيا ومقاومة باسلة، ولولا الاجساد التي زرعت هنا وانبتت نصرا وتحريرا حين اتى قطافها في مواسم الكرامة التي بشر بها إمام الوطن والمقاومة، إمام العيش المشترك سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر، وواكب سماءها وانتماءها صمام امان لبنان وحارس احلام شبابه قائد التنمية والتحرير دولة الرئيس الاستاذ نبيه بري".

اضاف:" نتطلع هذا العام نحو الفرادة والتميز من خلال ما حققه طلابنا من تفوق ونجاح يليق بتعبهم وبسهر اهلهم وبجهود اساتذتهم الذين نتوجه اليهم بأسمى آيات التهنئة والتبريك والاجلال".

وتابع: "اننا في ثانوية سان شارل نستثمر في الطلاب مهما كانت امكاناتهم فنعززها ونوجهها توجيها سليما الى جادة النجاح الحقيقي الذي نعقد عليها كل الامال والاماني. لذلك نستودع لدى كل طالب بذرة امل تنمو معه وفي داخله ليصارع التردد والتلهي بكثير من النضج والوعي والمسؤولية. اننا نستثمر فيه انسانا فاعلا في محيطه علما ومعرفة وسلوكا سويا".

وقال: "اليوم كما الامس وكما الغد، نطلق في سماء الجنوب، بل لبنان، كوكبة من الطلاب الطموحين الذين نعتز بهم وهم قادرون على إغناء المجتمع طاقة منتجة في مجالات العلم والتربية والادب".

وختم: "نعاهد اهلنا وجنوبنا ووطننا الا نكون شركاء الا في إعماره وبنائه وتنميته بشرا وحجرا".

والقت بري كلمة الختام، قالت: "لأنهم كل الكلام وأصل الحكاية، معهم تزهر الارض سنابل الامل، وبهم ترفع رايات العز والكرامة.
هم يمتشقون الجبال احرارا، ويفترشون الارض بأجسادهم كرمى لضحكة طفل، ودمعة أم وعنفوان أب. هم زرعوا روحهم في الارض وذادوا عن الوطن والعرض، ولم ينتظروا رسالة شكر، فكانت جراحهم وشهادتهم وتضحياتهم خير زاد لغد افضل.

فألف تحية اجلال واكبار الى المرابطين على حدود الوطن من جنود الجيش، ومن المقاومين الشرفاء الذين يصنعون النصر تلو النصر.

في البداية، الشكر كل الشكر لرئيس ثانوية سان شارل ولادارتها لاتاحتهما لي فرصة اللقاء في هذه الامسية مع هذه الكوكبة من الطلاب المتخرجين، الذين قرأوا على مقاعد هذه المؤسسة التربوية في كتاب الوحدة والمحبة والتسامح، والذين نطلقهم اليوم في برية هذا الوطن ليكونوا خير رسل للبنان الرسالة. لبنان الضرورة الحضارية الانسانية".

وأضافت: "اليوم، ونحن نكرم هؤلاء الطلاب، اسمحوا لي ان انتهز هذه المناسبة، لأؤكد من خلالهم وذويهم، ومن مدينة النبطية، مدينة الثبات في المواقف، المدينة الاصيلة بانتمائها وبهويتها الوطنية والقومية، ومن قلعة الشقيف التي استعصت على التدمير والسقوط مدى التاريخ، جملة من العناوين التي يجب ان تضطلع المؤسسات التربوية بمسؤولية وضعها في جدول اعتماداتها وفي سلم اولويات عملها، وهي:

اولا: من مسؤولية المؤسسات التربوية في ظل الزمن الذي يلتبس عند البعض طريقة قراءة التاريخ الحديث للبنان، وفي ظل الاممان في تعطيل انجاز كتاب التاريخ الموحد، الانتباه وعدم الوقوع في فخ التشويش الفكري والثقافي.

ثانيا: من مسؤولية المؤسسات التربوية الرسمية والخاصة الحفاظ على ادوارها التربوية والوطنية والمعرفية، لاننا نؤمن بأن هذه المؤسسات هي خط الدفاع الوطني الاول والاخير لمجتمعاتنا ومستقبلها وتطورها. ومن المفترض ان تكون شبكة الامان للمجتمع.

ثالثا: من مسؤولية المؤسسات التربوية العمل من دون تلكؤ لتوعية الطلاب على التحديات التي تواجههم على مختلف الأصعدة البيئية، الثقافية، الاجتماعية والاخلاقية.

وصدقوني ان ارهاب المخدرات وارهاب الافكار المدمرة والهدامة للاسرة والمجتمع التي تطلق على المواقع الالكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي من دون رقيب ولا حسيب، لا تقل اهمية بأهدافها واستراتيجيتها عن الارهاب الذي تمثله اسرائيل ووجهها الآخر الارهاب التكفيري.

رابعا: من مسؤولية المؤسسات التربوية ايضا ايجاد وعي لأهمية شراكة المرأة في كل ما يصنع حياة الدولة والمجتمع، باعتبار ان المرأة تمثل العنصر المحوري في عملية التنمية المستدامة وفي تقدم المجتمعات وتطورها واستقرارها.

وتابعت: "اما في ما يخص راسمي السياسات التربوية في لبنان، فاننا نتوجه اليهم اليوم بضرورة اعادة الاعتبار الى المناهج التربوية لجهة تطويرها بما يخولها ان تكون قادرة على مواكبة التطورات التربوية والتعليمية على قاعدة ان التعليم بات صناعة قائمة في ذاتها، اضافة الى كونه رسالة انسانية ووطنية بامتياز. وهنا يستحضرني كلام لدولة رئيس مجلس النواب الاستاذ نبيه بري، قاله في مناسبة مماثلة في احدى القرى الحدودية مع فلسطين المحتلة قبل عشرة أعوام، قال حينها: "ان مسألة بناء المدارس بالنسبة الينا ليست فقط تلبية الحاجة واستجابة لحق التعليم، انما هي ايضا رد على سياسة التجهبل، وهي ايضا من اجل إحداث ثورة في طبيعة النظام التربوي ومناهجه وصولا الى برامج تربوية محاصرة".
ويضيف الرئيس بري: "اننا نعتبر المهمة التربوية هي جزء من عصر المقاومة وعصر الوحدة".

وقالت: "بناء على كلام دولته، نرى وجوب ان تراعي أي رؤية جديدة للمناهج التربوية في لبنان الامور التالية:

1 - العمل على بناء انسان مفكر ومبدع وخلاق في حل المشاكل، يمتلك مهارات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات للتعامل مع المعلومات بأفضل طريقة من اجل انتاج المعرفة.

2 - تشجيع جميع المواطنين على المشاركة الكاملة في المجتمع وتحفيزهم على المشاركة في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم.

3 - الحاجة الى إعداد مشاريع وخطط متقدمة لتطوير المناهج لتكون اكثر فاعلية، تلبي متطلبات تكنولوجيا العصر الرقمي وتراعي معايير الجودة.

4 - التخلص من مرحلة الحشو التعليمي التقليدي وادخال التعليم الرقمي بأفضل طريقة ممكنة بما يخدم العملية التربوية من دون ان يؤدي ذلك الى تجهيل الثقافة الاساسية التي كانت من ركائز هذه العملية (اي المعلم)، لذا يجب ان يكون الاهتمام بالمعلمين وتدريبهم مهمة اساسية ايضا.

5 - اعادة الاعتبار الى اللغة العربية وعدم اهمال اللغات الاجنبية بما تمثل من اهمية قصوى في اكتمال العملية التعليمية.

6 - ضرورة ايجاد مختبرات علمية وتكنولوجية متطورة في كل صرح تربوي، باعتبار المختبر مرفقا ضروريا ومهما من مرافق المدرسة، يهدف الى توسيع مساحة البحث العلمي عبر ترجمة النظريات والقوانين عمليا لترسيخها في أذهانهم، الامر الذي يدفع الى محاولة الابداع والاستكشاف وسبر أغوار العلوم على اختلاف انواعها".

وختمت: ايها الخريجون، ايتها الخريجات، بكم يقاس تطور المجتمعات ونهضتها.
بكم يتشكل ضمان الاوطان وقبامتها.
فأنتم الصورة المشرفة كما الشمس في كبد السماء، وانتم الارادة التي لا تعرف المستحيل.
هنيئا لكم ولذويكم ولمعلميكم هذا النجاح، والى مواسم جديدة نلتقي فيها من اجل الانسان ولبنان الوطن النهائي لجميع أبنائه".

ثم تسلمت بري درعا تقديرية.

  • شارك الخبر