تعاني بعض المناطق اللبنانية من تفلت أمني فاضح نظرا لغياب الدولة واستقواء أطراف معينة بالسلاح، فبعض المواطنين الذين يشعرون بفائض قوة نتيجة انتماءاتهم السياسية يعتبرون أنفسهم فوق المؤسسات والقانون ويحملون السلاح علنا ويعتدون على المواطنين العزل وحتى على دوريات الجيش من دون حسيب أو رقيب أو تخوف من محاسبة. بلدة أفقا في جرد جبيل تشكل عينة من هذه الحالات التي لم ترق يوما الى مستوى المعالجة الرسمية الجذرية. ففي آخر فصول هذه الآفة، اعتدت منذ أيام "عصابة خوات" من البلدة على دورية للجيش أثناء قيامها بتوقيف المطلوب زكريا حسين زعيتر، في حادث ليس الاول من نوعه ما طرح تساؤلات شعبية عن الدعم السياسي الذي يحظى به هؤلاء الخارجون عن القانون، الى درجة المس بالجيش من دون رادع، وهو الذي يفترض أن يلقى كل الدعم السياسي والشعبي في مهمته في حفظ الامن في الداخل وعلى الحدود.
رئيس لقاء سيدة الجبل فارس سعيد أوضح عبر "المركزية" أن "عصابة من بلدة أفقا اعتدت على سياح كانوا في المنطقة بالسلاح، لاجبارهم على دفع تعرفة "باركينغ" مرتفعة، ما دفعهم الى تقديم شكوى، فأرسل الجيش دورية الى المنطقة للاستطلاع وتوقيف المعتدين، لكن بعض أفراد العصابة أقدم على التهجّم على عناصر الدورية، وصودرت أسلحتهم وآلية، وبعدها جرت مفاوضات لاستعادتها".
واعتبر أن "الاعتداء يندرج في إطار الفلتان الامني الموجود في بعض مناطق نفوذ "حزب الله"، مشيرا الى أن "حتى لو لم يكلفهم الحزب بالاعتداء، لكنّ سكان المنطقة يعتبرون بأن لهم القدرة على عدم احترام القانون والدولة، والتمادي والشعور بالنشوة بالاعتداء على المواطنين والجيش"، مضيفا "الحادث ليس الاول من نوعه ونعاني منه في كل لبنان وأفقا جزء من لبنان".
أخبار ذات صلة
