hit counter script

مقالات مختارة - محمد العوضي - الانباء الكويتية

الداخلية... بين خلية "الصادق" وخلية "العبدلي"

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

في أفضل شهور السنة وأجمل أيام الأسبوع وأثناء أهم عبادة لله وفي المسجد أحب البقاع للخالق يتم التفجير الإرهابي الأثيم لينتج عنه قتلى وجرحى ومرعوبون ودمار. لقد كان الغرض أكبر من الزمان والمكان والفئة المستهدفة، كانت استراتيجية شياطين الإنس تدمير بلد وإنهاء مستقبل وتحطيم كل خير وأمل.

لكن كما فاجأ الكويتيون العالم بموقفهم الموحد المتماسك الصلب الواضح من غزو العراق للكويت، أعادوا للجميع مشهد نجاح الإجماع الكويتي قيادة وشعباً في عواطفه ووعيه ومواقفه في وأد فتنة تفجير مسجد الصادق في رمضان قبل الماضي.

وقتها شكر الناس وزارة الداخلية بحرارة على سرعتها في القبض على الجناة، ما زاد من تهدئة النفوس وساهم في تعزيز تماسك اللحمة المجتمعية.

واليوم، وبعد انتهاء الأحكام القضائية في إدانة خلية العبدلي الإرهابية، وبعد اختفائها وتفلتها من الخضوع لحكم القضاء، حصل شيء من اللغط من البعض الذي كان المفروض أن يقدموا المصلحة العامة على كل اعتبار وأن يستسلموا للعدالة ويرجحوا كفتها على نزعاتهم الشخصية أو الحزبية.

لكن المشهد الإيجابي يتكرر ثانية، لاسيما بعد أن عززته وزارة الداخلية في جهدها المشكور بإلقاء القبض على المدانين في خلية العبدلي، ما ساهم في إسكات الشائعات وانسحاب وخفوت أصوات مزعجة هنا وهناك.

إن العقلاء ومحبي الوطن والناضجين والملتفين حول الحق والعدل وكل من ينظر بعين المصلحة الكبرى والعامة والمستقبلية للوطن ومصير الأجيال القادمة، لا يفرق بين موقف وجهد وزارة الداخلية ورجالها من القبض على خلية تفجير مسجد الصادق وبين موقفها وجهدها من إلقاء القبض على خلية أسلحة العبدلي ومخططاتهم وعمالتهم.

فيا قوم، متى نتحرر من ما لا يحب الإنسان أن يسميه في هذا الجو الموبوء بإحياء العصبيات والطواف حولها والصدور منها والعودة إليها وإن أدت إلى الخراب العام وخسارة الجميع.

هذا السؤال المؤرق يحتاج منا تجديد وإحياء خطاب يؤكد على رفع راية العدالة والحقوق والأمن فوق الانتماءات أياً كانت، ما يستدعي خروج العقلاء من كل فئة وكتلة وتيار واتجاه ليرفعوا أصواتهم في مواجهة تيار التمركز حول جماعات الـ (نحن) وبس، والبقية إلى الجحيم!
محمد العوضي - الانباء الكويتية

  • شارك الخبر