hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

مطر: عبادة الرب كل على طريقته سر اجتماع اللبنانيين على وطن واحد

الأحد ١٥ آب ٢٠١٧ - 15:51

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقامت لجنة وقف الطائفة المارونية في عبيه، قداسا في كنيسة سيدة المعونات لمناسبة عيد انتقال السيدة العذراء، ترأسه رئيس اساقفة بيروت المارونية المطران بولس مطر وعاونه فيه لفيف من الكهنة.

حضر القداس وزير الطاقة والمياه سيزار ابي خليل، النائب فؤاد السعد، منسق حزب "القوات اللبنانية" في منطقة عاليه بيار نصار، اعضاء لقاء "ابناء الجبل"، رئيس اتحاد بلديات الشحار ميشال سعد ورؤساء عدد من بلديات المنطقة ومخاتير وحشد من المؤمنين.

بعد الانجيل المقدس القى مطر عظة استهلها بالقول: "عندما يجيء المرء الى عبيه، يعرف انه آت الى عاصمة من عواصم الروح، فالمدينة التنوخية الضاربة في التاريخ، مدينة الولي السيد عبدالله من اولياء الله، مدينة اهل العلم والثقافة والحضارة، مدينة العيش المشترك الواحد الكريم، مدينة التمايز العائلي في هذا الوطن العزيز لبنان".

اضاف: "جئنا الى هذه الكنيسة نفتحها للعبادة من جديد، وكأنها ما اغلقت ابدا، لأن القلوب في عبيه بقيت منفتحة على القلوب، أصيلة في وطنيتها، محبة لهذا الوطن الجميل، ولكل اهله، ولذلك عندما نعود الى الجبل، نعود الى اصالتنا والى ذواتنا جميعا"، مضيفا "نحمد الله على ان هذا الجبل يشكل ضمانة كبرى للوحدة الوطنية في لبنان، لأن هذا الجبل وقادته التاريخيين الكبار كانوا اساس انطلاق هذا الوطن السيد الحاضن كل ابنائه بالكرامة والمساواة. ولذلك لبنان مدين كله لاهل هذا الجبل. وسنبقى واياكم على هذا العهد، من اجل لبنان، لا للبنانيين وحدهم بل للمنطقة بأسرها، التي هي بحاجة للروح اللبنانية لتجد خلاصا لها لما تتخبط فيه من مآسي".

وقال: "عندما عقد السينودس من اجل الشرق الاوسط عام 2010 جدد الآباء بحضور قداسة البابا ايمانهم بأن خلاص الشرق يمر عبر فكرتين اساسيتين: الفكرة الاولى هي فكرة الحرية الدينية واحترام الاديان واهلها بعضهم لبعض، والفكرة الثانية هي ان نكون متساوين بالكرامة مشاركين معا في صنع المصير، كل الناس مع كل الناس فتتم اخوة لا بد منها من اجل ان يتقدم هذا الشرق تقدما انسانيا حديثا. وليس امرا غريبا - بل يثلج الصدر - ان السيد عبدالله هو الذي نادى من دمشق منذ مئات السنين بإحترام الحريات الدينية، منذ مئات السنين يقول لاهل الشرق جميعا احترموا اهل الاديان، واحترموا بعضكم بعضا. وقد تنبهت للكلمة التي قالها بولس الرسول رجال الله يتلاقون، يقول بولس بادروا بعضكم الى بعض بالإكرام، إفرحوا مع الفرحين وابكوا مع الباكين، كونوا انسانيين في علاقتكم بعضا مع بعض، فكلكم ابناء جلدة واحدة لها رب واحد وهو الذي في السماء. هذا الموقف ايها الأحباء هو الموقف الانساني الخلاصي، هذه روحكم يا ابناء عبيه والجبل، ونحمد الله على اننا على هذا الاحترام المتبادل، مقيمون على هذا العهد، عهد الإكرام بعضنا لبعض، الدين لله - هكذا قال مؤسس لبنان الحديث - والوطن للجميع. فلا تنسينا هذه القاعدة الجديدة، كل يعبد ربه على طريقته، ونحن نحترم طرائق بعضنا بعض، هذا هو سر لبنان وسر اجتماع اللبنانيين على وطن واحد يكون لهم جميعا، ويكون لكل منهم فيه متنفس لعبادة ربه حسبما يلهمه ضميره، ثم نلتقي لصناعة الخبز وتأمين الرغيف بعضنا لبعض، بالإكرام والمساواة".

اضاف مطر: "نشكر الله يا اخوتي على كل ما تحقق الى الآن، نشكر الذين عملوا ويعملون على ترسيخ المصالحة في هذا الجبل الأشم، نشكر الهيئات المدنية الحاضرون بينكم يسعون للحفاظ على هذه الروح الصافية التي تجمعنا وتصوننا من أي شطط او أي خطأ، نشكر الله على ان العذراء مريم هي ام شفيعة مشفعة لدى جميع الطوائف والملل في لبنان، يبادرونها بالإكرام، يطلبون شفاعتها ببيوتهم وبصحتهم منذ مئات السنين".

وذكر "بمنطقة قريبة لعبيه وهي منطقة خلدة والناعمة حيث اقيمت سيدة خلدة محجا لكل الناس من مسيحيين ودروز ومسلمين، مؤمنين كلهم بالرب، برحمته علينا جميعا، يسألون العذراء مريم شفاعة لدى الله لكي يكون الناس بمأمن في صحتهم وبيوتهم وارزاقهم. هذا هو تراثنا ايها الاعزاء، نسأل الله ان يستمر في قلوبنا حاضرا مجددا الى الأبد".

واضاف: "نعيد مريم اليوم صاعدة نفسا وجسدا الى السماء، هذه الأم المتواضعة التي عصمها الله من كل خطيئة قبل ان تولد، كلنا نولد وجرح آدم حي فينا، جرح آدم لم يصل الى العذراء مريم، هذه الأم التي قدمت لنا يسوع المسيح والتي باركها الرب بركة خاصة، ومن علياء الصليب قال يسوع لأمه - عن يوحنا - هذا ابنك ونحن صرنا كلنا ابناء لهذه الام الطاهرة، العذراء مريم تصلي مع ابنها ومن اجل نجاح رسالته في الكون ان يتجمع اهل الكون جميعا الى واحد بالمحبة والإكرام بعضهم لبعض كل على طريقته، هذه الأم التي عصمت من كل خطيئة والتي صلت وواكبت عمل ابنها الفدائي، وقيامته من بين الاموات، اصعدها الرب الى السماء نفسا وجسدا، هي المقدسة الطاهرة منذ ولادتها، فصارت بإنتقالها رمزا لإنتقال الانسانية كلها الى الأرقى والى الأحسن والى الأصفى، وصارت شفيعة من السماء عن كل اهل الارض ليكونوا على رحمة الله جميعا، وقد كرسنا السنة الماضية سنة للرحمة، نطلب من الله ان يعيدها الى القلوب في العالم كله، وبخاصة عند المسؤولين الكبار والصغار ليقوا العالم شر الحروب والفتن".

وختم مطر: "نصلي هذا اليوم من اجل كل هذا الشرق الحزين، ان تشفع مريم به لدى ابنها يسوع وان تلين قلوب الناس جميعا حتى يدركوا معنى الحب، ومعنى الصفح ومعنى السلام، ويعودوا بعضهم الى بعض بالمحبة والإكرام، هذا عيدنا ايها الاحباء، عيد سيدة عبيه، وسيدة لبنان وسيدة الكون المحبة للانسانية بأسرها، نشكر الله على هذا العمل الجميل في هذه الكنيسة، ونشكر الذين تعبوا، من لجنة الوقف الى المحسنين حتى مهاب الله يظهر في هذه الجدران الجميلة التي تحكي حكاية الحب والسلام والروح في عبيه العزيزة. وكل عام وانتم بخير وعبيه بخير ماثلة امام ضمائر اللبنانيين بعزتها وبرسالتها الوحدوية والانسانية والروحية وكلنا هنا نصلي معكم من اجل بقاء هذه البلدة عاصمة للروح وعاصمة للمحبة والسلام، والله يكون معكم يبارككم باسم الآب والابن والروح القدس".  

  • شارك الخبر