hit counter script

مقالات مختارة - ياسر الحريري - الديار

ما لم تأخذه اسرائيل في عدوان تموز... لن تحققه اليوم

السبت ١٥ آب ٢٠١٧ - 07:31

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نغمة قديمة جديدة يقودها بعض فريق المستقبل و14 اذار، حول نشر قوات طوارئ دولية، على الحدود الشرقية ، اللبنانية - السورية، وهي النغمة التي حاولوا تطبيقها في عز العدوان الاسرائيلي على لبنان، ولم يفلحوا في تحقيقها.
فلماذا اليوم، ولماذا علا صوت رموز في فريق المستقبل امثال الرئيس فؤاد السنيوره وغيره وكذلك بعض الفريق المتحالف مع اميركا، ولماذا بعد سقوط واندحار «النصرة» عن الحدود وعن الجرود؟

الاجابة واضحة، وفق مصادر في فريق الثامن من اذار مطلعة على اجواء حزب الله وبعض مرجعيات 8 اذار، وتتلخص الاجابة، بأن جبهة «النصرة» التي كانت تشكل الجناح العسكري لفريق لبناني اندحرت، وهو ما كانوا يدعمونه ويستثمرون به ويمولونه بعنوان الاغاثة والهيئات الدولية، والحقيقة كانت هذه الجماعات والبيئة الحاضنة لها، تشكل الدرع لبعض اللبنانيين المتحالفين مع واشنطن وسواها، ومن هنا نفهم لماذا قامت قيامتهم على حزب الله والمقاومة عندما اخذت القرار بضرب «النصرة»، وكذلك يجب ان يفهم من لديه كرامة وطنية في هذا البلد، لماذا يؤخرون عمليات الجيش اللبناني ضدّ «تنظيم الدولة الاسلامية - داعش».

المصادر المرجعية في فريق 8 اذار، تتابع حركة هؤلاء الناس عن كثب وتؤكد ان الاجواء التي عمل عليها البعض في واشنطن، او الذين نصحوا بعض المرجعيات اللبنانية، في واشنطن ان يفتحوا الحديث عن توسيع اطار 1701 بمناسبة التجديد لقوات «اليونيفل» في لبنان، بالتزامن مع هزيمة جماعتهم «النصرة» وذلك لهدفين:

- الاول: محاولة جديدة لفتح جبهات سياسية مع حزب الله، وجرّ حزب الله للمواجهة السياسية، على مستوى الامم المتحدة ومجلس الامن، للمزيد من الضغط على المقاومة ومحاصرته.
- ثانيا: وهو الهدف الخبيث في السياسة اللبنانية، وذلك بتوتير العلاقة بين حزب الله المشارك في الحكومة وسعد الحريري بهدف اللعب على الحريري وابعاده عن رئاسة الحكومة، فمن هو صاحب المصلحة بابعاد الحريري عن الرئاسة الثالثة من داخل تيار المستقبل؟ خصوصاً اذا نجحوا في اقناع الحريري وفتح النار على حزب الله، وبالتالي ابعاده عن رئاسة الحكومة، وبذلك يكونون قد اصابوا «عصفورين بحجر واحد».

تضيف المصادر ان هذا التوجه لم يستطع العدوان الاسرائيلي المدعوم اميركياً على مدى ثلاثة وثلاثين يوماً من تحقيقة، ولم تكن ظروف محور المقاومة كما هي اليوم فكيف وقد توحدّت الساحات في المواجهة وتوحدت في وحدة الهدف، واشارت المصادر الى ان سعي الفريق الاميركي، خصوصاً السفيرة الاميركية في لبنان، لهذا التوجه بفصل لبنان عن سوريا يحتاج اولاً الى توافق مع سوريا، اذ ليس القرار بيد لبنان، وثانياً يحتاج الى موافقة لبنانية من المؤسسسات الدستورية، وان العمل عبر مجلس الامن لمن يعتقد ان ترامب يستطيع ان يحقق هدفه في هذا المشروع، فالامر ليس بهذه البساطة.

ثم العودة الى هذا المشروع تضيف المصادر، لا تخدم الا الهدف الاسرائيلي في المنطقة، كون اسرائيل تطالب بملف الحدود الجنوبية مع سوريا لحصار المقاومة، تماماً كما تطالب بابعاد حزب الله والجيش السوري عن المنطقة الجنوبية في سوريا، واليوم يخرج من يتحدث عن فصل الحدود اللبنانية - السورية، عبر توسيع مهام اليونيفل في لبنان شرقاً، مما يعني ان مشروعاً واحداً يمتد من الحدود السورية - العراقية، الى الحدود السورية - اللبنانية، الى الجبهة مع سوريا من الجهة السورية المحتلة. وبالتالي من الطبيعي ان يواجه محور المقاومة مجتمعاً اهداف المحور المتربص به، ولا غرابة في ذلك، تؤكد المصادر حيث تقول انه لمن يهتم بالامور، يجب ان يتوقف عند سيطرة الجيش السوري وحزب الله على الحدود مع الاردن من جهة السويداء بما يقارب 4000 كلم، بكل التلال والمخافر، والمراكز الرسمية والحدودية..

واكدت المصادر ان ادخال لبنان بالعاصفة الدولية مجدداً بعد سقوط الجناح العسكري لفريق 14 آذار - اي «النصرة» من الجرود، ما هو الا لعب بالنار في الاستقرار السياسي والاقتصادي، وهو في الوقت نفسه، مشروع ساقط سلفاً لذلك ، ان لغة التهديد من ان مجلس الامن بدعم اميركي يتخذ القرار، هذا امر انتهى منذ زمن، وعلى العقلاء ان يقرأوا المرحلة بأبعادها ومستجداتها ومن الغباء السياسي، ان يتصرف البعض بعيداً عن هذه المستجدات من نواحيها السياسية والميدانية وتطوراتها الاقليمية والدولية.

تختم المصادر في 8 اذار، من الافضل ان يتركوا الجيش يُجهز على «داعش»، بدل ان يتلهوا بأمور اكبر منهم بكثير تحت عنوان توسيع مهام 1701، فما لم تأخذه اسرائيل بعدوان انتصرت فيه المقاومة ، لن تأخذه اليوم. 

  • شارك الخبر