hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - ملاك عقيل

معركة الجرود 2: استنفار على الحدود وفي الداخل

الأربعاء ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:12

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يجفّ بعد حبر مرسوم تعيين الدبلوماسي سعد زخيا سفيرا للبنان في سوريا في 20 تموز الماضي. واللبنانيون يشهدون "بسلاسة" قيام الحكومة الحالية بالطلب من الجانب السوري رفع ساعات التغذية من الكهرباء باستجرار المزيد من الميغاوات إضافة الى استعداد وزيرين في الحكومة للحلول كضيوف رسميين للمشاركة في مناسبة اقتصادية في دمشق. ومشاهد قوافل "النصرة" مع عائلاتهم المغادرين بـ "باصات النظام" وبمعيته وصولا الى إدلب لم تلتحق بأرشيف الأحداث بعد ... ومع ذلك ثمّة من لا يزال ينظّر في "لائحة المحرّمات" المرفوعة بوجه الجيش في معركته العسكرية المرتقبة ضد "داعش" ومن بينها "تحريم" التنسيق مع الجانب السوري الذي لم يتوقف أصلا منذ العام 2011 عبر العديد من القنوات الامنية! الطاقة والتمثيل الدبلوماسي أهمّ من الارهاب؟! عند البعض نعم..!

بعض من قيادات فريق الرابع عشر من آذار "سابقا" لا يزال يطنّ في أذنيه تصريح رئيس الحكومة اللبنانية، الذي زار واشنطن مؤخرا والتقى الرئيس الاميركي دونالد ترامب، بشأن "ما فعله "حزب الله" في جرود عرسال" ونتيجته التي أراحت الداخل اللبناني وخففت من مخاطر الارهاب، إضافة الى الدعم المطلق للجيش من دون أي شروط مسبقة، ومع ذلك ثمّة من أصرّ على "شيطنة" دور "حزب الله" في جرود عرسال كتمهيد لحجب "الشرعية" السياسية مسبقا عن أي دور محتمل للحزب في جرود رأس بعلبك والقاع، وإن كان من الجهة السورية.
"شيطنة" تتسابق مع مناخات سياسية وشعبية حاضنة لم يسبق أن توافرت سابقا للمؤسسة العسكرية، تحديدا منذ بدء الازمة السورية، على رأسها الغطاء الذي تمنحه الرئاسة الأولى للمقاومة، في ما حققته وما يمكن أن تحققه على المساحة السورية-اللبنانية، بالتوازي مع الدعم اللامحدود لقيادة الجيش في معاركها كافة ضد الارهاب.
وبالتأكيد هو تفهّم شمل متطلبات دور الحزب، كمبادر في معركة جرود عرسال التي كان له الدور الحاسم فيها المتقاطع مع دور محوري وأساسي للجيش لاقاه من الطرف اللبناني، واستيعاب وتقبّل لأي دور لـ "حزب الله" من الجهة السورية في معركة جرود بعلبك والقاع.
ولعل الدلالات السلبية الاساسية لمناخ التحريض المركّز على الجيش لدخوله المحتمل "منظومة التنسيق" الذي قد تفرضه متطلبات الارض في مراحل متقدمة جدا من المعركة، هو تقاطعه مع ما يشبه الإملاءات الاميركية في ما يجب فعله وما لا يجب في معركة الجيش المقبلة، وعلى رأس اللائحة قطع حبل سرّة التنسيق مع "حزب الله" والجيش السوري!
الكلام الرسمي لدى القيادة العسكرية لا تنسيق مع أي من الطرفين. في الكواليس، العارفون يجزمون بأن الجيش يمتلك فعلا القدرة على إدارة المعركة بشكل كامل من الجانب اللبناني وهو بهذا المعنى لا يطلب تنسيقا قد لا يحتاج اليه، طالما أنه من الجهة السورية لـ "حزب الله" والجيش السوري حرية المبادرة وتطويق "داعش" من دون ضرورة التنسيق أصلا مع الجانب اللبناني.
فقط اقتراب الطرفين، الجيش من جهة و"حزب الله" والجيش السوري من جهة اخرى من خط التماس المباشر بينهما في الجرود بعد التقدم العسكري لكل منهما على "داعش" قد يفرض تنسيقا بديهيا يستحيل التغاضي عنه. ما هو مؤكد ايضا أن البقعة الصغيرة التي تشهد تواجدا للحزب عليها من الجهة اللبنانية لن تشهد ابدا تقدما لمقاتلي "الحزب" باتجاه "داعش".
جعل القرار بالمعركة والأمرة بيد الجيش وحده قد يعني ربما الخروج من المعركة بكلفة عسكرية باهظة، لكن الجيش يتحضّر وكأن المعركة غدا، مع العلم أن مستلزماتها اللوجستية والعملانية والعسكرية والأمنية لم تنجز بعد بالكامل.
والجيش المتمسّك بدوره المحوري والمصيري في هذه المعركة، يحاذر العديد من الأمور إذ لا ساعة صفر لمعركة من دون أن يكون الجيش حاضرا لكل الاحتمالات وعلى جهوزية استخبارية وميدانية عالية. ومع اختلاف الجغرافيا والموقع وظروف المعركة ومتطلباتها تحاذر القيادة العسكرية تكرار أخطاء حصلت في معركة مخيم نهر البارد.
اضف الى ذلك، أن معركة الجرود 2 لن تكون منفصلة عن سلسلة اجراءات أمنية مشدّدة سيتّخذها االجيش في العديد من المناطق والمواقع في الداخل بما في ذلك مقرّ وزارة الدفاع نفسها وهذا ما يتطلّب استنفارا مزدوجا.

 


 

  • شارك الخبر