hit counter script

الحدث - غاصب المختار

الجيش في معركة الإجماع الوطني والدعم الخارجي

الثلاثاء ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لم يحظَ الجيش اللبناني بمثل هذا الاجماع الوطني والتأييد الخارجي الاقليمي والدولي، بمثل ما حظي به في قراره وتحضيراته لخوض معركة تحرير جرود راس بعلبك والقاع من مسلحي "تنظيم داعش" الارهابي، الا ربما في معركة مخيم النهر البارد، وهي المعركة ذاتها التي خاضها العام 2007، وسيخوضها الان في جرود السلسلة الشرقة ضد التنظيمات الارهابية.

ولا تخفي قيادة الجيش تنويهها بهذا الإجماع الوطني المحق على معركة ذات طابع وطني بحت، خاصة ان خطر الارهاب يطال كل اللبنانيين ولا يميز بين منطقة واخرى ولا بين طائفة واخرى، وإن كانت تفضّل ترك الجيش يعمل بصمت، بعيداً عن التسريبات والمعلومات التي انتشرت على لسان من لا يعرف بالضبط ماذا يخطط له الجيش وكيف سيخوض المعركة ومتى، وإن كانت المعركة قد بدأت عملياً عبر القصف اليومي المدفعي والصاروخي والجوي الذي يقوم به الجيش منذ قرابة اسبوع ضد مواقع وتحصينات "داعش" وتسبب بكثير من الخسائر البشرية في صفوف التنظيم الارهابي وتدمير كثير من مواقعه وتحصيناته.
واذا كان موعد الهجوم البري للجيش على مواقع "داعش" هو فقط بيد القيادة، فإن المعلومات الواردة من المنطقة تؤكد جهوزية الجيش التامة تقريباً لخوض المعركة وهو الذي يقرر التوقيت والظرف المناسب، ربما بعدما يستكمل انتشاره في التلال والمناطق الجردية في عرسال المحاذية لمناطق تواجد "داعش" لقطع ممراتها وطرقات تنقلها.
وتؤكد المعلومات ما نشر قبل يومين عن ان الدعم الخارجي للجيش لا يقتصر فقط على الدعم السياسي والمعنوي ومن كل الدول، وانها ستشمل فعلا تزويد الولايات المتحدة الاميركية سلاح الجو اللبناني بست طائرات حربية خفيفة طراز "سوبر توكانو" المختصة بالمراقبة والرصد والتصوير والتي تستطيع تنفيذ مهام قتالية. وهذا الدعم الاميركي لتعزيز قدرات سلاح الجو سيتم كهبة مجانية للجيش وكان مقررا بموجب اتفاق بين الجانبين اللبناني والاميركي قبل نحو ثلاث سنوات، على ان يبدأ تسليم الطائرات تباعاً بمعدل طائرتين كل شهرين اعتباراً من تشرين الاول المقبل.
وتشير المصادر المتابعة للموضوع الى ان الدعم الاميركي المتزايد خاصة بالذخائر والاليات المختلفة، دليل على ثقة الاميركيين المطلقة بالجيش اللبناني وعلى قدرته على تولي حماية الحدود وامن الداخل.
وحول ما يُثار عن حصول تنسيق بين الجيش اللبناني والجيش السوري خلال تنفيذ المعركة ضد "داعش"، تؤكد المصادر انه لا ضرورة لإثارة الغبار واللغط السياسي والاعلامي والاستغلال السياسي لهذا الفريق ضد ذاك، طالما ان مكتب التعاون والتنسيق بين الجيشين موجود منذ العام 1990 وليس مستجداً ولا هو سرّ من اسرار الدولة، والجيش يعرف ما عليه ويعرف كيف يتصرف ومع من ومتى، وهو يقدر تقديراً حكيماً حساسية الوضع السياسي الداخلي، بقدر ما يقدر بدقة ما تقتضيه المصلحة الوطنية خلال المعركة مع الارهاب.
 

  • شارك الخبر