hit counter script
شريط الأحداث

- روبير فرنجية

ما لقيصر لقيصر؟

الإثنين ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:20

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عند اعلان برنامج اهدنيات كنا من عداد الذين يسألون لماذا كاظم الساهر كل سنة ولماذا كاظم في ليلتين؟
هذه المرة اختبرنا تفاصيل الترتيبات الاجرائية للمهرجان وأبقينا السيارة مركونة أمام المنزل وتوجهنا مثلنا مثل أي سائح أو زائر أو وافد الى اهدن بالباصات المخصصة التي تقل الناس الى مسرح اهدنيات .
من الواضح أن هذا المهرجان يوفر مئات فرص العمل للطلاب الجامعيين والجامعيات الذين تجدونهم ينتشرون في كل زاوية من زوايا المسرح يستقبلون بحفاوة ويرشدون بلباقة ويفتشون الحقائب بغاية الادب واللطف: "ما تواخذونا التفتيش من أجل سلامتكن... منعتذر عن التأخير... اهلا وسهلا بشو فينا نساعدكن". ركاب الباص الذي أقلنا من نقطة منتجع "إهدن كاونتري كلوب" من مختلف المناطق اللبنانية من عاليه وزحلة وجزين وبيروت ومغتربين في نيجيريا ووافدين من بلد القيصر العراق .
يحتشد المدخل الرئيسي للمهرجان بالرواد والحضور لكن دقة التنظيم تشبه العصا السحرية حيث الزحمة مثل فقاقيع الصابون السريعة الذوبان. الضيافة الزغرتاوية تتعصرن لكنها لا تغيب فعلى المدخل شباب وصبايا يقدمون كؤوس الشراب على طريقة توزيع "البركة" في القداديس يوم الاحد .
الحضور يتنوع بين سياسيين وفنانين وإعلاميين وضيوف من كل القطاعات تلتقط الكاميرا وجوههم الضاحكة عبر الشاشة العملاقة .
يطل "القيصر" والسنة من دون شاله فقد أعتاد برد إهدن وصقيعها وضبابها كما اعتاد إنشاد "إني أشعر بالبرد". بدا السنة كثير التأقلم مع جمهور إهدنيات يعرف ذوقه واختبر أحاسيسه وآهاته وانفعالاته وتفاعلاته .
الجمهور لم يقصر ليلتي الجمعة والسبت في رفع الحناجر تماما كهتافات المظاهرات بفارق واحد وهو انه أمام القيصر لا حاجة له لمكبرات صوتية للمطالبة بما يستهويهم سماعه .
الريبرتوار الكامل "لابن الساهر" أستعرضه جمهور إهدنيات نسمة نسمة وقصيدة قصيدة .
لم يكد الساهر إنهاء "زيديني عشقا" و"هذا اللون" و"هل عندك شك" و"شؤون صغيرة" و"أحبيني" و"ليلة العشاق"، حتى بدأت المطالبات بعناوين كثيرة مثل "عبرت الشط" و"يا رايحين لبنان" و"بغداد" و"المستبدة" وهو يستجيب أكثر الاحيان ويسجل ملاحظة ان جمهور إهدنيات يعشق القصيدة بل هو عاشقها وعشيقها .
كاظم الساهر الذي لم تفارقه الضحكة العريضة منذ أن اعتلى المسرح تلا قصائد الكبير نزار قباني كأنه شاعرها ومطربها. تفاعل مع كل عضو في الفرقة الموسيقية طرباً وانسجاما. غنى بسحر بمرافقة الفنان ميشال فاضل على البيانو كأنهما يرسمان لوحة بالصوت والصدى.
ليلة الساحر والساهر كانت ليلة "ما لقيصر لقيصر" بإمتياز فهو جعل حتى الجمهور المخملي يخرج من عباءة الجمود الى التمايل والتصفيق كأنه غار من الجمهور المتحرر من قيود وعقد الكاميرا و"السنوب".
سهرة كاظم الساهر في إهدنيات لم تبرر فقط لماذا التكرار في موعده بل في الموعدين السنويين له بل منحته الصوت التفضيلي في المواعيد الفنية استقطابا وجماهيرية ومن دون شقاء الاقتراع وتلطيخ أصابع اليد باللون الليلكي الفاقع .
 

  • شارك الخبر