hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

ثلاثي "الممانعة": شكرا "حزب الله"!

الجمعة ١٥ آب ٢٠١٧ - 06:08

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كالعادة، سَبق وليد جنبلاط الجميع في التكويع. صفحته على "تويتر" حاضرة للقيام باللازم. قبل التحيات والمشاعر الفضفاضة حيال شهداء "حزب الله" رَكَن الى عقلانية زائدة تقول بأن اللبنة الأولى لتحضير تيمور جنبلاط للعب دور سياسي هو التسليم بأن الرهان على سوريا "المعزولة" كان رهانا خاطئا وبأن قتال "حزب الله" في الجرود وما بعدها لا يشكل اعتداء على الدولة بل حماية لها. بعده قال سمير جعجع ما قاله قبل أن تقوم القيامة فيضطر الى التوضيح والتراجع قليلا من دون أن يمسّ في الجوهر: قتال "حزب الله" في الجرود هو جزء من الأجندة الاقليمية لكن الداخل اللبناني تحديدا في المناطق الحدودية "ارتاح واستفاد". بعده أيضا فجّر رئيس الحكومة سعد الحريري القنبلة التي طال انتظارها متبنّيا النظرية نفسها لسمير جعجع. قال ما مفاده لكن بلغة معكوسة: هدفنا التخلّص من الارهابيين و"حزب الله" ساعدنا في ذلك. والآن المشكلة انتهت مع رهان كبير على الجيش اللبناني، واصفا التسوية- الصفقة بـ "الانجاز الكبير". هو الانجاز الذي عمليا، واكب الحزب تنفيذه من الجرود المحرّرة وصولا الى طول الطريق المؤدية الى فليطا السورية!

تجاوز وليد جنبلاط "غضب" شباب حزبه على مواقع التواصل الاجتماعي، واستوعب سمير جعجع استفسارات محازبيه حيال ما أراد ايصاله من خلال جلساته مع الاعلاميين والسياسيين مؤخرا خصوصا في ما يخصّ "حزب الله"، وقفز سعد الحريري حول كل سمفونيات "التمرّد" لفريقه السياسي في كتلة "تيار المستقبل" ليقرّ، بشكل مباشر، بأن ما فعله "حزب الله" انعكس ايجابا على الداخل اللبناني من دون أن يستعيد معزوفة"التنديد بالتفرّد بالقرار". لكن ماذا بعد هذا "الأداء" الثلاثي المتناغم في مسلسل "شكرا حزب الله"!
المهمة المقبلة تبدو أصعب، والثلاثي نفسه سيضطر لتقبّل جرعة أخرى من وقائع تغلب عليها لغة الجغرافيا والميدان والأمن قبل أي شئ آخر. معركة تحرير الجزء الشمالي في جرود رأس بعلبك والقاع تقترب أكثر فأكثر. وما بقي مموّها بعض الشئ في معركة "الجرود 1" قد يصبح أكثر وضوحا في معركة "الجرود 2" وإن كانت إحدى معالمه الفاقعة "باصات نظام الأسد" التي تولّت نقل مقاتلي "النصرة" من الجرد اللبناني الى إدلب السورية!
فالأمرة في المعركة للجيش، وتوقيت ساعة الصفر يعود له وحده، لكن قبل وبعد ذلك، يستحيل غضّ النظر عن التنسيق بين الجانبين اللبناني والسوري عبر جيشيّ البلدين، وهو يتعدّى إطاره العسكري والأمني، خصوصا حين يتمّ الحديث عن مفاوضات تسير بالتساوي مع احتمالات فتح معركة يجزم الخبراء العسكريون أنها لن تدخل نفق الاستنزاف.
وكما في معارك جرود عرسال بالتوازي مع الدور الاساسي والمحوري للجيش في تطويق الحدود والتصدي للمتسللين، كذلك في جرود الجبهة الشمالية. التنسيق بين الجيش و"حزب الله" أمر محتم ومسلّم به لكن المشهد قد يبدو معكوسا. الجيش اللبناني هو المبادر والمهاجم، والحزب والجيش السوري من جهة الحدود السورية وعلى طولها يشكلان من الجهة الخلفية عامل تطويق وضغط على "داعش".
مشهد ميداني "ستبلعه" السلطة السياسية بفريقها "الممانع"، والأرجح ستصفق له تماما كما فعلت بعد طيّ صفحة جرود عرسال، لا لشئ إلا لأن المكابرة لا تنفع في هذه الحالات ولأن الوقائع والأرض تتقدّم على الحسابات الضيقة.
هي السلطة نفسها، المتمرّدة على مطلب التنسيق مع الحكومة السورية، تدرك وتعرف... وتطنّش لواقع أنه خلال كل سنوات الأزمة السورية خصوصا بعد ارتفاع خطر التنظيمات الارهابية وإنفلاش مخيمات النازحين كان التنسيق اللبناني السوري هو الخبز اليومي للاجهزة الأمنية للبلدين وبعلم السلطات السياسية ايضا، وقد إرتدى طابعه الأكثر علانية مع المهمات الرسمية التي كلّف بها مدير عام الأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وآخرها بايعاز من الرئيس سعد الحريري، والتي كان يستحيل أن تتمّ من دون التواصل المباشر مع الجانب السوري!
 

  • شارك الخبر