hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

الصندوق التعاضدي الصحي افتتح فرعا في دير القمر

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٧ - 14:59

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

افتتح الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي، ضمن احتفالاته باليوييل الفضي، فرعا جديدا له في بلدة دير القمر، برعاية راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار. وشارك في الاحتفال الذي أقيم في منشية البلدية، كل من غبريال شمعون ممثلا النائب دوري شمعون، وكيل داخلية الشوف في الحزب التقدمي الإشتراكي رضوان نصر ممثلا النائب وليد جنبلاط، عضو مجلس القيادة في الحزب المحامي وليد صفير ممثلا تيمور جنبلاط، طلعت حماده ممثلا الوزير مروان حماده، طوني أنطونيوس ممثلا النائب نعمه طعمة، الوزير السابق ناجي البستاني، رئيس مجلس القضاء الأعلى سابقا القاضي منير حنين، وشخصيات وفاعليات.

بعد النشيد الوطني، رحب مدير فرع الصندوق في دير القمر ميشال حداد بالحضور.
ثم كانت كلمة الافتتاح للمستشار القانوني للصندوق جوزف فرح قال فيها: " الصندوق غرسة مباركة وليدة مشاريع البطريركية المارونية في مجال التضامن الأهلي، التي تسعى الى أن تجعل حمل الفرد الثقيل خفيفا على الجماعة المتضامنة المتعاضدة. الصندوق في الجبل، يراد له أن يشكل لبنة متينة في البناء المجتمعي لهذه المنطقة، التي يطمح أبناؤها إلى التجذر بالأرض وبآداب وثقافة الحياة الواحدة، المبنية على الشراكة بالتعاضد، الثقافة النابعة من "العونة" التي اعتادها الناس بحب وبساطة، على قاعدة "الحمل على الجميع خفيف".

وأضاف: "بإطلاق الصندوق في المنطقة الآن، ننقل معكم ولكم نظام ثقافة التعاضد هذه إلى هذا الجبل الصامد، ليشكل هذا الصندوق الذي هو نحن جميعا، غطاء حاميا للمواطنين المنتسبين إليه في المجال الصحي، وضامنا كطمأنينة اجتماعية لكل منهم تعزز لديهم فكرة المواطنة الحقيقية. إن في هذه اللبنة، محبة مرسخة للكيان تحد من الحاجة وتحقق الكفاية، وتعزز لبنان الرسالة".

ثم عرض وثائقي عن الصندوق.

ثم كانت كلمة الأب جورج صقر، رئيس مجلس إدارة الصندوق الذي قال: "الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي إنجاز مبارك من إنجازات صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، صانع الإنجاز الأكبر: "مصالحة الجبل التاريخية" المحببة إلى قلب الزعيم الوطني وليد بك جنبلاط، وقد ثمر وليد بك اللحظة فانتجت واقعا تاريخيا مميزا وثابتا، نحن اليوم ننعم بمفاعيله. يكمل، مسيرة المصالحة هذه صاحب الغبطة والنيافة الكاردينال مار بشاره بطرس الراعي، بطريرك "الشركة والمحبة"، وحامل هموم الكنيسة والوطن، ويدعم كل ما يساعد على ترسيخها وتنشيطها واتساعها على مساحة الوطن بأكمله. ويبارك انطلاقة الصندوق في الجبل لأنه ركن إضافي من أركان هذه المصالحة".

وأضاف: "نشأ الصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي في 30 تشرين الأول 1992، في كنف الكنيسة كمؤسسة صحية استشفائية واجتماعية مستقلة لا تبغي الربح. نما وانتشر وتنوعت برامجه وتقديماته لتشمل الطبابة والاستشفاء والخدمات الاجتماعية على أنواعها، وبرامج أخرى تعنى بمساندة المنتسبين والتخفيف عنهم أعباء معيشية واقتصادية كبيرة، بالإضافة إلى المبادرات الإنمائية التي تهدف إلى خلق بيئة سليمة ومسالمة، وإيجاد فرص عمل لكثير من الأفراد والعائلات في المدن والبلدات والمناطق الريفية".

وتابع: "يتميز الصندوق بخصائص وتقديمات ومساعدات يتفرد في منحها، ويدأب على:

- الوقوف إلى جانب المنتسبين إليه، وبخاصة أولئك الذين يعانون المرض والشدة، أو يتعرضون للحوادث والمخاطر، ملتزما تأمين أفضل الطبابة والاستشفاء وبكلفة أقل، لهم ولعائلاتهم بعدالة ومساواة.

- مرافقة العائلة في كل مراحل الحياة منذ الولادة حتى الشيخوخة وما بعدها.

- تحرير الشخص البشري من التبعية والتزلم والاستغلال، والتسكع أمام ذل بيع ممتلكاته وكرامته أو الإستدانة المرهقة؛ في ظل عجز الدولة عن القيام بواجباتها، وهي تجبي الرسوم والضرائب وتحمل المواطن أعباء ثقيلة.

- إشراك المنتسبين في إدارة الصندوق. ليس صندوق التعاضد شركة مساهمة، بل هو ملك لجميع أعضائه، ينتسبون إليه بملء إرادتهم وحريتهم، ويمارسون الديموقراطية باختيارهم الحر لمن يمثلهم ويدير شؤونهم.

- تتم كل أعمال صندوقنا بالشفافية. التعاضد هو تخط للذات وقبول للآخر، أي أن ال"أنا" تتشارك في ال"نحن" وال"نحن" تتكامل مع ال"أنا"، هو الطريقة الفضلى لمحاربة الفساد، والمثال لبناء مجتمع راق".

وركز على ما تقوم به صناديق التعاضد الصحية بجهدها الخاص وإمكاناتها المتواضعة لتأمين الرعاية الصحية والاستشفائية لأكثر من تسعة في المئة من المواطنين الذين لا تشملهم تغطية الصناديق الضامنة، مشددا على أنه "لا بد من أن تنشأ بين وزارة الصحة وصناديق التعاضد الصحية علاقة تكاملية تؤمن التغطية الاستشفائية الكاملة لنحو ما يقارب ال32% من المواطنين الذين يلجأون إلى وزارة الصحة. ينتج من هذه العلاقة الوفر الكبير في موازنة هذه الوزارة، حيث تتحمل الصناديق الجزء الأكبر من التكلفة، علما أن صناديق التعاضد ليست جمعيات وهمية".

وشكر صقر "دولة نائب رئيس مجلس الوزراء معالي وزير الصحة غسان حاصباني على تعاطفه مع هؤلاء المحرومين، والجهود التي يبذلها لوضع خطة صحية واستشفائية ذات رؤية مستقبلية"، وقدر تفهمه للعمل الذي تقوم به صناديق التعاضد الصحية ودورها الحيوي، واعتباره إياها جهة فاعلة ومنقذة للواقع الصحي الصعب.

وطالب النواب والوزراء "بالإسراع في إقرار المرسوم الاشتراعي 35/77 الذي ينظم عمل صناديق التعاضد، وقد عمل اتحاد صناديق التعاضد الصحية على اقتراح مشروع لتعديله وتحديثه، وهو لا يزال يقبع في أدراج رئاسة الحكومة منذ ما يقارب الأربع سنوات"، مثمنا "الدور الذي يقوم به في هذا الشأن معالي وزير الزراعة الأستاذ غازي زعيتر، الوصي على التعاونيات وصناديق التعاضد".

وأضاف: "لأن لكل منا نصيبه، ولأن التأمين الصحي لا يخضع لقانون الحصرية الداخلية أو الخارجية، ندعو أصحاب شركات التأمين الخاصة إلى مزيد من الانفتاح على الصناديق والتعامل الوثيق معها. تعالوا نجلس معا ونتشارك مسؤولية النهوض بمجتمعنا ونتعاون على حماية أمنه وترقيه".

ثم توجه إلى مقدمي الخدمات الطبية والاستشفائية: "التعاضد الصحي أصبح واقعا على الخريطة الصحية، وجهة ضامنة لمجموعات واسعة من المواطنين. لذا بات المزيد من التعاون والتنسيق مع الصناديق التعاضدية محتما، لتصبح الطبابة شاملة، ويضحي الاستشفاء بمتناول الطبقة ذات الدخل المحدود".

ولفت إلى أن "المرض ليس سلعة تباع وتشترى، وحذار استغلال التشريعات والقوانين الأخيرة التي فرضت ضرائب جديدة وإضافية، واستعمالها شماعة لزيادة التعرفات وكلفة الاستشفاء. يكفي غياب الدولة للسياسات البيئية وإيجاد الحلول المستدامة للتلوث بكل أنواعه، وللسموم المنبعثة من النفايات وغيرها، عناصر تساهم هي أيضا في ارتفاع كلفة الاستشفاء".

وتوجه صقر إلى أبناء دير القمر وقرى الجبل وبلداته، وقال: "ناديتم فلبينا النداء. أتينا اليوم لنطلق وإياكم مبادرة أخرى من المبادرات المناطقية والريفية، وهي افتتاح فرع للصندوق التعاضدي الاجتماعي الصحي خدمة لأبناء دير القمر وأبناء الجبل كله. نشكر الجميع على الحضور والمشاركة وندعوهم إلى مزيد من التعاون والعمل والعطاء في سبيل التعاضد الذي هو مشروع الإنسان، والذي هو وحده الحل".

ثم ألقى المطران العمار كلمة عبر فيها عن تجربته الشخصية مع الصندوق منذ 15 سنة، وسأل: "كيف استطاع الصندوق في فترة زمنية قصيرة أن ينتشر على كل الأراضي اللبنانية، بدون إعلان أو دعاية، ليضم اليوم نحو 50 ألف منتسب ومستفيد، لولا ثقة هؤلاء بالصندوق وصدقية تعامله معهم بشفافية، إضافة إلى تقديماته المميزة؟". وأضاف: "إن حضور الصندوق من خلال فرعه في دير القمر، يؤكد حضور الكنيسة في هذه المنطقة، وأهمية تثبيت أبنائها في جبلهم. هو شهادة حية بأننا نحن أبناء الجبل لا نخاف أن نكون هنا، على الرغم من وجود بعض الفترات السوداء في تاريخنا، ولكن البياض في هذا التاريخ هو الفترة الأقوى، الأصل في العلاقة بين الجيران والأخوة هو الشهادة الحقيقية أمام العالم بأننا شعب يحب الحياة والعيش معا، لا التفرقة والانقسام، والتعاون لا الانعزالية، وهذا ما يراهن عليه العالم. آمل أن نكون على مستوى المراهنة الخيرة".

وقدم صقر للعمار درع الصندوق تقديرا لمواكبته مسيرة الصندوق ولرعايته حفل الافتتاح. وفي الختام كان نخب المناسبة.

وسبق الاحتفال مباركة وتدشين العمار لمبنى الفرع الجديد للصندوق. 

  • شارك الخبر