hit counter script

الحدث - دافيد عيسى - سياسي لبناني

تحية الى الجيش اللبناني في عيده

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٧ - 08:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

لعيد الجيش مكانة خاصة في قلوب اللبنانيين وهذا العيد يحجز زاوية دافئة في عقولهم ويقيم في وجدانهم الوطني لكن هذا العام تحديدآ يتمتع الأول من آب بـ " قيمة مضافة " وطنياً وعسكرياً وسياسياً وله نكهة خاصة ومميزة وذلك للأسباب التالية:
1- احتفال الأول من آب هذا العام يعود بعد انقطاع دام ثلاث سنوات بسبب الفراغ الرئاسي وإلغاء احتفال تقليد السيوف للضباط المتخرجين من الكلية الحربية، ومع انتخاب رئيس جديد للجمهورية عاد لهذا العيد رونقه وهيبته.
2- انه العيد الأول في ظلّ قيادة العماد جوزف عون الذي يكمل ما كان بدأه العماد جان قهوجي، والعماد عون ضابط مقاتل وقادم من قلب الميدان وهو خير خلف لخير سلف، والجيش يبقى النموذج المؤسساتي المثالي في تطبيق مبدأ الإستمرارية في العقيدة والنهج والقضية والهدف بنفس الثبات والإلتزام والعزم.
3- يحمل العيد هذا العام والجيش يقف في افضل وضع له داخلياً وخارجياً وفي ذروة الدعم الدولي الذي يعكس ثقة ثابتة ومطلقة بالمؤسسة العسكرية، فقد وصل دعم المجتمع الدولي للجيش اللبناني الى افضل مستوياته مقروناً بتقدير لما يظهره الجيش من قدرة فائقة على محاربة الإرهاب والتكيّف مع المخاطر والتحديات رغم امكاناته المتواضعة، وكم كانت القيادة العسكرية الاميركية واضحة في التعبير للعماد جوزف عون في زيارته الأولى الى واشنطن عن اعجابها بمستوى الجيش اللبناني وسرعة استيعابه للتقنيات القتالية والتكنولوجية الحديثة والخطط العسكرية سواء في الدورات التدريبية التي يخضع لها الضباط اللبنانيون في الولايات المتحدة او في الخطط التطبيقية على الأرض.
4- يأتي عيد الجيش هذا العام والجيش يخوض معركة مفتوحة ضد الإرهاب ويقف في ذروة المواجهة الصلبة متسلّحاً بإرادة لا تضعف وعزم لا يلين ومستنداً الى التفاف شعبي واحتضان وطني وقرار سياسي لا لبس فيه.
لقد اُنيطت بالجيش مهام ومسؤوليات كثيرة وكبيرة ومتشعّبة، فإلى دوره الثابت في حفظ امن الحدود الجنوبية ومؤازرة القوات الدولية وتطبيق القرار 1701، يضطلع الجيش بدور حيوي في حفظ الأمن والإستقرار في الداخل وخصوصاً لجهة مكافحة الإرهاب بكل اشكاله وتفكيك خلاياه وملاحقة افراده وتعطيل مخططاته التفجيرية.
اضافة الى مراقبة مشدّدة للمخيمات الفلسطينية التي تحولت الى ملاذات وقواعد لمجموعات ارهابية وافدة في معظمها من سوريا ولا سيّما مخيّم اليرموك، وتزايد حالات التسلّل الى مخيمات النازحين السوريين واستغلال اوضاعها والإتخاذ منها قاعدة تمركز وتخطيط وانطلاق لتنفيذ عمليات ارهابية، حيث بات إخضاع هذه المخيمات لعمليات مراقبة وتفتيش امراً مطلوباً وملحّاً لحماية السوريين المدنيين المقيمين في المخيمات بالدرجة الأولى من شرّ هذا الإرهاب المتغلغل بينهم والمتستّر بهم.
ولكن يبقى ان اهمّ المهمات واكثرها دقة وصعوبة هي المتعلّقة بحماية امن الحدود الشرقية، الحدود "اللبنانية – السورية" لمنع الإرهاب من التسلّل والتسرّب عبر الحدود، ومنع الحريق السوري من التمدّد الى لبنان وتحقيق الفصل بين الحرب السورية والوضع اللبناني. وهذا ما يفسّر كيف ان لبنان ينعم بالأمن والإستقرار وسط محيط متفجّر ويبدو مثل واحة استقرار في صحراء ملتهبة بالحروب والأزمات.
ممّا لا شكّ فيه ان الجيش اللبناني واجه اصعب الظروف واخطرها في عرسال عندما تعرضت مراكزه قبل ثلاث سنوات لغزوة ارهابية غادرة واُخذ العسكريون اسرى ورهائن. ولكن الجيش تجاوز هذه المحنة وخرج منها اقوى واصلب ونجح في تأمين الحدود من القاع الى عرسال مروراً برأس بعلبك، والقى القبض على اغلبية من شارك في الغزوة الارهابية واعاد للعسكريين كرامتهم وثأر للشهداء الذين استشهدوا على يد هذه الزمر المجرمة.
كما استطاع من إحكام سيطرته التامة على الوضع، والأهم انه نجح في كسب ثقة ومحبة الناس الذين ازدادوا اطمئناناً ورسوخاً في ارضهم وتمسّكاً بها، واستطاع تثبيت اللبنانيين في ارضهم لا سيّما في المناطق الحدودية.
وفي هذه الفترة العصيبة التي تجتازها منطقة عرسال والجرود، اثبت الجيش انه يؤدي مهامه على اكمل وجه وافضل ما يكون في اطار الأهداف التي حدّدها واولّها حماية المدنيين من اهل عرسال وسكان المخيمات ومنع اي إخلال بالوضع الأمني في البلدة الرازحة تحت ثقل ازمة النازحين، وفصل عرسال عن جرودها للحؤول دون اي عمليات تسلّل وهجمات الى داخل الأراضي اللبنانية وبالتالي تحييد لبنان عملياً وميدانياً عن كل تعقيدات وافخاخ والغام الحرب السورية.
الجيش اللبناني ليس معنياً بتسويات وصفقات اقليمية ودولية، ولا تشغله حسابات واعتبارات طائفية وسياسية ومناطقية، هو معني فقط بالدفاع عن لبنان وامنه وسيادته وشعبه ولا يقبل اي إخلال بالأمن، واي تفريط بالسيادة، واي تهديد لسلامة الناس وحياتهم.
ولأنه كذلك، فإن الجيش لا يقبل ايضاً التشكيك بدوره والتشويش على انجازاته وكل اشكال التحامل والإفتراء والتجنّي عبر اتهامات زائفة وشائعات مغرضة لا تستند الى واقع واساس.
اذا كانت المؤسسة العسكرية نجحت في السنوات الأخيرة في إبعاد السياسيين عنها ومنعهم في التدّخل في شؤونها الداخلية، فإنه يجب إكمال هذا الإنجاز بتحييد المؤسسة العسكرية عن التجاذبات والخلافات والمناورات السياسية وإبقائها في مأمن ومنأى عن كل ذلك.
واذا كان السياسيون يختلفون على امور وقضايا كثيرة فإنهم بالتأكيد يتفقون على اساسيات وثوابت اولّها الوحدة الوطنية والأمن والإستقرار ومسألة دعم الجيش وتعزيز قدراته وامكاناته وتلبية احتياجاته ومتطلباته لتمكينه من أداء مهامه والقيام بواجبه الوطني.
الجيش ليس فقط صمّام الأمان والوحدة، وانما القاسم المشترك الذي يلتقي عنده اللبنانيون، والسقف الذي يحميهم جميعاً، والمؤسسة التي يتحلّقون ويلتفون حولها، والعيد الذي يجمعهم كل يوم وفي كل الظروف.
فليكن عيد الجيش عيداً وطنياً، وليكن الأول من آب يوماً وطنياً، تقديراً وتكريماً لجيشنا الباسل وشهدائه الابطال الذين يستحقون التكريم ويليق بهم العيد ...
ملاحظة: يغيب السياسي دافيد عيسى عن قرائه الكرام طيلة شهر اب 2017 في اجازة سنوية.
تحية الى الجيش اللبناني قيادة وضباطآ وافراد في عيده.


 

  • شارك الخبر