hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

ندوة في متحف سرسق عن كتاب فيليب سالم "رسالة لبنان ومعناه"

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٧ - 13:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عقدت ندوة مساء أمس في متحف سرسق في بيروت، عن كتاب البروفسور فيليب سالم "رسالة لبنان ومعناه"، تحدث فيها كل من الرئيس حسين الحسيني، نائب رئيس تحرير صحيفة النهار نبيل بومنصف والدكتور فارس ساسين والمؤلف، في حضور ممثل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون رفيق شلالا وسفراء ودبلوماسيين وممثل متروبوليت بيروت للروم الأرثوذوكس المطران الياس عودة وكتاب وصحافيين.

كان الراحل غسان تويني الحاضر الأكبر عبر كلمات المتحدثين في الندوة.

استهل الرئيس الحسيني كلمته بمقولة البابا يوحنا بولس الثاني "لبنان أكثر من وطن لبنان وطن رسالة" التي تصب في عمق الكتاب المحتفى بصدوره عن دار "هاشيت -أنطوان - نوفل".

ثم قرأ مذكرة رفعها في العام 1985 بصفته رئيس مجلس النواب الى البابا يوحنا بولس الثاني، من الوفد النيابي اللبناني، حيث كان لبنان "يتعرض منذ أكثر من 10 سنوات لمحنة مريرة تستهدف العيش التاريخي المشترك بين أبنائه، دون التمكن من زعزعة قناعات الغالبية من اللبنانيين بضرورة الحفاظ على رصيدهم التاريخي باعتباره مرجعا لأي مشروع سياسي يترجم عيشهم المشترك ويعتبر ثروة حضارية عالمية تتعدى بمضمونها الحوارات المسيحية - الاسلامية العادية لتصل الى حدود اللقاء المسيحي - الاسلامي المعاش يوميا في بوتقة شعب واحد".

وقسمت المذكرة التي ألقاها الى محاور، أولها حول لبنان وطن اللقاء المسيحي - الاسلامي، ثانيها حول "قيام الكيان الاسرائيلي الذي أدخل المنطقة في دوامة من الأزمات النفسية والروحية لم تقدرها الديمقراطيات الغربية حق قدرها"، وحول تحرير الأرض اللبنانية ومحاولات تعطيل حلّ الأزمة اللبنانية وطلب المساعدة من الكنيسة الكاثوليكية على الصعيد الدولي والإقليمي والمحلي".

وتحدث بومنصف عن مزايا الكتاب "القيم جدا الذي نراه نحن، أهل "النهار"، من عين نطمع لأن تكون خاصة قليلا وحسبنا أن الدكتور سالم هو "نهاري" حتى العظام أيضا".

وتوجه الى فيليب سالم قائلا: "أنت الرفيق الكبير المعلم الباقي كل لحظة ولو رحل الكبير غسان تويني الذي ليس من هو أكثر منك إدراكا لما كان عليه ولا يزال الآن بعد رحيله خصوصا، بل أكثر من أي وقت مضى".

واعتبر أن مقالات سالم التي يتضمنها "رسالة لبنان ومعناه" تشكل "هدية قيمة بل أكثر إلحاحا في هذه الحقبة البائسة التعيسة من انحطاط وطني وسياسي وأخلاقي لم يعرف لبنان مثيلا له حتى في حقبات الحرب والفتنة".

وقال: "حسبي أن ألفت فقط الى أننا نحتفل بهذا المولود المؤلف للدكتور سالم في أحوج ما نكون اليه من عودة الى ما كتبه في ظروف تناوبت على لبنان منذ أربعة عقود كانت بمثابة الزلزال التي صنعت ما بلغناه الآن".

أما ساسين الذي أدار الندوة وقدم لها، فاعتبر أن "الراحل غسان تويني حاضر معنا وبيننا وحولنا خصوصا في مبنى متحف سرسق الذي بذل جهودا جبارة لإعطائه رونقه المتجدد الحديث، وموجود في إهداء كتاب البروفسور سالم إليه بعد أن كان في قلب كتابة مقالاته ونشرها على صفحة النهار الأولى وجمعها لتحفظ وتدوم". 

ورأى ان مقالات سالم "معلم عاطفي، فيها كل تعلقه بلبنان وفيها الافصاح عما يريده له وعما يسعى الى إيصاله". وقال: "أعترف أنني ما خرجت يوما من قراءة إحداها إلا بفائدة تنويرية أو أخلاقية حمدت عليها الكاتب دون أن أعرفه".

وتحدث ساسين عن لبنان الذي يؤمن به سالم وعن كلامه في حب الوطن وإيمانه بسيادته وحريته وملتزم بقضاياه ويتعارك مع آلامه وأمراضه ولعناته، مؤكدا أن "كلام سالم يأخذك لأن صاحبه ملتزم متنور من خارج ميدان السياسة والصحافة والعلوم الانسانية ولأنه على الرغم من إقامته في الخارج، مترددا على لبنان، يعيش محن بلاده في كل آن لا بل في كل تفصيل، متابعا مجريات العالم والسياسة الأميركية بدقة".

وقال: "يأخذك كلامه لأنه لا يمت بصلة الى السجالات الطائفية اللبنانية ولغتها البشعة وطموحاتها الدينية ولأنه لا يتراجع عن الثوابت الوطنية بل يؤكدها باستمرار".

وفي نهاية الندوة، شكر سالم المتحدثين في الندوة وعائلة "النهار" باعتبارها "امتدادا لعائلتي". وقال: "النهار كانت ولا تزال النافذة التي أطل منها على أهلي في لبنان". وشكر رئيسة تحرير النهار نايلة تويني، مشيرا الى ان جدها "الحبيب غسان الحي أبدا والمتمرد دائما الذي لولاه لما كنت هنا اليوم، فهو الذي جعل مني كاتبا إذ قال لي مرة "الكلمة التي لا تتعمد بالحبر تموت"". هديت كتابي "رسالة لبنان ومعناه" لروحه التي تنير دروبي ولا تغادرني".

كما شكر دار "هاشيت-أنطوان/نوفل" لطباعة الكتاب ونشره و"قيامها بعمل مميز ومتقن يجعلنا نفتخر بها جميعا"، كما شكر زوجته وداد سالم.

وختم قائلا: "هذا الكتاب يجسد إلتصاقي بالأرض وولائي المطلق لها. إنه يجسد الدفاع عن القضية اللبنانية، قضية الحرية والديمقراطية والتعددية الحضارية في هذا الشرق".
تلا الندوة توقيع الكتاب في مكتبة المتحف.  

  • شارك الخبر