hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

تكريم جاد تابت لدوره في ادراج الخليل على لائحة المواقع الاثرية

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٧ - 11:52

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرم الاتحاد العام للمهندسين الفلسطينيين في لبنان، رئيس إتحاد المهندسين اللبنانيين ونقيب المهندسين اللبنانيين وعضو لجنة التراث في اليونيسكو جاد تابت، في حفل اقيم في بيت المهندس - بئر حسن، برعاية سفير دولة فلسطين اشرف دبور وحضوره، لدوره في إدراج مدينة الخليل القديمة والحرم الابراهيمي على لائحة المواقع الأثرية العالمية.

حضر الحفل انطوان شربل ممثلا وزير الثقافة غطاس الخوري، الوزير السابق جورج قرم، مدير عام الآثار سركيس خوري، عميد كلية الهندسة في الجامعة اللبنانية محمد الحاج، أمين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان فتحي أيو العردات، منسق عام الحملة الأهلية لنصرة فلسطين وقضايا الأمة معن بشور، عضو المجلس الثوري آمنة جبريل، وممثلون عن القوى الأمنية والأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية.

وأشاد رئيس إتحاد المهندسين الفلسطينيين فرع لبنان منعم عوض بمواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون "الداعمة لفلسطين والقدس"، مثمنا "الدور الذي قام به النقيب تابت بادراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي".

وتابع: "نجتمع اليوم لتكريم اخ لنا بذل الجهد وسعى لسنوات لتكون مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي. لقد استطاع الاخ النقيب جاد تابت بصفته خبيرا دوليا وعضوا في هيئة التراث العالمي في اليونيسكو اجراء الاتصالات اللازمة لانه يعتبر ان هذا الامر انجاز قومي".

واشار عوض الى النقيب تابت قدم محاضرة في الجامعة الاميركية في بيروت في ايار الفائت عن تاريخ مدينة الخليل واهميتها التراثية، مؤكدا انها جزء لا يتجرأ من التراث الانساني العام، لافتا الى قيام مجموعات من المثقفين الفلسطينيين في العام 2009 بحملة من اجل حماية تراث الخليل وسط المستوطنات المنتشرة كالسرطان في انحاء المدينة".

وقال: "بفضل الدبلوماسية الفلسطينية الهادئة التي تنتهجها قيادتنا وفي المقدمة منها الاخ الرئيس ابو مازن ومساندة ودعم اشقائنا امثال النقيب جاد تابت واصدقائنا في العالم صوتت اليونيسكو على ادراج مدينة الخليل الفلسطينية على لائحة التراث العالمي، حيث نال القرار 12 صوتا من اصل 15 وبذلك يكون القرار قد حظى على ثلثي الاصوات المطلوبة ليصبح نافذا من الهيئة على الرغم من الضغوطات التي مارستها اسرائيل واميركا للضغط على بعض الدول اضافة للاكاذيب والتشويه وتزييف الحقائق من قبل المندوب الصهيوني في الجلسة".

وألقى النقيب تابت كلمة قال فيها: "انه لشرف لنا ان نستقبلكم في بيت المهندس، هذا البيت الذي كان دائما ولا يزال منارة مشرقة ينطلق منها المهندسون للاطلالة على هموم المجتمع وصرحا اساسيا للدفاع عن القضايا الوطنية والقومية وعن قضية فلسطين بالذات بصفتها قضية سياسية واخلاقية كبرى من اجل الحق والحرية، قضية جوهرية تختصر بابعادها معنى القيم الانسانية في عالمنا اليوم".

واعتبر "ان هذا التكريم ليس له بل للجهود الدائمة التي بذلها المهندسون والمهندسات في لبنان من اجل دعم الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال ولاستعادة حقوقه المشروعة في ارضه ووطنه".

وعدد النشاطات التي قامت بها النقابة، مشيرا الى انها نظمت المؤتمر العلمي الأول لهيئة المعماريين العرب تحت عنوان "القدس الان - المدينة والناس وتحديات مستمرة" في العام 1999 في بيروت وكان "من اهم الانشطة التي اشرف عليها ورعاها النقيب عاصم سلام الذي كان له الدور الكبير في ابراز دور القدس التاريخي والتراثي وفي مقارعة الاحتلال في المحافل الهندسية الدولية".

واشار الى تنظيم النقابة لقاء تضامنيا مع مدينة غزة اثناء حصارها في العام 2008 باشراف النقيب بلال العلايلي، وقال: "كانت صرخة مدوية انعكست في كل المنتديات العربية والدولية وكان لها الصدى العارم في وجه التعسف الاسرائيلي الغاشم .
وتابع النقيب تابت قائلاً: ويأتي اليوم تسجيل مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو بصفتها ارثا فلسطينيا يتهدده الاحتلال ليؤكد ان للمقاومة والصمود اوجها متعددة بما في ذلك الدفاع عن التراث والذاكرة في وجه من يحاول محو الماضي وتشويه التاريخ خدمة لهوسه العنصري".

وتحدث عن أهمية مدينة الخليل التاريخية والجغرافية والإقتصادية، وقال: "انها ملتقى لعدة طرق تربط بين مصر وجنوب بلاد الشام وشبه الجزيرة العربية، كما ادت دورا مهما كمركز اقتصادي وثقافي ومركز للحج بالنسبة الى الاديان السماوية الثلاثة".

وعن الاهمية الدينية لمدينة الخليل، قال تابت: "تشكلت المدينة القديمة حول الحرم الابراهيمي حيث دفن النبي ابراهيم برفقة زوجته ساره وابنائهما، وسميت المدينة عند العرب نسبة الى نبي الله ابراهيم الخليل. عرفت المدينة عصرها الذهبي في العهد المملوكي فاشتهرت بازدهار العلوم الدينية واللغوية وتحولت الى مركز صوفي مميز وتطورت الزراعة والصناعة في محيطها واصبحت مركزا للبريد بين دمشق والقاهرة".

وعن تاريخ المدينة، قال: "تعود جميع الحارات التي لا تزال قائمة في مدينة الخليل اليوم الى الفترة المملوكية ويمكن التأكيد من خلال قراءة كتابات الرحالة ودراسة عمر الابنية الى نسيج المدينة القديمة كما هو عليه الان باسواقه وحاراته وازقته قد حافظ على السمات الاساسية للمدينة المملوكية".

اضاف: "الاستمرارية التاريخية للنسيج المملوكي في مدينة الخليل ظاهرة فريدة في العالمين العربي والاسلامي، اذ على الرغم من ان هذه المدينة القديمة لا يمكن مقارنتها بمدن مملوكية اخرى كالقاهرة او دمشق، ان من حيث الحجم او الاهمية، الا انها تمتاز عن تلك المدن بأنها حافظت على الشكل المديني الذي نشأ في عهد المماليك في الوقت الذي شهدت المدن الاخرى خلال الفترة العثمانية تحولات جذرية غيرت في معالمها وطابعها المديني. ويظهر ذلك بصورة خاصة في تشكيل الاحواش الخليلية التي تمثل نموذجا معماريا مميزا نادرا ما يوجد في باقي المدن العربية والاسلامية تنتظم فيه الغرف على صورة تشكيلات عنقودية تتركب حسب نظام مميز يؤمن وصول النور والتهوئة لكل غرفة وتتفاعل لتشكل تركيبة متراصة ترتفع على ثلاث او اربع طبقات".

وتناول الدور الذي قام به وكيفية إعداد ملف لتسجيل مدينة الخليل القديمة على لائحة التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، مشيرا الى الكمية الهائلة من المعلومات والملفات والخرائط والصور التي ارسلتها مجموعة من الفلسطينيين وقام بدراستها بدقة وإمعان وإعداد الصيغة النهائية للسلطات الفلسطينية في خريف 2015 كي يصار الى عرضه على هيئة التراث العالمي.

وذكر تابت الإجراءات الإسرائيلية عن تهويد مدينة الخليل القديمة ومحو هويتها، وكيف تشكلت لجنة اعمار الخليل عام 1996 لمواجهة هذه الاجراءات والتي سمحت بإفشال مخططات سلطات الإحتلال الهادفة الى إفراغ المدينة من سكانها بغية الإستيلاء عليها.

وعن معنى إدراج مدينة الخليل على لائحة التراث العالمي لليونسكو، قال: "ان قضية فلسطين لا علاقة لها بالتعصب الديني او العرقي أو القومي، بل لها أبعاد أخلاقية وسياسية وفكرية كبرى تخاطب ضمير الإنسانية".

ثم ألقى السفير دبور كلمة جاء فيها: "لقاؤنا اليوم احتفاء بأحد الانجازات العديدة التي تحققت خلال مسيرة نضالنا وهو قرار اليونسكو بالتأكيد على الهوية الفلسطينية للحرم الابراهيمي والمدينة القديمة لمدينة الخليل وادراجهما على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، القرار الذي أفشل محاولات الاحتلال الاسرائيلي بخلق واقع احتلالي صهيوني لمدينة الخليل".

وقال: "نلتقي اليوم معا وسويا، وأحمل لكم تحيات ومحبة اهلنا في فلسطين، لنكرم الاخ المهندس جاد ثابت نقيب المهندسين اللبنانيين، ابن لبنان المحتضن لقضيتنا وشعبنا، والداعم لفلسطين في المحافل الدولية كافة، ولدوره المميز في تحقيق هذا الانجاز النابع من علمه ومعرفته وثقافته وتميزه والتزامه بعروبة فلسطين والتحضير الدقيق للوثائق التي ثبتت ما تم اقراره. وهنا اقدم شكري وتقديري الى سعادة السفير خليل كرم مندوب لبنان في اليونيسكو ومشاركته السابقه والفعالة باستصدار قرار باعتبار المسجد الاقصى من المقدسات الخاصة بالمسلمين ولا علاقة دينية لليهود به والتأكيد على عدم شرعية اي قرارات اتخذتها سلطات الاحتلال الاسرائيلي بشأن القدس القديمة ومحيطها وتأكيد الجوانب التاريخية والتراثية والحضارية التي تربط القدس المحتلة بالمسلمين والمسيحيين".

وتابع: "اليوم تحقق انجاز هام وكبير وضع خطا احمر لعاصمة دولتنا بمقدساتها الاسلامية والمسيحية لن يستطيع المحتل تجاوزه، وهو مقدمة للعودة الطبيعية للوضع التاريخي والقانوني للمسجد الاقصى كاملا غير منقوص كما كان عليه قبل العام 1967. ان تحقيق ذلك جاء نتيجة التناغم بين تضحيات وصمود شعبنا وموقف قيادتنا وثباتها بقراراتها الصلبة المرتكزة على الثوابت الفلسطينية بانجاز المشروع الوطني بالوصول الى اهدافنا بالحرية والاستقلال والعودة، ولتأخذ سلطات الاحتلال العنصرية العبر من بسالة وصمود شعبنا ولتتوقف عن سن القوانين والتشريعات وتطبيق الاجراءات التي تنتهك حقوقهم المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والدينية، ومحاولات تهويد المقدسات وطمس هويتها الاصلية والتغيير الممنهج للطابع التاريخي والديمغرافي لها في خرق لأبسط قواعد ومبادئ القانون الدولي والانساني والتصرف كدولة فوق القانون".

  • شارك الخبر