hit counter script

أخبار إقليمية ودولية

هل ينضم ثوار سوريا الى داعش بعد تخلي اميركا عنهم؟

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٧ - 15:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

إن تعليق برنامج وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركية CIA لتدريب الثوار السوريين ترك لهؤلاء خيارات محدودة. فبعضهم قد ينضم إلى الحملة التي تدعمها الولايات المتحدة لمكافحة المنظمة الارهابية داعش، والبعض الآخر قد ينضم إلى الجهاديين لمواصلة حملتهم الهادفة للاطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد.وبالفعل،البعض منهم بدأ القيام بذلك.

قرار الرئيس الاميركي دونالد ترامب بتعليق برنامج وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركية السري لتمويل وتسليح وتدريب الثوار السوريين يعتبر اشارة الى نهاية الجهود الامريكية الهادفة للإطاحة بالرئيس الاسد.
لكن قطع العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية - وربما مع حلفائها الذين قدموا أيضا الدعم المادي للثوار – تدعو الى التساؤل حول مصير الآلاف من المقاتلين الذين اعتمدوا على دعم الولايات المتحدة وتوجيهها.
هذه الخطوة، التي وصفها بعض المعلقين بأنها جاءت لاسترضاء روسيا، الداعمة الابرز للأسد ، انقلبت على آلاف المقاتلين الذين اصبحوا بلا راع ومن دون اي توجيه.
ومن بين الخيارات المتاحة لهم،اما الانضمام إلى المعركة التي تقودها الولايات المتحدة ضد الدولة الإسلامية، أو الانضمام الى المقاتلين المناهضين للأسد، او حتى الانضمام إلى صفوف الجماعات الجهادية والإسلامية التي احتفظت بخطوط التمويل والإمداد.
أبو محمد الدراوي، مسؤول المخابرات في الجيش السوري الحر الذي أمضى السنوات الأربع الماضية بالتنقل بين جنوب سوريا والأردن للتفاوض من أجل الحصول على السلاح والدعم، يقول ان العديد من المقاتلين يفكرون التواصل مع القاعدة وغيرها من الميليشيات الإسلامية الممولة تمويلا جيدا.
وكالة الإستخبارات المركزيّة الأميركية كانت أطلقت برنامج التدريب والتسليح السريين في أوائل العام 2013، بدعم من حلفائها، لتدريب الآلاف من المقاتلين في الجيش السوري الحر والميليشيات التابعة له في قواعد داخل تركيا شمالاً الى الأردن جنوباً.
وجاء تعليق إدارة ترامب لهذا البرنامج بعد مرور أشهر على البدء بتخفيضه، حيث اعتبر البعض أنه طلاق لا مفر منه. وقد أشار ترامب هذا الأسبوع على تويتر إلى "إنهاء الهدر ودفع المبالغ الضخمة" للمتمردين.
وقالت مصادر امنية عربية قريبة من وزارة الخارجية في عمان ان السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة المؤيدين بشدة للثوار، لن يكونا قادرين او انهما غير راغبين في مواجهة حليفهما واشنطن بمواصلة تسليح المقاتلين او تمويلهم. وهؤلاء يتفاوضون مع السعودية والإمارات لمواصلة دفع الرواتب للمقاتلين بهدف منعهم من هجر صفوفهم والانضمام إلى الجماعات الجهادية. خاصة وانه تم الإبلاغ عن 50 حالة انشقاق في الشهر الحالي.
ومن بين المقترحات المطروحة،التي يقال انها تنال دعم كل من روسيا والولايات المتحدة، والتي جاءت كجزء من المحادثات الثلاثية بين روسيا والولايات المتحدة والأردن في عمان، من الممكن تحويل الجيش السوري الحر والمقاتلين المعتدلين من ميليشيات إلى "قوة تابعة للشرطة".
وبموجب الاقتراح الذي حصل على دعم من الاردن، فإن مهمة المقاتلين الاساسية التي كان هدفها الاطاحة بالأسد ستتغير، اذ سيكون هدفها الحفاظ على السلام في مناطق الهدنة التي أعلنت مؤخرا في جنوب سوريا وشرق دمشق.
وكجزء من هذا الاقتراح، سيحصل هؤلاء على تدريبات في جنوب سوريا وسيتقاضون الرواتب. واذا ما ثبت نجاحها، سيطبق هذا النموذج في وسط وشمال سوريا، حيث ستقوم هذه القوة بتسهيل عودة اللاجئين السوريين من الأردن وتركيا، وفقا لما ذكره مقربون من المحادثات.
لكن قادة المتمردين السوريين منقسمون تجاه هذه المبادرة. فالبعض يقول أنهم يفضلون القتال حتى "الرصاصة الأخيرة"، ولن يتخلوا عن قضيتهم.

ترجمة رامونا سماحة عن science monitor

  • شارك الخبر