hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

سفير الصين أقام حفل استقبال لمشاركين في ورشات تدريبية في بلاده

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٧ - 11:28

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أقام سفير الصين الشعبية وانغ كيجيان حفل استقبال في فندق فينيسيا على شرف اللبنانيين الذين شاركوا في الورشات والدورات التدريبية في الصين.

حضر الحفل مستشار رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري لشؤون الشمال عبدالغني كبارة، مدير عام وزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، ممثل مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم العميد الركن علي ابوصالح، المدير العام للمؤسسة اللبنانية لتشجيع الإستثمار نبيل عيتاني، المدير العام للتعاونية موظفي الدولة يحيى خميس، المديرة العامة للنفط أرور فغالي، المدير العام لوزراة المهجرين أحمد المحمود، رئيس صندوق المهجرين العميد نقولا الهبر، مدير الإذاعة اللبنانية محمد ابراهيم بالاضافة الى أركان السفارة والمشاركين في الدورات والورشات وحشد من الوجوه الثقافية والإعلامية.

بعد النشيدين الوطني والصيني كانت كلمة للسفير كيجيان قال فيها: " أهلا بكم لحضور حفل الاستقبال للمشاركين اللبنانيين في الدورات التدريبية في الصين. بما أنكم قد زرتم الصين فأنا متأكد أن لديكم انطباعا عميقا عن التطورات والإنجازات التي حققتها الصين نتيجة الإصلاح والانفتاح. كما أني متأكد بأنكم لمستم المودة والمحبة التي يكنها الشعب الصيني تجاه الشعب اللبناني. وبهذه المناسبة، يسرني أن أستعرض بشكل مختصر الأحوال الأخيرة للصين".

أضاف: "في عام 2016 المنصرم، حقق الاقتصاد الصيني نسبة النمو 6.7% ليصبح في طليعة اقتصادات العالم. وكانت مساهمة الاقتصاد الصيني في نمو الاقتصاد العالمي تتجاوز 30%. وتجاوز حجم اقتصاد الصين الإجمالي للعام الماضي 11 ترليون دولار أميركي. ولكن، ما زالت الصين أكبر دولة نامية في العالم ولا يزال هناك عدد كبير من الفقراء".

وتابع: "تعد مساعدة الدول الأخرى على التنمية المشتركة إحدى الأعمال التي تشتغل بها الصين بثبات. في الفترة ما بين عامي 1950 و2016 وفي ظل مستويات التنمية ومعيشة الشعب للصين غير عال، قد قامت الصين بتقديم مساعدات خارجية يتجاوز حجمها 400 مليار يوان الصيني (حوالي 58 مليار دولار أميركي) وتنفيذ أكثر من 5000 مشروع مساعدة بكل أنواعه وإقامة أكثر من 11 ألف دورة تدريبية لتؤهل أكثر من 260 ألف متدرب من الدول النامية. إن تنمية الصين فرصة للعالم وأصبحت مساهمة للعولمة الاقتصادية أكثر مما كانت مستفيدة منها".

وقال: "أود أن ألقي الضوء على موضوع آخر ومهم، وهو مبادرة الحزام والطريق. في عام 2013، طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ مبادرة بناء الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن ال 21، وباختصار مبادرة الحزام والطريق. وبعد نحو 4 سنوات من التطور، لقد تحولت هذه المبادرة من تصور مبدئي إلى مفهوم غني المضامين، ومن مبادرة التعاون إلى أعمال ملموسة. تقوم مبادرة الحزام والطريق على أساس التساوي والتشاور بين الأطراف المشاركة، لقد لقيت تجاوبا ومشاركة إيجابية من قبل أكثر من 100 دولة ومنظمة، وحصدت تباشيرها الوافرة. وخلال الفترة ما بين 14 و15 أيار للعام الجاري، أقيم منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي في بكين حيث تمت مراجعة التقدمات للتعاون في إطار الحزام والطريق وتوصل جميع الأطراف إلى رؤية مشتركة، الأمر الذي أرشد التعاون الدولي المستبقلي في الإطار".

أضاف: "كان طريق الحرير القديم يسجل التغييرات والتقلبات التاريخية عبر آلاف السنين ويبقى شاهدا للصداقة التقليدية بين الصين ولبنان. يعد لبنان إحدى المحطات المهمة الواقعة على طريق الحرير القديم وهو من أوائل الدول العربية التي اعترفت بالصين الجديدة بعد تأسس جمهورية الصين الشعبية عام 1949. ومنذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الصينية اللبنانية عام 1971، تتزايد وثاقة العلاقات الثنائية يوما بعد يوم وسجل التعاون الثنائي في كافة المجالات تطورا مستمرا بفضل الجهود المشتركة من قبل الجانبين. يقع لبنان في الطرف الغربي للخط الوسطي للحزام والطريق ويحتل موقعا متميزا في خارطة الدول المطلة عليه. لذلك، يمثل لبنان شريكا طبيعيا لبناء الحزام والطريق. لقد لقيت المبادرة تجاوبا إيجابيا من أوساط المجتمع اللبناني المختلفة حيث عبر القادة اللبنانيون عدة مرات عن استعداد لبنان للمشاركة في بنائه. بالإضافة إلى ذلك، لقد بدأ لبنان إجراءات الانضمام إلى البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية(AIIB). فهناك إمكانية كبيرة وآفاق واسعة للتعاون الصيني اللبناني في إطار الحزام والطريق".

وتابع: "لقد أصبح التعاون في الموارد البشرية جانبا بارزا من التعاون الثنائي وقد شارك أكثر من 900 متخصص لبناني من أوساط مختلفة في الدورات التدريبية أو الورشات المقامة في الصين بكل أنواعها منذ عام 2011، وذلك تشمل مجالات الاقتصاد والسياسة والثقافة والعسكرية وإلخ. وعلاوة على الدورات التدريبية القصيرة المدة ثنائيا أو متعددة الأطراف، تقدم الحكومة الصينية أيضا برامج الدبلوم والجامعات الصينية المكلفة باقامة هذه الدورات هي جامعات من الدرجة الأولى تتميز بهيئات التدريس الممتازة. في عام 2016، نجح مرشح لبناني في الالتحاق بمشروع الماجستير لمعهد التعاون والتنمية جنوب-جنوب (Institute of South-South Cooperation and Development). أما في عام 2017، سيبلغ عدد المشاركين من لبنان في دورات مختلفة في الصين 170 بالاضافة الى 4 دورات ثنائية خاصة للبنان تتناول مواضيع التنمية الاقتصادية والتجارة والاستثمار واختبار السلامة الغذائية واستكشاف النفط والغاز وغيرها من المجالات".

وتابع: "أنتم خبراء في مجالات مختلفة للمجتمع اللبناني. وتتمتع كل منكم بخبرات وتجارب غنية في القطاع الذي تشتغل به ولديكم رؤى فريدة حول سبل دعم التعاون والتنمية للبلدين. أنتم الشاهد والداعم والدافع للصداقة الصينية اللبنانية. أتمنى بكل الصدق أن تساهموا بما تتميزون من الطاقت والصلات في تعزيز الصداقة الصينية اللبنانية التقليدية وتنشيط التعاون العملي بين البلدين ودعم التنمية المشتركة للبلدين".

وألقى الدكتور فلحة كلمة جاء فيها: "ان هذا اللقاء الذي يجمعنا اليوم يؤكد صوابية المسار الذي تتخذه العلاقة الطيبة بين لبنان وجمهورية الصين الشعبية، وتؤكد حسن التفاعل والتعاون والتآزر بين البلدين التي تجمع بينهما نقاط مشتركة متشابهة رغم الفروقات في الحجم والمساحة وتعداد السكان إلا أن الغنى الثقافي والعلمي والتربوي والاجتماعي والفني والادبي يبقى الاساس في تمتين العلاقات بين الدول التي لا يمكن ان تحصل الا من خلال تعزيز الأسس الجوهرية لهذه العناصر الى جانب العلاقات السياسية والامنية والتجارية والاقتصادية. ولا يمكن ان نرتقي بهذه العلاقات الا من خلال تعزيز ثقافة الحوار والتبادل الحضاري القائمة على زرع المفاهيم والقيم الانسانية بين الشعوب".

أضاف: "وقد كانت جمهورية الصين الشعبية من الدول الرائدة في العالم التي سعت الى تحقيق هذا الهدف النبيل الذي هو اساس جوهر وجود لبنان الذي شكل جسرا بين الشرق والغرب ومحورا حيويا للتفاعل بين الشعوب على كثرة تنوعها واختلافاتها وتعددها ولبنان بلد فريد من نوعه، صغير بالمساحة والحجم وفاعل جدا كرسالة انسانية ودور لا يستهان به في تعزيز التفاهم بين الشعوب، ولا سيما مع وجود الاغتراب اللبناني وطاقاته المميزة على امتداد العالم".

وتابع: "إن التبادل التكنولوجي هو السبيل الفاعل لازالة الفوارق الثقافية والاجتماعية والاقتصادية في ظل هذا التطور التقني الهائل وتسارع وقع العولمة في الحياة البشرية او الشعوب مما يستدعي اتخاذ اجراءات وخطوات فاعلة تقرب بين الامم والبلدان والصين تستطيع ان تلعب دورا كبيرا في هذا السياق وفي كسر سياسة احتكار تكنولوجية المعرفة التي تحتاجها شعوب العالم كافة. بموازاة ذلك ، يجب ان نرتقي الى العلاقات الثقافية والعلمية والتكنولوجية والاقتصادية والتجارية الى مستوى نضمن فيه مستقبلا افضل لبلدينا من خلال اعادة تعبيد طريق الحرير الذي يشكل ممرا إلزاميا للشعوب للتواصل ولاعادة الربط بين الماضي الزاخر بثقافات وعطاءات وانجازات مميزة وبين مستقبل واعد نصبو اليه جميعا".

وقال: "نحن في لبنان طلبنا العلم وسعينا وراء الرزق على امتداد جهات العالم كافة، وقد طلبنا العلم ولو في الصين. من هنا تأتي هذه النشاطات والجهود لتصب في خدمة التقارب الصيني اللبناني وفي شد روابط الصداقة الصينية - اللبنانية. وفي هذه المناسبة لا بد من الاشادة بالمواقف والجهود التي تتخذها الصين بالوقوف الى جانب القضايا العربية المصيرية وفي طليعتها قضية فلسطين التي هي قضية العرب وقضية الانسانية جمعاء، فضلا عن دعم لبنان بمواجهة الاعتداءات الاسرائيلية. وهذه المواقف تعزز فرص السلام والامن الدوليين من خلال هذه السياسة البناءة التي تعتمدها".

وختم: "إن هذه النشاطات توليها وزارة الاعلام الاهمية المطلوبة لتحقيق الاهداف التي تخدم لبنان والصين معا على قاعدة الاحترام والتفاهم والتنسيق ولا سيما على المستوى الثقافي والاعلامي الذي يوليه سعادة السفير والملحق الثقافي في السفارة واركانها الاهمية المطلوبة في سياق تفعيل العلاقات بين البلدين بشكل حيوي وبسيط ومميز. ولنأخذ بحكمة الفيلسوف الصيني كونفوشيوس التي تقول "لا يهم انك تمشي ببطء، المهم الا تتوقف".

وألقى كبارة كلمة قال فيها: "لقد مررنا بتجربة مشتركة من خلال الزيارة التي قمنا بها الى الصين، والآن أريد أن أعبر أولا عن شكري وامتناني للدعوة وكل الدعوات التي وجهت الى الأخوة اللبنانيين لزيارة الصين".

أضاف: "ان الصين بالنسبة الى لبنان هي الخيار الآخر أو النموذج الجديد الذي يمكن أن يعطي للبنان مزيدا من الإستقرار ومزيدا من الإنماء والإعمار. إن خط الحرير إن شاء الله سيكون واقعا بفترة قريبة وليست بالبعيدة جدا، لأننا نسعى جديا بكل الوسائل لكي نحقق هذا العمل المشترك الذي من شأنه أن يعطي لبنان بعدا جديدا في الحقبة الحديثة، ولكن هذا البعد كان موجودا تاريخيا وقد كان للبنان الدور الفاعل في محيطه العربي والشرق أوسطي، ان وجود الصين في لبنان سيعيد الدور الاستراتيجي الجغرافي الى لبنان ومن خلاله سنتمكن من أن يعود لنا الدور الذي فقدناه في المرحلة الماضية".

وختم: "أريد أن أشكر الجمهورية الشعبية الصينية التي أعطتني تجربة ما كنت أدرك أهميتها وأنا هنا في لبنان سأكون من العملين بجد وباستمرارية لكي نحقق بأسرع وقت المشاريع المشتركة التي نحن في صدد دراستها وسنعقد اجتماعات متتالية في لبنان والصين من أجل توطيد هذه العلاقة لتصبح حقيقة، شكرا للصين".
 

  • شارك الخبر