hit counter script
شريط الأحداث

مقالات مختارة - ليندا عازار - الراي

الحريري التقى ترامب في واشنطن ولسان حاله... "حزب الله" مشكلة إقليمية

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عَكَسَ «المنطق» الذي حمَله رئيس الحكومة سعد الحريري إلى واشنطن حيث التقى، مساء أمس، الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومفاده أن مسألة «حزب الله» أكبر من لبنان وأن حلّها يجب ان يكون في الإطار الإقليمي، بعضاً من الخلفيات السياسية المحلية التي تحوط بموقف «غض النظر الاضطراري» من أطراف وازنة على العملية العسكرية التي ينفّذها «حزب الله» في جرود عرسال اللبنانية وامتدادها السوري (بمؤازرة الجيش السوري) والتي اقتربتْ مرحلتها الأولى وتحديداً المركّزة على «جبهة النصرة» من الانتهاء، بعد حصْر الأخيرة وقائدها (في الجرود) أبو مالك التلي ببقعةٍ لا خروج منها إلا استسلاماً بالتفاوض أو بالقوّة.

فالحريري الذي أجرى محادثاتٍ بالغة الأهمية مع ترامب، دخل البيت الأبيض لاستكشاف المقاربة الأميركية لأزمات المنطقة التي يرتبط بها لبنان عبر «حزب الله» وانخراطه العسكري بأكثر من ساحة مشتعلة، وتوضيح موقفه من وجوب عدم تحويل مشكلة الحزب «قنبلة» تنفجر بالداخل اللبناني ومحاولة الفصل بين مسار اشتداد المواجهة الأميركية - الإيرانية والتي يشكّل «حزب الله» أحد أبرز حلقاتها وبين مسار استمرار الدعم للدولة اللبنانية عبر عدم خفض المساعدات العسكرية للجيش وتعزيز قدرتها على التصدي لأعباء النزوح السوري، وتفادي جعل القطاع المصرفي يدفع ثمن الرزمة الجديدة المرتقبة من العقوبات على الحزب.

وفيما لم تستبعد دوائر سياسية أن يكون «منطق» الحريري لقي صدى لدى واشنطن، رأتْ أن مناخ الاستقطاب الداخلي الذي استعيد على خلفية معركة جرود عرسال بعد اندفاعة «التخوين» من «حزب الله» وحلفاء له ووسائل إعلام قريبة منه ذهب بعضها الى التهديد بالقتل يصعب أن يَخرج عن دائرة «الانضباط» تحت سقف التسوية السياسية رغم عدم الارتياح إلى «هبّة التصعيد» التي بدتْ في جانب منها محمّلة بالرسائل لرئيس الحكومة عشية لقائه ترامب بأن «الأمر الاستراتيجي» في لبنان للحزب الذي سلّمت القوى المناهضة له في الداخل بمهمّة تطهير جرود عرسال، في امتدادٍ لاقتناعها بأن هذا جزء من دور إقليمي يلعبه الحزب عبر إيران وسبق أن «استسلم» له المجتمع الدولي ولا إمكان لتغيير حرف فيه إلا بانقشاع معركة ترسيم النفوذ بالمنطقة.

وفيما كانت الأنظار شاخصة على لقاء ترامب - الحريري، فإن التطورات الميدانية في جرود عرسال أعطتْ إشارات الى أن المعركة مع «النصرة» انتهتْ عسكرياً ويبقى مسار التفاوض حول مصير أبو مالك التلي ومسلّحيه بعدما باتوا محصورين في مساحتيْن ضيقتين: وادي حميّد والملاهي من جهة، ووادي العويني من جهة أخرى، فيما بدأت العيون تشخص على المواجهة المقبلة مع «داعش» الذي يسيطر على بقعة (في المقلب اللبناني) قبالة بلدتي رأس بعلبك والقاع (امتداد لعرسال) وفي جرود بلدة قارة (المقلب السوري) وهل يتولى الهجوم عليه «حزب الله» أو الجيش اللبناني الذي اكتفى في المعركة مع «النصرة» بحماية بلدة عرسال من أي محاولة تَسلُّل اليها من المسلّحين أو جرّها إلى «خط النار» عبر استدراج نازحين في المخيمات التي تحتضنها البلدة الى صِدام معه.

وفيما كان «حزب الله» يعلن ضبْط كميات كبيرة من الأسلحة كانت متجهة من البادية إلى مسلحي «النصرة» في القلمون الغربي، فإن الوقائع العسكرية في الرقعة التي حوصر فيها التلي ومسلّحوه الباقون لم تسجّل تطوّرات كبيرة، بانتظار مسار التفاوض الذي استؤنف عبر جهات لبنانية وإقليمية بمحاولة لضمان خروجٍ آمِن لهم.

وبدا واضحاً أن ثمة «كباشاً» يدور على جبهة التفاوض، وسط نقْل قريبين من الحزب أن لا مجال إلا لاستسلام التلي وعودته «في الباصات الخضر» (أي بلا أي سلاح) إلى الداخل السوري (إدلب)، في مقابل نشْر «النصرة» فيديو لثلاث عناصر من الحزب سبق أن أُسروا في 2015 و 2016 من بلدة العيس (ريف حلب الجنوبي) وظَهروا وهم يطالبون أهاليهم بالضغط على الحزب لوقف الهجوم على القلمون «وإلا سنكون الضحية ورؤوسنا على المحك خلال ساعات».

وإذ اعتُبر هذا الفيديو محاولة للضغط على «حزب الله» لتحسين شروط تفاوض أبو مالك التلي الذي يبدي تحفظاً على الانتقال الى إدلب عبر البرّ لأسباب أمنية ولم يتراجع عن مطلب الاحتفاظ بالسلاح الفردي والتوجه الى تركيا إما للبقاء فيها وإما الانتقال منها إلى جرابلس، فإن مخاوف بدأت تبرز حيال «لغم» مخيمات النازحين الموجودة خارج نطاق سيطرة الجيش اللبناني (في نقطة بين بلدة عرسال والجرود) وليس بعيداً من منطقة تراجُع «النصرة» وسط خشية من تطوراتٍ لزجّ هؤلاء في المعركة بحال فشلتْ المفاوضات.

وفي موازاة ذلك، أوقفت شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي شبكة لتنظيم «داعش» مؤلفة من 5 سوريين راوح نطاق عملهم بين مدينة بيروت ومحلة الدورة، وكانوا بانتظار التعليمات النهائية لتنفيذ عمليات إرهابية.
ليندا عازار - الراي

  • شارك الخبر