hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

درويش رعى حفل وضع حجر الأساس لمستشفى تل شيحا لمعالجة الأورام السرطانية

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٧ - 19:44

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

خطت مدينة زحلة خظوة رائدة في مجال محاربة مرض السرطان وذلك من خلال وضع حجر الأساس لمستشفى تل شيحا اللبناني – الأسترالي، ومركز تل شيحا اللبناني – الأسترالي لصناعة الطب الحيوي، بمباركة رئيس أساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، وحضور وزير الإعلام ملحم رياشي ورئيس المجلس التشريعي في ولاية نيو ساوث ويلز الأسترالية جون عجاقة ، على قطعة ارض قدّمتها الجمعية الخيرية الكاثوليكية التابعة لمطرانية الروم الكاثوليك في أعالي زحلة فوق قرية الصداقة، وستقوم مجموعة TEAM 5 الأسترالية بأعمال البناء والتجهيز، بكلفة تقدر بأربعة ملايين دولار.

وحضر الإحتفال ايضاً الأساقفة: إبراهيم إبراهيم، روبير رباط، انطونيوس الصوري، بولس سفر وشكرالله نبيل الحاج، دولة الرئيس ايلي الفرزلي، نواب زحلة: د. أنطوان أبو خاطر، ايلي ماروني، عاصم عراجي وشانت جنجنيان، النائب الفرنسي السابق د. ايلي عبود، الوزراء السابقون: عبد الرحيم مراد وعلي العبدالله، رئيس بلدية زحلة – المعلقة وتعنايل المهندس اسعد زغيب وأعضاء من المجلس البلدي، المحافظ السابق نقولا سابا، رئيس جهاز امن الدولة في البقاع العقيد بشارة حداد، رئيس دائرة الامن العام الاولى للبقاع العقيد بشارة أبو حمد، قائد فوج التدخل الثالث في قوى الأمن الداخلي العقيد أدوار حداد، وفد استرالي من 40 شخصاً قدم خصيصاً للمشاركة في الإحتفال، ممثلون عن الشركات العالمية المتخصصة في صناعة المعدات الطبية، الرئيس العام للرهبانية المخلصية الأرشمندريت أنطوان ديب، الرئيسة العامة للراهبات المخلصيات الأم منى وازن، مدير مستشفى تل شيحا جوزف بستاني وعدد كبير من رؤساء البلديات، المخاتير، القضاة والمحامون، المهندسون، الأطباء، الكهنة والراهبات، رئيسة ثانوية مار يوسف للراهبات الأنطونيات في زحلة الأم جيروم صخر، رئيسة معهد يسوع الملك للراهبات الشويريات الأم اميل جوزف الحاج شاهين والمهتمين بالشأن الصحي.
بعد النشيدين الوطنيين اللبناني والأسترالي، تلا المطران رباط صلاة تبريك المياه وقام المطران درويش برش اللوحة التذكارية وارجاء المكان بالماء المقدس. وكانت كلمة ترحيب من عريف الإحتفال، رئيس غرفة التجارة اللبنانية – الأسترالية مايكل رزق، الذي شرح مراحل الاتفاق مع مجموعة Team 5 الأسترالية، ومما قال " انه لشرف عظيم وامتياز لي ان أكون بينكم اليوم لنشهد سوياً على اطلاق ثلاثة مشاريع صحيّة رائدة في هذه المدينة الجميلة زحلة. انطلقت فكرة المشروع منذ ثلاث سنوات خلال زيارة المطران درويش الى استراليا حيث عقدنا الإجتماع الأول مع مدير المجموعة السيد جون فوكابولوس، الذي حضر الى لبنان منذ ثمانية اشهر ولا يزال لمتابعة المشروع عن كثب. كما تعلمون، يجب على المرء ان يكون مؤمناً في مثل هذه المشاريع، ولولا المتابعة اليومية والحثيثة من سيادة المطران درويش لما كانت هذه المشاريع ابصرت النور.
بمعزل عن استفادة مدينة زحلة ولبنان والمنطقة منها، فان هذه المشاريع تشكل أولى مشاريع الإستثمار الأسترالية في لبنان وما سيأتي بعدها. ان معايير الصحة ألأسترالية هي واحدة من اعلى المستويات في العالم، وليس لدينا شك في ان هذه المشاريع ستساهم في رفع مستوى النظام الصحي في لبنان . واليوم بالذات تلقيت اتصالاً من الطبيب الرائد في معالجة مرض السرطان الدكتور فيليب سالم ابدى فيه تأييده لفكرة إقامة المستشفى واستعداده لتقيد العدم اللازم"
الكلمة الثانية كانتلرئيس المجلس التشريعي في ولاية نيو ساوث ويلز جون عجاقة، اكد فيها "أهمية بناء المستشفى ومعالجة هذا المرض المزمن، مشيدا بالعلاقات اللبنانية - الاسترالية التي أثمرت في بناء هذا المستشفى في خطوة هي على الطريق الصحيح"، مشيرا الى أن والده قد قضى بهذا المرض العضال.
مدير مجموعة TEAM 5 السيد جون فوكابولوس القى كلمة تحدث فيها عن استرتيجية المجموعة فقال :
" اهلاً بكم في حفل وضع حجر الأساس للمستشفى الأفضل لمعالجة الأورام السرطانية في المنطقة. ان فريقTEAM 5 للرعاية الصحية وجد لخدمة المرضى، ونحن مع شركائنا الكبار ( سيمنز، جنرال الكتريك، توشيبا،مينهاردت، وغيرها) استثمرنا في مجال المعدات الفنية واستعنا بألمع العقول لتقديم الرعاية الصحية المثلى لما اصبح يعرف اليوم بمشكلة الشرق الأوسط وهو التمدد الوبائي للأمراض. مأساة المرض انه يأخذ كاملة قدرة الناس على العمل في مجتمعهم . في مهمتنا نحاول مساعدتكم على البقاء في صحة جيدة سواء كان ذلك من خلال الوقاية او التشخيص المبكر والعلاج ، وفي تقديم افضل العلاجات الصحية لكم. نحن نؤيد الإبتكار والإستثمار في احدث التقنيات، وتوقيع البروتوكولات ودعم التعلم المستمر والبحث العلمي، لنحسّن انفسنا ومعايير الرعاية والنتائج السريرية. "
وأضاف " تشكل ألأمراض غير السارية في لبنان تحدياً كبيراً للتنمية الاقتصادية والإجتماعية والرفاهية، ومثال على ذلك ، كل عام هناك اكثر من 7500 حالة جديدة للأورام في لبنان يتوفر لها فقط 216 سريراً في المستشفيات، ومن اجل مكافحة هذا التهديد، يلزماجراء فحوصات للفئات المعرضة للخطر. "
وتابع " بالإضافة الى بناء المستشفى سنقوم ببناء اول منشأة شاملة لتصنيع المستحضرات الصيدلانية البيولوجية في المنطقة، وهذا سوف يسمح لنا انتاج الأدوية المعقدة واللقاحات وهذا سوف يؤثر ايجاباً على مجموعة كاملة من امراض السرطان. سنقوم ايضاً في نفس الموقع بتصنيع السوائل الصيدلانية التي من شأنها ان توفي مجموعة كاملة من الأمصال العادية الى الأدوية المضادة للإلتهاب ، وادوية غسيل الكلى والمتممات الغذائية . نحن نستثمر في التطوير الشخصي والمهني لموظفينا بحيث يكون لديهم المهارات والموارد والمواقف لتوفير الرعاية الإستثنائية وتحقيق القدرات للوصول الى طليعة العلوم الطبية."
وعرض فيلم وثائقي عن اقسام المستشفى ومراحل تنفيذه.
وزير الإعلام ملحم رياشي حيّا المطران درويش والقييمين على المشروع وقال :
" من فكر ببناء سور الصين العظيم كان يفكر أن بناء السور سيمنع اجتياحه، وبعد بنائه تم اجتياح الصين مرتين، وكان الاجتياح سهلا جدا، ودخل المغول لانهم كانوا يرشون الحارس، كان هؤلاء يعملون على بناء الحجر ونسوا بناء البشر".
وأضاف: "تحية كبيرة لهذه الكنيسة المشرقية التي يرعاها المطران عصام يوحنا درويش الذي يسعى لبناء الحجر والبشر في آن معا، لان الأساس من زحلة من أرض سعيد عقل ارض العظماء، أن يكون الحجر قرب البشر ولا مرة الحجر بنى البشر، من زحلة انا اليوم فخور جدا بوضع اسمي على هذه اللوحة، وخجول ايضا لانها من حق زميلي الرئيس غسان حاصباني الذي لم يستطع ان يكون معنا اليوم، ولي ملء الشرف ان أمثله وأن أمثل نفسي وأنقل تحياته لكم، فهذه الكنيسة المشرقية العظيمة كنيسة الجسور والعبور، العبور من الفراغ الى ملء الزمان، من الصحارى الى الواحات، العبور من حضارة الموت الى حضارة الحياة. فهذه الكنيسة علمتنا أن نجمع ولا نفرق وأن لا نطرح او نقسم او نضرب. علمتنا أن نمد ايدينا الى السلام وأن نصنع المصالحات من اجل السلام ومن اجل لبنان".
وتابع:" نحن اليوم معكم في زحلة وبعد خمس او ست او سبع سنوات، سنقف في نفس المكان ونجد هذا الصرح العظيم يعالج أخطر مرض للبشرية، وسيوفر هذا المستشفى ثلاثة آلاف فرصة عمل على ايدي لبنانيين واستراليين ودول مانحة مؤمنة بالانسان، قضيتها مثل قضيتنا، هي الانسان أي انسان، في أي مكان وزمان. وهذه القضية سنحملها معا سندافع عنها سنسعى لاتمامها لانها في عز الظلمة تضيء النور، وفي عز العتمة تجعلنا نحمل الشموع. سنقف حتى النهاية من اجل مشروع يضيء الشموع ويبسط النور".
الكلمة الأخيرة كانت للمطران درويش الذي قال :
" شكرا لكم جميعا أيها الحضور الكريم. إن وجودكم معنا في وضع حجر الأساس، لمشروع تل شيحا اللبناني الأسترالي للأورام السرطانية هو رسالة قوية لمجتمعنا وبرهانا قاطعا بأننا نعمل بصمت من أجلكم، ونحن على يقين بأن عملنا مع Team 5 أستراليا سيعزز صداقتنا وشراكتنا مع الجالية اللبنانية في أستراليا
في 14 أيلول عام 1906، وضع سلفي المثلث الرحمات المطران كيرلس المغبغب، الحجر الأساس لمستشفى تل شيحا وعند اندلاع الحرب العالمية الأولى توقف البناء، إلا أن اعتلى السدة الأسقفية المطران أفتيميوس يواكيم الذي أولى البناء عناية خاصة استثنائية. وقامت تل شيحا رسالة لجميع أبناء زحلة والبقاع."
وأضاف " اليوم وضعنا معكم الحجر الأساس لتل شيحا 2 مستشفى متخصص للأورام السرطانية، ولمشروع صناعة الطب الحيوي، على أرض الجمعية الخيرية الكاثوليكية، بشراكة مع مجموعة اقتصادية أسترالية آمنت مثلنا بأن رسالتنا في المجال الصحي يجب أن تتطور وتتخصص. وما حضوركم معنا على هذه الأكمة الزحلية إلا ترسيخا لإيماننا بأن زحلة النابضة بالحياة، تستحقُ أن تكونَ رائدةً في كافة المجالات، وبخاصة في المجال الصحي. على أمل أن نضع في السنة القادمة الحجر الأساس لتل شيحا 3 في الدامور بالتعاون مع جمعية الراهبات المخلصيات وتل شيحا 4 في شرق صيدا بالتعاون مع سيادة المطران ايلي حداد.
عندما كنتُ أناقش مع الأخوة في استراليا مشاريعنا الصحية وطموحاتنا، وأتداول معهم بأدق التفاصيل، كنت أعلم أن كثيرين سيعتبرون هذه المشاريع خيالية وربما من الفن الجنوني.
أذكر أن بولس الرسول توجه يوما إلى أهل كورنثوس وقال لهم: "ليتكم تحتملون جنوني قليلا"، احتملوني فإني اغار عليكم غيرة الله" (2كورنثوس11/2).
إن الحياة كلَّها مغامرة في إثر مغامرة. وإذا كان في قلوبنا التحدي، الإنجازُ شيءٌ من المغامرة، فإننا سنُعقلنُ تفاصيلَها بالعلمِ والإرادة واستمطار النعمة الإلهية."
وختم درويش " هكذا هي الحياة، فالمشاريع التي قمنا بها حتى الآن، إن في لبنان أو في أستراليا، كانت بدايتها ضربا من الخيال وصارت حقيقة. ومشروع اليوم يحمل أيضا في طياته لونا جميلا من أحلامنا. فكيف يُعقل أن تستثمرَ مؤسسة أسترالية مشاريعَ بمبالغ طائلة في هذا الوقت الذي نشهد فيه نزاعاتٍ وتطرفًا وحروبًا لم نشهدها من قبل.
وحده الإيمان يُعزز قناعاتِنا ويجعلُ المستحيلَ ملموسا، وبه نصيرُ قادرين على إعطاء دليلٍ لما عندنا من الرجاء."

وبعد انتهاء الحفل انتقل الحضور الى فندق قادري الكبير حيث أقيم كوكتيل للمناسبة.  

  • شارك الخبر