hit counter script

الحدث - ملاك عقيل

أخصام "حزب الله" يتفرّجون بصمت على معركة الجرود

الإثنين ١٥ تموز ٢٠١٧ - 06:09

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

طويت صفحة ما قبل معركة جرود عرسال وفتح "كتاب" ما بعدها. منطقة عمليات "حزب الله" مفصولة تماما عن عمل الجيش خلف الحدود اللبنانية لجهة الدفاع عن مراكزه وتأمين أمن قاطني المخيمات وأبناء عرسال والبلد برمّته خصوصا أنه منذ لحظة الاعلان الرسمي من جانب الحزب عن انطلاق العمليات بدأت المخاوف تتزايد من إمكانية حصول عمليات انتقامية في الداخل على شكل عمليات إرهابية الأمر الذي استدعى استنفارا أمنيا في كافة مناطق "حزب الله" فيما رفعت جهوزية الجيش الى حدّها الأقصى وأعلن الاستنفار بين عناصره. مسارات الفصل واضحة إلا لدى من يصرّ على التشويش وقلب المعطيات. اما نتائج معارك الجرود بعد ثلاثة أيام على بدئها فأكثر من مرضية. وكأن الانتصار تمّ لكن من دون الاعلان عنه. 

وبدا اجتماع مجلس الامن المركزي منذ اليوم لبدء العمليات العسكرية في الجرود الشرقية تحصيل حاصل وقد تركّز بشكل أساسي على مواجهة التداعيات الأمنية والعسكرية والانسانية للمواجهات الضارية على الحدود. الجيش من جهته يتصرّف وفق "خارطة طريق" وضعها منذ ما قبل إعلان ساعة الصفر للمعركة على طول السلسلة الشرقية وخطها الأحمر الأول منع أي تسلّل للمسلحين الهاربين الى مخيمات النازحين السوريين خصوصا تلك القريبة من مناطق الاشتباكات وبالتالي منع توريط المخيمات في مواجهات يريد المحرّضون عليها ايقاع الجيش في فخها. ويتّخذ الجيش أيضا ما يكفي من الاحتياطات لمنع حصول اعمال عدائية من المخيمات باتجاه مراكزه، وهذا يفسّر إحدى منافع العمليات الاستباقية التي كان يقوم بها في مناطق المخيمات سابقا بغية حماية ظهره والتي استمرت خلال عملية تحرير الجرود.
في السياسة أتت معركة الجرود ونتائجها الايجابية المتسارعة، وبعد أسابيع قليلة على إنجازين أساسيين للجيش داخل مخيميّ القارية والنور ثم داخل بلدة عرسال، وسط مناخ تهدئة سياسية مدروس ومقرّر سلفا. ثمّة قوى سياسية "معادية" للحزب تكتفي بصمت بمتابعة مجريات معارك الجرود حيث الكلمة الفصل لـ "حزب الله" من دون أن تشغّل سيمفونية "السيادة والاستقلال". سعد الحريري نفسه غادر لبنان في اليوم الأول لـ "التحرير" من دون أن يصدر أي موقف يستهدف الحزب، فيما انشغل حليفه سمير جعجع في اليوم الاول للمعركة بترتيبات زواج الوزير ملحم الرياشي في معراب. أما بيان "تيار المستقبل" فبدا خارج الموضوع والسياق وتكملة لشعارات ممجوجة لا تتناسب مع دقة وخطورة التطورات على الحدود. واقعية معظم القوى السياسية فرضتها ظروف الأمر الواقع الى حدّ تسليم جزء من هذا الفريق بعدم جدوى السير عكس سير الأحداث وتطوّرها الذي لن يكون سوى لصالح المقاومة والجيش السوري، وفي المقلب اللبناني إنجاز إضافي للجيش في منع استباحة الحدود وحماية مواقعه وفي مرحلة لاحقة الإمساك بمناطق متقدمة وجعلها تحت سيطرته تماما.
في السياسة أيضا، لم يكن مجرّد صدفة الضغط الهائل الذي مارسته القوى السياسية على نفسها من أجل بتّ ثلاثة استحقاقات أساسية: قانون الانتخاب، سلسلة الرتب والرواتب، وقريبا الموازنة، وبينهم تعيينات شاملة بدأت بالسلك الديبلوماسي والحبل على الجرار. ومع ان مطلعين على خفايا معركة الجرود يجزمون بأنها لن تكون معركة استنزاف وسقفها الاقصى نحو أسبوعين، إلا أن الداخل يتحسّب لكل الاحتمالات فبدت "الرشاقة" في جلسات مجلس النواب ثم مجلس الوزراء قبل أيام متناغمة مع المعلومات التي وصلت للمراجع العليا بقرب بدء ساعة الصفر للمعركة الذي سيكون صعبا معرفة توقيت نهايتها.
وباستثناء الهاجس الأمني، فإن قطار الاستحقاقات السياسية سيكمّل طريقه وفق المطلوب. الرئيس سعد الحريري حزم حقائبه وغادر الى واشنطن مع فريقه الوزاري على وقع هدير "معركة الجرود"، فيما يتوقّع ان يصل قائد الجيش العماد جوزف عون في 12 آب المقبل الى الولايات المتحدة حاملا ورقة الجرود اللبنانية- السورية "النظيفة" الخالية من التنظيمات الارهابية.
الاستعدادات للانتخابات النيابية في أيار قائمة على قدم وساق وكأن لا معارك على الحدود، لكن يبدو أن شظايا مواجهات السلسلة الشرقية قد تصيب الانتخابات الفرعية من بوابة طرابلس التي قد تكون معنية أكثر من غيرها بما يدور من معارك على طول السلسلة الشرقية. وبالتالي، قد تحضر الحجة الامنية لتبرير عدم حصول انتخابات في كسروان وطرابلس، سيما وأن كل جهد الأجهزة الامنية والتنسيق بينها ينصبّ حاليا على مكافحة الارهاب وقد ارتفعت وتيرته الان بعد إنطلاق العمليات العسكرية في جرود عرسال وفليطا.
 

  • شارك الخبر