hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

هذه اسباب تقدم حزب الله السريع وتقهقر المسلحين

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٧ - 07:24

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

أيا تكن المعطيات المعلنة وغير المعلنة لوقائع المعركة التي انطلقت في جرود عرسال، فإنها تقاطعت على الأقل عند تطور مهم في مسار آخذ بالخطورة عسكريا وأمنيا من زاوية تمدد التصعيد السوري على الجبهة الشرقية للحدود اللبنانية. واذا كان لبنان يبقى عمليا بعيدا من الانخراط الميداني في المعركة التي يتولاها حزب الله والجيش السوري، مكتفيا بإحكام الجيش، من خلال اجراءاته، الفصل بين بلدة عرسال والمنطقة الجردية، وتاليا سد المنافذ على المسلحين القابعين فيها ومنع تسللهم الى الداخل هربا من نار المعركة، فإن الاهم بالنسبة الى لبنان يبقى في حصر الاولوية بحماية الحدود من التداعيات السلبية للمعركة التي يبحث فيها الاطراف عن انتصارات اقليمية.
فلليوم الثاني على التوالي تتابع القيادات العسكرية اللبنانية وقائع المعارك الجارية في جرود السلسلة الشرقية من الجانب اللبناني من الحدود، من غرف العمليات المركزية في اليرزة عبر الشاشة الكبيرة التي تنقل عبرها الطائرات من دون طيار وطائرات السيسنا على مدار الساعة وقائع ما يجري على الارض، مع دخول الجيش اللبناني على خط المعارك ومع صده محاولات تقدم باتجاه مواقعه وتعامله معها بالاسلحة المناسبة، موقعا خسائر بشرية ومادية بالمسلحين، فضلا عن قصفه لتجمعاتهم التي يشتبه في انها تحضر لعمليات تسلل باتجاه مواقع الجيش، فيما شهد الحاجز المخصص لدخول النازحين من مخيمات الجرود الى عرسال، عند وادي حميد، تجمعا لبعض السيارات التي نساءً واطفالاً.
تقدم حزب الله في الجرود، رغم الخسائر البشرية، وواكب باستمرار الجيش اللبناني بفرض طوق حول البلدة للتصدي لاي تسلل في اتجاهها، حيث نفذت مدفعيته البعيدة المدى قصفا مركزا لمعبر الزمراني الذي يربط الاراضي اللبنانية بالسورية ويؤدي الى الجرود، اضافة الى استهداف مجموعات من المسلّحين في وادي الزعرور وجنوب وادي الخيل ووادي الدم ومحلة صفا اللزاب، ادى الى شل تحرك المسلحين وثنيهم عن محاولات التقدم باتجاه مواقعه وانحسار الوضع ببعض عمليات التسلل «غير الجدية»، في مقابل متابعة الاجراءات المتخذة لتدارك التداعيات الانسانية للاشتباكات المسلحة الدائرة في منطقة جرود عرسال، بمواكبة من السلطة السياسية.
مصادر وثيقة الارتباط بمجريات المعركة الجارية ارجعت سرعة تقدم وحدات حزب الله على المحورين الجنوبي والشرقي الى مجموعة من العوامل الميدانية ايرزها:
-الخطة المحكمة الموضوعة من قبل القيادة العسكرية لحزب الله، والتي جاءت مبنية على معطيات استخباراتية واستطلاعية دقيقة بعد مسح كامل لمنطق الجرود وتحديد مواقع تمركز وانتشار المسلحين.
- احكام الحزب بالنار للمسالك التي تسلكها آليات المسلحين نتيجة لدخول عامل «سلاح الجو» على الخط، سواء السوري الذي ينفذ غارات لمصلحة وحدات الحزب المتقدمة، او الطائلرات من دون طيار، ما جعل رقعة العمليات مكشوفة بالكامل امام القوات المهاجمة.
- تنفيذ خطة الهجوم الموضوعة بدقة، اذ لم يتم الانتقال الى المرحلة الثانية الا بعد اتمام المرحلة الاولى وظيفتها بالكامل، وهي التي كان الدور الاساسي فيها لسلاح الجو السوري الذي استهدف الكهوف ومخازن الاسلحة.
- نوعية الاسلحة المستخدمة في المعركة وبخاصة الاسلحة المباشرة الثقيلة من صواريخ مضادة للآليات ومدافع ميدان مباشرة محمولة من عيار 130 قادرة على تدمير التحصينات.
- الوهن والانقسام الذي اصاب المجموعات المسلحة والذي ترجم في عمليات الاستسلام وطلب فتح خطوط التفاوض من جديد عقب كل موجة قتال، وفي هذا المجال فقد أدت الايام السابقة دورا اساسيا في انهاك المسلحين.
- فشل رهان المسلحين على انهاك القوات المهاجمة، اذ من المعلوم ان قوات الرضوان انتشرت منذ حوالى الاسبوع على طول الجبهة، وبحسب الاعراف العسكرية فانه من الصعب ابقاء القوات الخاصة بحال جهوز لفترة طويلة دون تحريكها، وهو ما استطاع حزب الله انجازه من خلال المواءمة بين حالة الجهوزية والراحة للقوات المهاجمة، نتيجة تحديد قيادة المعركة لساعة الصفر بدقة منذ اليوم الاول وبالتالي رفع حالة جهوزية القوات المنتشرة تدريجيا لتبلغ الذروة مع ساعة الصفر.
- المعنويات المرتفعة التي تتحلى بها القوات المهاجمة.
- نجاح قوات الرضوان في فصل مناطق انتشار جبهة فتح الشام عن مناطق انتشار داعش، وهو ما يفسر امتناع مسلحي الدولة الاسلامية عن المشاركة في القتال حتى الساحة وانحصار القتال برقعة جغرافية لا تتعدى الـ 70 كلم مربع. ومن المعلوم ان هدف العملية الحالية انهاء وجود فتح الشام في الجرود اللبنانية.
- نجاح خطة الجيش بالتعاون مع بلدية عرسال وشخصياتها في تحييد مخيمات الجبهة «الداخلية» وشل قدرتها على اي تحرك، نتيجة الاجراءات المشددة المتخذة بعد نجاح العمليات الاستباقية المتتالية التي نفذت في المنطقة.
الى ذلك اشارت اوساط متابعة الى ان كل الكلام عن مشاركة ضباط ارتباط من الجيش في غرفة عمليات حزب الله او العكس هو امر غير صحيح، وان التنسيق الوحيد الموجود هو على الصعيد الامني وعلى صعيد الوحدات المنتشرة على الجبهة في حال وصول قوات حزب الله الى مناطق مواجهة لمواقع الجيش، وذلك وفقا لمقتضيات المعركة، نافية مشاركة مدفعية الجيش في المعركة الى جانب حزب الله، ذلك ان الاخير يعاني من تخمة في قوته النارية والصاروخية، من هنا فإن قصف الجيش المتقطع يستهدف مجموعات مسلحة يشك في تحضيرها للتسلل باتجاه مواقعه، وهي بعيدة نسبيا عن مناطق الاشتباك، علما انه في بعض الحالات تم التعامل مع عمليات التسلل باستخدام الاسلحة من عيار 12ز7 و23 ملم دون استخدام المدفعية.
اذا كان الاعتقاد السائد بأن معركة «الامام الصادق» قد تحسم خلال ايام قليلة، فقد أظهرت المعطيات الميدانية انها قد تحتاج ربما الى اسابيع في ضوء المقاومة الشرسة التي يبديها مسلحو النصرة ووسط معلومات عن امكان مساندتها من سائر الفصائل والتنظيمات المسلحة المنتشرة في الجرود، «عندما يبدأ الجد» مع اقتراب الهجوم من المواقع الاستراتيجية،في معركة يصر الطرفان على خوضها حتى النهاية اقله حتى الساعة.

(ميشال نصر- الديار)

  • شارك الخبر