hit counter script

أخبار محليّة

تحريك ملف العقوبات بالتزامن مع زيارة الوفد اللبناني الى واشنطن

الأحد ١٥ تموز ٢٠١٧ - 07:18

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

يخوض حزب الله معركة اطلق عليها معركة «الإمام الصادق» لتحرير الجرود من ارهابيي النصرة وداعش، هذه المعركة التي تعتبر نهاية المعارك لتحرير الجرود بالنسبة الى لبنان من الارهاب لاقت تأييداً لبنانياً وتلاق حول حزب الله لكنها لم تحجب بعض الاصوات ومنها تيار المستقبل الذي رفض اعطاء شرعية لقتال حزب الله في الجرود معتبراً ان حصرية حماية اهالي عرسال تقع حصراً على الدولة اللبنانية، وهذا الموقف الذي تعتبره اوساط سياسية في غير الخط السياسي للمستقبل، موقفاً عادياً لا يمكن ان يصدر موقفاً مغايراً له من المستقبل لاعتبارات تتصل بالموقف الايديولوجي والسياسي للمستقبل الذي لا يزال رغم المصالحة السياسية يعيش المرحلة التي سبقت التسوية السياسية في الموضوع المتعلق بحزب الله والشق المعني بمشاركته بالحرب السورية لكن الموقف يأتي عشية زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن، هذه الزيارة التي تعول عليها الاوساط خصوصاً انها تأتي في مرحلة ساخنة لبنانياً وفي المنطقة.
هي المرة الاولى التي يزور فيها الحريري الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب، وهي زيارة تستحضر المشهد السابق الذي اعقب خروج الحريري من السلطة، عندما دخل رئيس الحكومة الى البيت الأبيض «دولة الرئيس» ليخرج حاملاً لقب الرئيس السابق للحكومة» وهي تتزامن مع معركة الجرود وبعد العملية الاستباقية التي نفذها الجيش في مخيمات النازحين وتوقيف ارهابيين، ومع انتهاء اسطورة داعش في الموصل والانتصارات التي حققها الجيش السوري وحزب الله في سوريا، ومعالم المتغيرات في المنطقة.
الارهاب والنازحون السوريون وملف العقوبات الاميركية على حزب الله والمساعدات الأميركية للجيش هي مواضيع الساعة وستشكل جوهر ومحوراً اساسياً في محادثات رئيس الحكومة. اما موضوع المساعدات الأميركية فهو الاسهل والاكثر مرونة من الملفات الأخرى اذ ان لا مشكلة بل ثمة تعاون حقيقي بين الأميركيين والجيش خصوصاً بعد الانجازات النوعية للمؤسسة العسكرية في محاربة الارهاب وتفكيك الشبكات الارهابية التي يتابعها الأميركيون بدقة واهتمام، خصوصاً ان القضاء على الارهاب يعتبر أولوية للادارة الاميركية الجديدة التي تتطلع من ضمن اولوياتها الى الاستقرار الأمني الدائم في لبنان .
مسألة العقوبات الاميركية على حزب الله هي النقطة الساخنة وفق الاوساط فبالأمس قدم اعضاء في الكونغرس اقتراح قانون لفرض عقوبات جديدة على حزب الله ويتضمن المشروع زيادة القيود على قدراته لجمع الاموال والضغط على البنوك التي تتعامل معه، هذا الاقتراح وفق اوساط لا يقدم ولا يؤخر فالادارة الاميركية الجديدة لم تقرر بعد سياستها الجديدة في لبنان والمنطقة، وثمة توجه لحوار جدي في المنطقة مع روسيا ولعقد اتفاقيات ثنائية، اما ملف العقوبات الاميركية فهو دائماً محفوظ بالادراج الاميركية ومصلت على رقاب المقاومة والنظرة الاميركية الى حزب الله كمنظمة ارهابية لم تتبدل لكن الملف يطفو ويغرق حسب اللزوم ويتم تحريكه تبعاً للمزاج الاميركي، بدون شك فان الزيارة سوف تقوم بعملية فرز واضح وفصل بين العقوبات على حزب الله والدولة اللبنانية والقطاع المصرفي، وباعتراف الجميع فان حزب الله يضطلع اليوم بدور اساسي في المنطقة سواء في سوريا او على الحدود اللبنانية السورية في قتال التكفيريين والدواعش خصوصاً ان الاميركيين يخشون تسلل داعش الى مناطقهم وتعاظم الاخطبوط الارهابي الى درجة يصعب لجمه والسيطرة عليه.
وفي كل الاحوال فان زيارة الحريري والى جانبه وزير الدفاع يعقوب الصراف ووزير الخارجية جبران باسيل لن تكون وسط معركة الجرود الا في سياق السياسة الدفاعية عن حزب الله بمعزل عن بيان تيار المسقبل، فرئيس الحكومة الذي ارتضى التسوية لمصلحة البلد ولحسابات سياسية خاصة به ايضاً لا يريد ان يخطو خطوات ناقصة مع حزب الله في هذه المرحلة التي يخوض فيها حزب الله اقسى معاركه الارهابية للقضاء على داعش والنصرة واراحة الجو اللبناني من خطر الارهاب، وخصوصاً ان رئيس الحكومة سيكون محاطا بالزيارة بوزير الدفاع وقائد الجيش وحاكم مصرف لبنان وقيادة الجيش بانجازاته وحاكمية المصرف المركزي يحظيان بثقة مطلقة من المجتمع الدولي، وبالتالي فان ما سيقوله الوفد اللبناني في الزيارة الى واشنطن سيأتي مكملا لزيارات الموفدين النواب والمصرفيين وما نقله رئيس الحكومة ووزير الخارجية الى واشنطن في الزيارات التي سبقت الزيارة المقررة، بان العودة الى التلويح بالعقوبات او توسيعها ليس في توقيته الصحيح ولا يصب في مصلحة لبنان والاستقرار النقدي والأمني فيه، وحيث يعول الوفد الزائر على ان الحرب التي يخوضها حزب الله ضد داعش والتصرة هي عامل مريح للاميركيين وخصوصاً ان عمليات الجيش اللبناني لضرب الارهاب غالباً ما تحظى بتأييد وتنويه الاميركيين، كما ان ثمة تلاقياً اميركياً وسورياً ولبنانياً «حزب الله وجيشاً» لمحاربة الارهاب، وبالتالي فان توسيع العقوبات على حزب الله ليس في مكانه وتوقيته الصحيح.
اما ملف النازحين السوريين فان التمنيات اللبنانية وفق الاوساط بأن يطرح الحريري ترحيل النازحين الى مناطق آمنة بالاتفاق مع الدول المعنية من دون استثناء اي فريق سياسي معني بالعودة وحتى النظام السوري، ولا شك في أن رئيس الحكومة سوف يستعرض الموقف اللبناني والمعاناة او النزف الذي يسببه ملف النزوح في الخاصرة اللبنانية بتفاصيله في لقاءاته مع المسؤولين الاميركيين.
بدون شك فان زيارة رئيس الحكومة الى واشنطن ستشكل وفق التوقعات علامة فارقة، فالحريري يذهب محاطا بوزراء حزب الله مما يعني ان الحريري اليوم مختلف عن المرحلة السياسية السابقة. وعليه، يمكن توقع نتائج الزيارة وفق الاوساط على الشكل الآتي : مزيد من الدعم للمؤسسة العسكرية والاجهزة الامنية على أدائها في مواجهة الارهاب وربما رفع مستوى المساعدات الاميركية الى لبنان ، مطالبة رئيس الحكومة بمساعدة الادارة الاميركية بإيجاد حلول لملف النازحين بترحيلهم الى مناطق آمنة . اما ملف العقوبات فان تحرك مجموعة من الكونغرس بهدف الضغط وبالتزامن مع زيارة رئيس الحكومة والوفد الوزاري والقيادي لليرزة ومصرف لبنان المعنيين بالملف الامني والمالي للدولة لا يعني ان الادارة الاميركية الجديدة سوف ترضخ لضغوطات المجموعات الضاغطة في الكونغرس، فالادارة الاميركية تتطلع الى استقرار لبنان في اولوياتها بحيث لا يعود مصنفاً ضمن الدوائر الساخنة في المنطقة والملتهبة حالياً.  

(لبتسام شديد- الديار)

  • شارك الخبر