كرم قائد الجيش العماد جوزاف عون ممثلا بالعميد الركن وليد السيد، أطفال شهداء الجيش الذين سقطوا في معارك مخيم نهر البارد، بحفل اقامتة "الجمعية اللبنانية لاسعاد الطفولة" وتجمع " Akkar press"، وشارك فيه رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة" كلودين عون روكز، رئيسة "الجمعية الوطنية اللبنانية لإسعاد الطفولة" الدكتورة نزيهة سعيد اليوسف ورؤساء اتحادات وبلديات وممثلو هيئات اجتماعية.

واستهل الحفل بوقفة في ساحة الشهداء في بلدة العبدة امام النصب التذكاري للشهداء، تزامنا مع عزف موسيقى الجيش "لحن الشهداء". ووضع أكاليل من الزهر على النصب التذكاري، كل من: ممثل قائد الجيش، محافظ عكار المحامي عماد اللبكي، العميد الركن المتقاعد شامل روكز، رئيسة "الهيئة الوطنية لشؤون المرأة" ونزيهة اليوسف، الدكتور وسام منصور، رئيس بلدية ببنين العبدة الدكتور كفاح الكسار والزميل منذر المرعبي .

بعدها انتقل المحتفلون إلى مطار الرئيس الشهيد رينيه معوض في القليعات، حيث غرسوا شجرة عربون وفاء لشهداء الجيش.

ثم بدأت فعاليات الاحتفال، الذي انضم إليه عقيلة الوزير معين المرعبي عزة عدرة، وسينتيا عقيلة النائب هادي حبيش، فاديا عقيلة النائب خضر حبيب، مسؤول مخابرات الجيش في حلبا العقيد ميلاد طعوم، قائد قاعدة القليعات الجوية المقدم برنار خشان، منسق تيار "العزم" في عكار الدكتور هيثم عزالدين، منسق التيار "الوطني الحر" انطوان عاصي، رئيس الجمعية "الحميدية الاسلامية" خالد الزعبي، رئيس "المؤسسة الوطنية للتفاعل الانساني والقيم" رئيس اتحاد بلديات ساحل ووسط القيطع احمد المير، رئيس اتحاد بلديات جرد القيطع عبد الاله زكريا، رؤساد بلديات: القليعات محمد خشفة، برج العرب عارف شخيدم، جديدة القيطع نافذ العمر، مشحا خالد الزعبي، عيون الغزلان علاء المرعبي، المحمرة عبد المنعم عثمان، رئيسة حملة "عكار لعيونك توحدنا" شادية الحسن، هيئات وجمعيات وعوائل واطفال شهداء الجيش.

استهل الاحتفال بالوقوف دقيقة صمت حدادا على ارواح الشهداء، ثم النشيد الوطني، ثم القى الزميل المرعبي كلمة نوه فيها ب"تضحيات الجيش"، مشيدا ب"البطولات التي يقدمها الجيش للذود عن الوطن"، موجها التحية إلى "قائد الجيش العماد جوزاف عون وإلى فخامة رئيس الجهورية العماد ميشال عون".

وأشاد ب"العاطفة التي لمسها من السيدة كلودين عون روكز اتجاه عكار واهلها وحرصها على المشاركة في هذا الحدث الوطني الوجداني والانساني".
ثم تحدثت رئيسة "الجمعية اللبنانية لاسعاد الطفولة"، فقالت: "من عكار مهد المحبة والجمال وخزان الجيش الابي، موطن الشعب الطيب، اعبر باسمي واسم اعضاء الجمعية اللبنانية لاسعاد الطفولة وجميع اللبنانين الاحرار عن فخرنا واعتزازنا بجيشنا الباسل وقائده المفدى جوزيف عون، لادارته الحكيمة والشجاعة، كما نؤكد جميعنا التضامن الكامل مع مؤسسة الجيش".

أضافت "أرحب بالسيدة كلودين عون التي تدعم المراة في كل الميادين وتشجعها، للمطالبة بحقوقها السياسية والاجتماعية التي ما زالت ضائعة. وبما ان المراة، ام، واهم ما تملكه هو اطفالها، يتوجب علينا جميعاالاهتمام بالطفولة، وجه المستقبل الواعد، التي تحتاج الى عناية فائقة، خاصة اطفال شهداء الجيش، الذين فقدوا اعز ما لديهم، وهو الاب، الذي كان يرعاهم ويحقق امنياتهم. بوركت الامهات اللواتي يعملن جاهدات لتامين مطالب هؤلاء الاطفال بشتى الوسائل الممكنة. ورحمة الله على شهداء الجيش، الذين ضحوا بارواحهم ذودا عن الوطن لاحلال السلام والامان في كل المناطق. فطوبى لمن رحلوا، هم بقوا ونحن الى فناء".

وتابعت "انتم جيش الشرف التضحية والوفاء، لكم مني ومن كل اللبنانين والاحرار كلمات من القلب عربون وفاء دائم لتضحياتكم النبيلة. خلدت حبك في قلبي وفي كبدي، يا واهب الروح، كي يحي بها بلدي، يا جيش لبنان، هذا الشعب انت له، اغلى من الروح، الاموال، والولد، خذها بطاقة حب صغتها دررا، يفنى الزمان ولا تفنى مدى الابد".

وأردفت "ايها الابطال، يا حماة الحرية وحصن الكرامة ودرع الاستقلال، قليل قليل ان نقبل عند خطاكم تراب الوطن المعطر بدماء الشهداء والابطال، وان نفرش لكم القلوب والاهداب وفاء واعتزازا، وانتم ترفعون راية لبنان خفاقة فوق جبين الشمس. جميل جميل ان نسطر فوق جبينكم العالي اكاليل المجد والغار، وانتم تسطرون اروع ملاحم البطولة وتفتدون باغلى الدماء، شعب لبنان العظيم ومجد ارزه الخالد، انتم صناع وحدتنا، امال امتنا، حراس عزتنا من كل عدوان. فتحية اكبار ومحبة لك يا جيشنا الغالي".
من جهتها، شكرت عون روكز "الجمعية اللبنانية لإسعاد الطفولة، ورئيستها الدكتورة نزيهة اليوسف، ولتجمع akkar press ومنذر المرعبي، على هذا النهار المميز الذي شعرت فيه انني في بيتي الثاني وبين أهلي".

وقالت: "أحبائي وأهلي في عكار: لحظة وقوفي اليوم أمام النصب التذكاري لشهداء جيشنا في معركة نهر البارد، عادت الصور الموجعة والذكريات الأليمة، مشاعر ومشاهد دائما في البال وفي القلب، مرحلة لا يمكن نسيانها، عشنا فيها قلقا وخوفا ووجعا كما عشنا فخرا واعتزازا، قلقنا وخفنا على أحباء يواجهون بصدورهم وحشا مجرما، وحزنا وبكينا على أبطال قدموا حياتهم للوطن، ولكننا ايضا افتخرنا كثيرا بصلابة جيشنا وبانتصاره، واستقبلناه بنثر الأرز والورود يوم عاد منتصرا".

وإذ أكدت أن "عكار يسميها اللبنانيون "خزان الجيش"، وهي فعليا كذلك، قدمت أولادها مقاتلين شجعان للدفاع عن الوطن، وقدمت ايضا الشهداء"، قالت: "لقد تعلمت من أبي منذ طفولتي حب هذه المنطقة، وهي مرتبطة بذاكرتي دائما، كرمزٍ للقوة والعنفوان والإطمئنان. إبن عكار كان دائما الى جانبنا، كان رمزا للأمان والحماية في طفولتنا، وأبدا لا ننساه. وفي ارض عكار اليوم غرست شجرة أرز، والأرزة ليست مجرد شجرة، هي جزء منا، من قلبنا، من تاريخنا، من وجداننا، وفي كل مرة أزرع فيها أرزة، أشعر انني أزرع وطنا، فهذه الشجرة لا تسقى فقط من الماء والثلج، هي تشرب من عرق أبطالنا ودمهم، لذلك هي خالدة لا تموت وتبقى متجذرة أبدا في تراب الوطن".

أضافت "أرزنا هو استمرارنا، مثل هؤلاء الأطفال الذين يقدمون لنا الفرح اليوم، فرحتي مضاعفة بوجودهم، هم زرعنا لمستقبل أجمل وأنظف، وكما يقول فخامةالرئيس دائما: "هم لبنان الآتي"، وإن شاء لله سيكون لبنان معهم أجمل".
ثم تحدث ممثل قائد الجيش العميد، فقال: "لقد كان من حسن الاختيار ان تبادروا مجددا في مناسبة عيد الجيش الى تكريم اطفال ابناء العسكريين، الذين استشهدوا في مخيم نهر البارد، التي خاضها الجيش ضد الارهاب خلال عام 2007".

وأكد أن "الجميع يدرك اهمية هذه المعركة المفصلية في تاريخ لبنان المعاصر. اولا لناحية الخطر الجسيم الذي كان يشكله ذلك التنظيم الارهابي على الشعب اللبناني، وجودا ودورا ورسالة. وثانيا لناحية الحجم الكبير للتضحيات، التي قدمها شهداؤنا الابطال للقضاء على هذا التنظيم قضاء كاملا لا لبس فيه. وثالثا لوقوف اهالي منطقة الشمال وكعادتهم صفا واحدا الى جانب الجيش، وتاكيدهم للقاصي والداني ان هذه المنطقة العزيزة، التي مثلت على الدوام نموذجا للوحدة الوطنية والعيش المشترك والتاخي بين مختلف اطيافها ومكوناتها، لا يمكن ان تكون في اي ظرف من الظروف، بيئة حاضنة للارهاب والاجرام ولكل من تسوله نفسه الخروج على القانون والمس بهيبة الجيش ودوره الوطني".

وختم ب"اسم قائد الجيش العماد جوزاف عون احيي افراد عائلات الشهداء والشخصيات الموجودة بيننا، واتوجه بالشكر لجمعية اسعاد الطفولة والاعلامي منذر المرعبي".

بعدها، قدمت اليوسف ومنصور والزميل المرعبي الدروع لممثل قائد الجيش وعون روكز،
ثم قدم الدكتور هياف هياف ياسين وابنه الطفل اشرف معزوفات موسيقية يصاحبها غناء على آلة السنطور والعود، كما قدمت الطفلة نجلاء حسام صبحة عرضا رياضيا في اللياقة البدنية، تلاها رقصة فلكلورية لاطفال "مجمع عكار للرعاية الاجتماعية" التابع لدار الايتام.

وفي الختام، تم تقديم الهدايا لاطفال شهداء الجيش عند مهبط طائرات الهيلوكبتر، تبعها مأدبة غداء في نادي الرتباء.