جال وزير البيئة طارق الخطيب على قرى وبلدات قضاء جبيل، يرافقه النواب: سيمون ابي رميا، وليد الخوري وعباس الهاشم، منسق قضاء جبيل في "التيار الوطني الحر" طوني ابي يونس، حيث اطلع على الحاجات والمشاريع البيئية في القضاء.

استهل الوزير الخطيب زيارته بلقاء في مكتب منسقية قضاء جبيل للتيار الوطني الحر في وسط المدينة، حيث كان في استقباله ابي يونس الذي القى كلمة رحب فيها بالوزير الخطيب، مثنيا على الدور الذي يقوم به في وزارة البيئة.

ثم زار الخطيب محطة تكرير المياه المبتذلة التي لم يبدأ العمل فيها منذ انشائها حتى اليوم.
بعد ذلك، زار الخطيب يرافقه ابي يونس منطقة ارز اهمج، حيث كان في استقبالهما النائب ابي رميا، في حضور نائبي القضاء الخوري وهاشم ورئيس البلدية ابي سمعان وفاعليات البلدة.

والقى ابي رميا كلمة ترحيبية باسمه وباسم نواب القضاء والتيار الوطني الحر وقال: "ان زيارتكم يا معالي الوزير هي زينة لقضاء جبيل، وسترى مناظر بيئية خلابة في هذا القضاء، ومسؤوليتنا الحفاظ عليها لكي نستطيع ان نورث اولادنا ليس فقط حسابات في المصارف انما بيئة سليمة يفتخرون بها في هذا الوطن. ولكن لسوء الحظ، هناك اياد بشرية ترتكب كوارث ومجازر بحق الطبيعة والبيئة، ونحن دعاة تغيير واصلاح والمحافظون على دولة القانون، ولذلك اتمنى عليكم، كل انسان يعتدي على البيئة خلافا للقوانين اللبنانية يجب اتخاذ اشد العقوبات بحقه طبقا للاصول، كما اتمنى ان تحمل بيدك غصن الزيتون والبيئة والطبيعة وفي اليد الثانية سيف العدالة من اجل الحفاظ على البيئة النموذجية في هذا القضاء وفي كل لبنان".
والقى ابي سمعان كلمة رحب فيها بالوزير الخطيب والوفد المرافق، متحدثا عن المشاريع التي تقوم بها جمعية ارز اهمج والبلدية وحملات التشجير من اجل خلق فرص عمل لابناء المنطقة.
والقى الوزير الخطيب كلمة تحدث فيها عن اهمية بلاد جبيل خصوصا على الصعيدين البيئي والطبيعي، مشيرا الى ان "جمالات هذا القضاء لا مثيل لها في لبنان". ونوه بالمشاريع البيئية التي تنفذ خصوصا لجهة ربط المناطق اللبنانية ببعضها البعض، مؤكدا ان "هذا ما نحن بحاجة اليه في هذه الايام".

واعرب عن سروره بموقع ارز اهمج، مشيرا الى ان "هذا يعكس الوجه الجميل جدا للبنان الذي مع الاسف لم نظهر الا الوجه السلبي لبيئتنا".

اضاف: "صحيح هناك آياد تخرب البيئة، ولكن هناك ايضا من يعمل لخدمة البيئة وتحصينها".

وختم: "المسؤولية كبيرة علي كوزير تجاه بلاد جبيل، لجهة تعزيز البيئة والعيش الواحد التي كانت بلاد جبيل مثالا للبنان في ذلك، ونحن اليوم بامس الحاجة لتعزيز العيش المشترك لحماية الوحدة الوطنية"، واعدا بالعمل على ايجاد المعالجات لمشاكل وحاجات المنطقة.

ثم جال الخطيب والحضور في ارجاء المحمية، وتم غرس ارزة. ولبى الدعوة الى فطور في ارز اهمج حيث كانت كلمات لكل من النائبين خوري وهاشم والقيادي في التيار الوطني الحر بسام الهاشم، اشادوا فيها بدور وعمل الوزير على الصعيد البيئي والوطني.
بعد ذلك، توجه الوزير الخطيب والوفد المرافق الى بلدة قرطبا، حيث كان في استقباله رئيس اتحاد بلديات القضاء ورئيس بلدية قرطبا فادي مرتينوس واعضاء المجلس البلدي والمخاتير وفاعليات البلدة.

والقى مرتينوس كلمة تحدث فيها عن المعاناة التي يواجهها الاتحاد في موضوع مكب حبالين للنفايات، مؤكدا ان "الاتحاد يتحمل التكاليف والمصاريف المادية كافة من دون اي مساعدة مالية من اي بلدية في قضاء جبيل".

واشار الى ان "مشكلة النفايات موجودة في كل انحاء البلد"، آملا التعاون لايجاد الحل المقبول لهذه المشكلة.

اضاف: "بلاد جبيل التي عانت الكثير بسبب حرمانها من الانماء المتوازن غير قادرة اليوم على ان تتحمل المزيد، لا سيما وان الشاحنات التي تنقل الرمول بحمولة زائدة تؤثر على الطرقات وتسبب انهيارات"، آملا ايجاد حل لهذا الموضوع.

ورد الوزير الخطيب بكلمة أكد فيها أن "ما يحصل من انتهاكات للبيئة في قضاء جبيل مرفوض، وأنا كوزير لا يمكن الا أن أكون الى جانبكم لوقف المجازر التي ترتكب بحق البيئة في القضاء".

وأشار الى القرارات التي اتخذتها الوزارة في هذا الشأن، وقال: "الموضوع اليوم بحاجة الى متابعة مع النيابة العامة البيئية، لذلك أناشد القوى الأمنية تطبيق القانون، فالذي لا يملك رخصة، يجب ايقاف العمل في المرملة التي يعمل بها، لذلك اتمنى على البلديات وعلى عناصر الشرطة أن تكون العين الساهرة الى جانب القوى الأمنية التي من واجبها تطبيق القانون".

ووعد "بمتابعة الشكوى التي تقدم بها الى المحامي العام البيئي وكل القرارات التي اتخذتها وزارة البيئة وآلية تنفيذها"، متمنيا أن "نتعاون جميعا كوزارة وبلديات ومجتمع مدني من أجل وضع حد لهذه الجرائم البيئية التي تحصل في المنطقة".

بعد ذلك، تفقد الوزير والوفد المرافق منطقة المرامل، واطلع على المجزرة البيئية القائمة.

وانتقل الخطيب والوفد المرافق الى أرز جاج، ثم لبى دعوة رئيس البلدية غابي عبود الى مأدبة غداء اقامها على شرفه في حضور ابي رميا وخوري، رئيس المجلس الدستوري الدكتور عصام سليمان، قائمقام جبيل نجوى سويدان فرح، مستشار وزير الطاقة والمياه جان جبران، ابي يونس وحشد من المدعوين.

وألقى وزير البيئة كلمة اعتبر فيها أنه "بين لبنان والجبل حكاية وطن وأصالة، وبين الجبل والبحر مسيرة شعب آمن بالحضارة فأعلى مداميكها، اما أرز لبنان الخالد فصار رمزا للصمود الاسطوري والحياة المتجددة، وكان عبر التاريخ سفينة الحرف والعلم والتجارة والانفتاح على العالم. فمن جبيل الشامخة المتجذرة في التاريخ والجغرافيا، العريقة ساحلا وجبلا، أتشرف بوقوفي بينكم وتمضية هذا النهار في ربوعها".

وقال: "وزارة البيئة تشجع العودة الى الطبيعة والجذور، شرط استغلال مواردها بطريقة صحيحة تحافظ على التوازن الطبيعي، وتحفظ استدامتها. والوزارة أخذت على عاتقها تحديد المواقع الطبيعية وتصنيفها للحفاظ على ما تبقى من إرث لبنان الطبيعي للاجيال القادمة، ومنها موقع في بلدة اهمج الجبيلية، كما ودعم المحميات الطبيعية سعيا منها الى الحفاظ على الموارد الطبيعية من جهة، وتأمين متطلبات هذه المحميات وتنفيذ مشاريع بيئية رائدة من جهة أخرى تعزز استمتاع الزائر بهذه المواقع من خلال أنشطة السياحة البيئية، وبنفس الوقت تدعم حاجات المجتمعات المحلية، لا سيما منها محمية أرز جاج، وذلك بتخصيص مساهمة مالية قدرت ب76 مليون ليرة لبنانية، ومحمية بنتاعل الطبيعية بمساهمة مالية ب82 مليون ليرة لبنانية".

أضاف: "إننا نرى في هذه الخطوة تعزيزا لرؤية وزارة البيئة وتوجهاتها الهادفة الى تحقيق التنمية البيئية المستدامة. إن البيئة هي معيار لصحة الانسان وسلامته، فالمحافظة على عناصرها، أي المياه والهواء والتربة والكائنات الحية، تضمن استمرارية الحياة واستدامة الموارد الطبيعية للاجيال المقبلة. اما الخلل في التوازن أو في أحد هذه العناصر، فينعكس سلبا على البيئة وعلى صحة الانسان في آن واحد".

وتابع: "ان الوزارة، وإنطلاقا من مسؤولياتها الوطنية، تعمل جاهدة من أجل التصدي لكل ما يلوث البيئة، عبر سلسلة تشريعات ومراسيم وقرارات، أخذت وتأخذ طريقها عبر المؤسسات المعنية، وهذه التشريعات تؤسس لعصر بيئي جديد في لبنان، وتضع آلية علمية للمعالجات. لكن السياسات البيئية وتطبيقها، ليس وقفا على وزارة البيئة أو حكرا عليها، إنما هي رؤية شاملة وقرار على مستوى القيادة. وضمن إطار تعزيز التعاون مع البلديات وتسليط الضوء على دورها في الحد من التدهور البيئي، أطلقنا منذ يومين الدليل العملي للبلديات الذي يشكل مرجعا فريدا من نوعه للمعلومات المتعلقة بالإدارة البيئية لمختلف القطاعات البيئية على المستوى المحلي، وخطوة أولى في برنامج متكامل يتطلب المتابعة المستمرة بغية استغلال الموارد الطبيعية بطريقة فعالة وتحسين أداء عمل البلديات البيئي".

وأردف: "انطلاقا من وعينا لمشكلة النفايات الصلبة وضرورة معالجتها بطريقة سليمة بيئيا وعلميا، فإن وزارة البيئة بصدد إعداد استراتيجية للإدارة المتكاملة للنفايات المنزلية الصلبة تعتبر خارطة طريق أساسية تنبثق عنها خطة تنفيذية شاملة متكاملة مفصلة لمعالجة النفايات، وفي الوقت نفسه تسعى الوزارة مع الجهات المعنية الى معالجة الملف المزمن لمشكلة المقالع والكسارات ومحافر الرمل لوقف الاستثمارات التي لا تسمح لها الانظمة المرعية الاجراء بالعمل".

وختم الخطيب: "ان المسؤولية تحتم علينا جميعا التعاون في سبيل معالجة أي مشكلة بيئية، بطريقة علمية وموضوعية، بما يحفظ بيئتنا ومؤسساتنا في آن واحد، وهنا لا يمكننا الا أن نتوجه بتحية تقدير الى جيشنا الساهر على امن اهلنا، وعلى كل حبة تراب من أرضنا، آملين أن نرى لبنان كله في المستقبل القريب، محمية طبيعية حضارية".

بدوره رحب عبود بالوزير والوفد المرافق واعتبر أن وزارة البيئة اليوم هي بمثابة الوزارة السيادية نظرا لدورها في الحفاظ على الثروات اللبنانية الطبيعية"، موجها "الشكر لفخامة الرئيس العماد ميشال عون على خياره الصائب في اختيار الوزير الخطيب على رأس وزارة حيوية ومهمة. وعندما زار فخامة الرئيس محمية أرز جاج أبدى اعجابه بالمكان، وبدأت عملية تحريج الجبل برعايته وصولا الى اقامة حديقة تحمل اسمه".

وكان الخطيب زار والوفد المرافق قد زارا ذاكرة عمشيت في ساحة الجيش في البلدة، حيث كان في استقباله رئيس البلدية الدكتور انطوان عيسى واعضاء المجلس البلدي ومنسق قضاء جبيل في "القوات اللبنانية" شربل ابي عقل، ثم زار بعد ذلك مكب حبالين للنفايات واطلع على سير العمل فيه في حضور مرتينوس ونائبه خالد صدقة ومختار البلدة مايكل أبي عاد.