hit counter script

الحدث - غاصب المختار

سقطت اوراق الابتزاز فبدأ تحرير الجرود

السبت ١٥ تموز ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بدأت معركة تحرير جرود السلسلة الشرقية للبنان من خطر المسلحين الارهابيين، على وقع ضغوط ومحاولات ابتزاز وحملات ممنهجة كانت تمارس على الدولة اللبنانية وعلى "حزب الله" والدولة السورية لمنع حصول المعركة، تارة بحجة امن المدنيين في بلدة عرسال، وطورا بذريعة الحفاظ على حياة المدنيين في بلدة عرسال وعلى حياة النازحين السوريين المقيمين في مخيمات المنطقة وحفظ استقرارهم الاجتماعي، واحيانا تحت حجة سوء معاملة النازحين، ما اضطر "حزب الله" الى إطالة امد التفاوض مع قيادات "جبهة النصرة" للاتفاق معها على الانسحاب من دون قتال الى الداخل السوري لا سيما منطقة ادلب.
لكن الابتزاز وصل ايضاً الى المفاوضات فرفضت قيادة "النصرة" الانسحاب إلا بشروط معظمها شخصي ومصلحي، وبعضها بطلب من القوى الاقليمية والدولية الراعية للمسلحين، بهدف إبقاء ابواب الضغط السياسي مفتوحة بالتزامن مع مفاوضات آستانة التي عقدت الشهر الماضي او مفاوضات جنيف التي ستعقد لاحقاً، وحيث سجل دخول بعض مؤسسات المجتمع الدولي على خط الضغط المعنوي ايضاَ انطلاقاً من مسألة إبقاء النازحين حيث هم.
  لكن اوراق الابتزاز هذه سقطت واحدة تلو الاخرى، أولاً عسكرياً بعد اتخاذ قرار وقف التفاوض، وثانياً بعد الموقف الرسمي اللبناني المؤيد لإجراءات الجيش التي يراها مناسبة لاستئصال الارهاب من حدود لبنان الشرقية، وحماية الحدود والمدنيين لا سيما اهالي بلدة عرسال والنازحين في جرودها. كما وسقطت ورقة إبقاء النازحين في مراكز تجمعهم بعد قرار الدولة اللبنانية بالعمل لدى المنظمات الدولية على اعادة من يرغب منهم، وحيث بدأت فعلا عودة المئات منهم الى عسال الورد، ولو انها توقفت قليلاً ومؤقتاَ بضغط من المسلحين عليهم وتهديد من ينوي العودة منهم، لأنهم يريدون بقاء النازحين المدنيين متاريس لهم تحميهم من اي عمل عسكري.
كذلك سقطت ورقة التحريض المذهبي والسياسي بعد الموقف الوطني الجامع من كل الاطراف السياسية، بضرورة تحرير المنطقة من سطوة الارهابيين، الذين عطلوا حياة اهالي عرسال فتضررت مواسمهم الزراعية وتوقفت عن العمل مقالع الصخور التي كانت اغلبية الاهالي تعتاش منها، وبعد موقف اغلبية الاهالي الداعم للشرعية اللبنانية والمطالب بإنهاء الحالات الشاذة التي ارّقت بلدتهم وسكانها.
وهكذا انفتحت المعركة ليل الاربعاء – الخميس بوابل من القصف المدفعي التمهيدي، والذي اعتبر بمثابة استطلاع بالنار لمراكز المسلحين وحجم ردهم وقدرتهم على المواجهة، لكن اثبتت الساعات الاولى من المعركة ان المسلحين في حالة انهيار شبه تامة، اولا نتيجة حجم الاستعداد العسكري للجيش السوري ولحزب الله، ونتيجة جهوزية الجيش اللبناني الذي تلقت وحداته المنتشرة في المنطقة تعليمات مشددة بعدم السماح بتسلل اي مسلح باتجاه القرى اللبنانية ومخيمات النازحين الواقعة تحت سيطرته.
وبحسب المصادر العسكرية المتابعة للعملية، فإنها تفترض الا تطول كثيراً، وقد تنتهي سريعاً اما باستسلام المسلحين واما بمقتل اغلبهم او بإعادة التفاوض جدياً على انسحابهم نحو ادلب. وفي كل هذه الحالات سيخرج لبنان واهله منتصرين على الارهاب في معركة حاسمة ونهائية هذه المرة.
 

  • شارك الخبر