hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

بلدية الميناء كرمت رئيس دير سيدة النجاة

الجمعة ١٥ تموز ٢٠١٧ - 12:13

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

كرم رئيس وأعضاء مجلس بلدية الميناء رئيس دير سيدة النجاة في الميناء ومدير المدرسة الأنطونية الأب شكري الخوري الأنطوني، في حفل اقيم في باحة القصر البلدي في الميناء، في حضور مفتي طرابلس والشمال الشيخ مالك الشعار، راعي أبرشية طرابلس المارونية المطران جورج بو جودة، راعي ابرشية طرابلس للروم الملكيين المطران إدوار ضاهر، رئيس بلدية الميناء عبد القادر علم الدين، وأعضاء المجلس البلدي، الرئيس العام للرهبنة الأنطونية المارونية الأباتي داوود رعيدي، أنطوان حبيب، رئيسة الصليب الأحمر في طرابلس سونية قمر، وحشد من الآباء الأنطونيين وممثلي الهيئات المحلية والتربوية والإجتماعية.

بعد كلمة تقديم من الدكتور جان توما نوه فيها "بالرعيل الأول الذي ثبت الميناء على خارطة الثقافة والعلم"، تحدث الأباتي رعيدي، مشيرا الى "إنشاء الدير منذ ما يقارب ال170 سنة وضم المدرسة منذ ما يقارب 70 سنة، حيث كان دير سيدة النجاة وما يزال نقطة لقاء مسكونية بين الطوائف المسيحية ومحورا مهما للعيش المشترك وللحوار بين المسيحيين والمسلمين ليس على مستوى الجدل اللاهوتي بل على صعيد الثقة المتبادلة والتي تجلت في إستئمان العائلات المسلمة تربية أجيالها لرهبانيتنا في مدرستنا سيدة النجاة".

وقال: "على الرغم من منطق "المحاور" الذي عم طرابلس لسنتين وأكثر، كان الأب شكري في الميناء يسهر على محور المحبة والإنماء"، لافتا الى انه كان "يجاهد ليبدأ ورشة التجديد والتغيير وكأن لمسات السلام والإنماء لا بد وأن تخرج من هذه المنارة المتواضعة".

وتناول دور الأب شكري في ترميم الكنيسة وبناء المدرسة، وقال: "يمكننا اليوم أن نكتب تاريخ دير سيدة النجاة الميناء بروح الأب شكري وعطاءاته وإصراره وحضوره ولمساته على البشر والحجر". 

ثم ألقى المفتي الشعار كلمة قال فيها: "لم أتردد في أن أشارك في هذا اللقاء لا لأرد الجميل الى إخواني أصحاب السيادة، فما يقومون به جزء من أصالتهم وسعة فهمهم لما يحملون من قيم سماوية تتناول الإنسان أيا كان إنتماؤه وأيا كان مذهبه"، مؤكدا ان "قيمة الإنسان تتعالى وتتعاظم وتتنامى وتتمكن كلما كان أو كلما إتسع فيكم وإتسعت مداركه وعم عطاؤه وكانت ثقافته تتناول مستقبل الإنسان وحاضره فهي أعظم القيم الدينية وأعظم القيم السماوية التي ينبغي أن يترجمها واقعا وسلوكا وعملا رجال الدين الإسلامي والمسيحي".

وشدد على العناية بالإنسان وبمستقبله وبصياغته الثقافية والفكرية والعلمية والحياتية، وقال: "الإنسان مكرم لذاته، وليس في إنتمائه المناطقي والوطني والمذهبي أو الديني، هذا الإنسان هو قاسم مشترك في إهتماماتنا وفي رسالاتنا السماوية كلها وبدون إستثناء وهو من القاسم المشترك الذي كثيرا ما يدعونا للإجتماع والتشاور واتخاذ الموقف بيننا وبين أصحاب السيادة المكرمين بداية والمكرمين في حضورهم لواحد من إخواننا عنيت به الأب شكري".

واضاف: "قيمتك سيادة الأب أنك كنت إنسانا بكل ما تحمل الكلمة من معنى وأنت تقوم بتأدية رسالة ترتكز على قيم إنسانية، رسالات السماء، إنما جاءت لتحقيق الخير والمنفعة ولتحقيق المصلحة للإنسان"، مؤكدا "التعاون المستمر من أجل خدمة مجتمعنا وإنساننا بغض النظر عن إنتمائه المذهبي أو الطائفي".

وختم: "يعيش اللبنانيون في الشمال عموما وفي طرابلس بصورة خاصة حالة من الهدوء الفكري والإستقرار المجتمعي لأن النفوس تقاربت ولأن بعد المسافات قد إنتهى، ولأن مشاعر الرفض للآخر قد إنتهت، نعيش في مسيرة واحدة، مسيرة العطاء حتى نعطي وطننا وحتى نقوم بخدمة وطننا ومجتمعنا وإنساننا، هذا الكلام أقوله حقيقة وواقعا ولا أقوله أبدا إدعاء أو تزييفا أو مجاملة أو رأفة، مسيرة العطاء مسيرة جماعية ينبغي أن نحتضن فيها كل أهل النبل وأهل الفكر وأهل الثقافة والرأي وأهل الحل والعقل حتى تكتمل المسيرة وتحقق غايتها ولتعطي ثمارها".

من جهته، اشار المطران بو جودة الى ان الأب شكري لم يكتف بعقد اللقاءات والندوات والمحاضرات بل تابع الحوار عمليا من خلال تعاطيه مع الجميع وتواجده ومشاركته في مختلف النشاطات التي كانت تحصل في مختلف المناسبات التي كانت تعيشها مدينة الميناء ومدينة طرابلس الفيحاء، فعمل بكد وجد على تجسيد هذا الحوار من خلال المدرسة التي إستقبل فيها التلاميذ والطلاب من جميع الشرائح الإجتماعية والإنتماءات الدينية عاملا على تدريبهم على العيش المشترك وعلى حوار الحياة اليومي مع بعضهم البعض".

وتابع: "كثيرون تساءلوا لماذا يقوم الأب شكري بذلك وقد أصبح عدد المسيحيين في المدينة ضئيلا ويقل عددهم يوما بعد يوم، لكن موقفه، ونحن نؤيده في ذلك كل التأييد بالتعاون والتعاضد مع ذوي النيات الطيبة وبصورة خاصة مع صاحب السماحة المفتي الشعار بأن الفيحاء تفقد صفتها المميزة التي عرفت بها منذ القدم بأنها مدينة العيش المشترك المميز بين المسيحيين والمسلمين، وبأنها إذا أصبحت ذات لون واحد فإنها تفقد هذه الميزة، فهي لا يجب ولا يحق لها على الإطلاق أن تكون قلعة لطائفة أو جماعة أو فئة معينة من الناس، بل هي ويجب أن تبقى قلعة للجميع وللعيش المشترك"،

وقال: "الأب شكري عمل ويعمل مع رهبنته على ترسيخ الوجود المسيحي في مختلف المناطق اللبنانية من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب والبقاع كي يبقى لبنان ويستمر ليس مجرد وطن كغيره من الأوطان بل يكون رسالة للشرق والغرب وللعالم أجمع، على ما قال البابا القديس يوحنا بولس الثاني".

وختم: "لعل لبنان يستعيد هذه الصفة بالرغم من كل المآسي التي تحصل في بلدان الشرق الأوسط المجاورة حيث يتعرض المسيحيون للتهجير والإضطهاد من قبل جماعات يدعون الإسلام والإسلام منهم براء، وحيث يعاني الإسلام فيها من تصرفاتهم مرات كثيرة كالمسيحيين، لا بل أكثر من ذلك مرات كثيرة. ألم يصل بهم الأمر إلى نسف المساجد وقتل المصلين فيها وإلى محاولة تفجير المسجد الحرام في قدس أقداس الإسلام في مكة المكرمة منذ أسابيع". 

وألقى رئيس بلدية الميناء علم الدين كلمة قال فيها: "في هذه الأمسية نكرم من أعطى هذه المدينة من روحه ومن قلبه وعمل جاهدا على تطوير قدرات المدرسة الأنطونية، فبنى وعمر بتوجيه من الرهبنة الأنطونية المارونية العريقة في تاريخ الميناء وخدمة أبناء هذه المدينة فجاء البناء الجديد يعبر عن محبة الرهبنة لمدينة الميناء وأهلها".

أضاف: "إننا في مجلس البلدية حرصاء على تكريم من يقدم للميناء من عمره ومن عقله ومواهبه لتبقى الميناء لؤلؤة الشمال"، مشيرا الى ان "هذه هي مدينة الميناء التي نريدها دائما كما كانت في تاريخها وما زالت في حاضرها مدينة متميزة بطيبة أهلها، بطريقة عيشهم، بتعاونهم ومساعدة بعضهم بعضا".

وفي الختام، كلمة المكرم توجه فيها إلى 28 أبا تعاقبوا على رئاسة الدير والرسالة الأنطونية في الميناء، وقال: "نحن اليوم نحصد هذا التكريم بفضل تعبهم وكدهم وسهرهم، ولهم نقدم هذا التكريم لراحة أنفس من إنتقلوا إلى دنيا الحق، وأشكر الله على جميع نعمه وخصوصا على المعلمين والمعلمات وعلى النتائج المميزة والمشرفة في الإمتحانات الرسمية لهذا العام، والموظفين والإداريين في مدرستنا، كما اشكر معكم شفيعة رسالتنا الأنطونية في الميناء سيدة النجاة".

أضاف: "الرهبنة الأنطونية لم تبخل يوما على مدينة الفيحاء، مدينة الموج والأفق، لا بالبشر ولا بالحجر، لا بالماديات ولا بالمعنويات فمنذ تأسيس الرسالة الأنطونية في الميناء لخدمة الفقراء عام 1850 إلى يومنا هذا لم يغب عن بال كل الآباء والمجامع المتعاقبة ضرورة الثبات في الأرض والحفاظ على فسيفساء التعايش الطائفي والديني، ومن هنا أتت الخيرات والإنجازات من إرادة جماعة أنطونية محبة وملتزمة بوطن الرسالة".

وتوجه بالشكر إلى المتحدثين وما تضمنته كلماتهم من عاطفة ومحبة، وقال: "يتوافد إلى مدرستنا الأنطونية- الميناوية تلامذه من كل المناطق المجاورة، من شكا إلى المنية مرورا بكل أحياء طرابلس صعودا إلى زغرتا الزاوية إلى جبل محسن وصولا إلى الكورة وقراها، فكما البواخر تقصد شواطئنا على هدى بريق منارة جزيرة "رامكين" لتصل إلى بر الأمان، كذلك الوافدون إلى مدرستنا يستنيرون من هذه المنارة التربوية في مينائنا ميناء العيش المشترك ليحققوا مستقبلهم وطموحاتهم ويصبحوا بدورهم كواكب يشعون محبة في عتمات الجهل والبغض والرفض والكراهية".

وختم: "نحن لسنا سوى عمال في حقل الرب من أجل خير الإنسان كل إنسان، إن في مدرستنا الأنطونية في الميناء او غيرها من مدارسنا الأنطونية في لبنان وعددها 12 مدرسة، وإن في دير ورعية سيدة النجاة في الميناء او في الأديار والرعايا التي نخدمها في لبنان وحول العالم، ومعكم نرفع الشكر لله على كل عمل أو إنجاز قمنا به ونرفع أنظارنا إلى سيد العطايا فهو المعطي وهو المعطى. 

وفي الختام سلم رئيس بلدية الميناء درعا تكريمية للأب الخوري.  

  • شارك الخبر