بعد تزايد الحديث عن المعركة المرتقبة في جرود عرسال، وتسارع التطورات الميدانية، في ضوء الحشود العسكرية وتزايد الغارات المتكررة التي يشنها الطيران الحربي السوري على مواقع المسلحين المنتشرين في الجرود وسط ارتفاع منسوب المخاوف على عرسال، حذر مرجع إسلامي رفيع في اتصال مع «السياسة»، من مغبة دخول «حزب الله» إلى عرسال بحجة مطاردة المسلحين الذين قد يلجأون إليها بهدف الاحتماء بين النازحين الذين قد يجدون أنفسهم مجبرين على مساعدتهم، معتبراً أن دخول مقاتلي «حزب الله» إلى عرسال، سوف يؤدي إلى حرب أهلية، إذا لم يُصر إلى تدارك هذا الأمر من قبل المراجع المعنية.
وقال إن الحرب إذا ما انطلقت شرارتها من عرسال، قد لا تنتهي في عرسال، بل ستمتد إلى مناطق أخرى من لبنان، وعندها يقع البلد كله في المحظور وتندلع الفتنة في كل لبنان.
وتساءل المرجع الإسلامي عن توقيت هذه المعركة والسبب وراء تصميم «حزب الله» على حسمها بهذه الطريقة، وهل فعلاً يريد إقامة كانتون شيعي، يمتد من منطقة بعلبك–الهرمل إلى القلمون والقصير في الأراضي السورية، وما سيكون مصير الطوائف والمذاهب الأخرى التي تتشكل منها المنطقة؟
ودعا «حزب الله» إلى تسليم سلاحه والتخلي عن فكرة الهيمنة العسكرية، لأنه سيجد نفسه بمواجهة مع باقي الطوائف اللبنانية بحجة الاحتفاظ بسلاحه، وعندها سيتحمل الحزب لوحده مغبة ما قد يجري، متسائلا عن الأسباب التي تمنع الجيش من تولي هذه المهمة، بعدما أثبت جدارته بالتصدي لهؤلاء المسلحين منذ بداية الأحداث السورية.
وفي هذا السياق، تمنى رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري أن تمر المرحلة الحالية بأقل خسائر ممكنة، إن كان على أهالي البلدة أو على النازحين السوريين، مؤكداً أن الجيش على أتم الاستعداد ولا يمكن اختراق تحصيناته على الأرض.
وإذ اعتبر أن أحداً ليس لديه مصلحة في معركة عرسال، شدد الحجيري على أن الجيش يحمي عرسال وهو اليد التي تدافع عن الكيان والوجود، مؤكداً الوقوف إلى جانبه ودعمه.
"السياسة"