hit counter script
شريط الأحداث

أخبار محليّة

جعجع: النضال السري مستمر كي تنتهي المجموعات المسلحة ولبقاء الدولة

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٧ - 18:40

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لخروج رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع من الاعتقال، وقّع رئيس تحرير مجلّة "المسيرة" الإعلامي نجم الهاشم كتابه الجديد بعنوان:"القوات اللبنانية ... قصة النضال السرّي 1994-2005" في احتفال حاشد في معراب، حضره: الرئيس ميشال سليمان ممثلاً بمستشاره بشارة خيرالله، رئيس الحكومة سعد الحريري ممثلاً بالوزير جان اوغاسبيان، نائب رئيس الحكومة السابق عصام ابو جمرا ممثلاً بالمحامي لوسيان عون، وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي ممثلاً بالدكتور زياد طايع، وزير المهجرين طلال إرسلان ممثلاً بسليم حماده، النواب: رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ممثلاً بالنائب أكرم شهيب، ستريدا جعجع، ايلي كيروز، نعمة الله ابي نصر، الوزراء السابقون: سليم وردة، نقولا الصحناوي، أشرف ريفي ممثلاً بمستشاره أسعد بشارة، وديع الخازن ممثلاً بعضو الهيئة التنفيذية في المجلس العام الماروني فريد سعادة، كريم بقرادوني، النائبان السابقان: سليم عون، صلاح الحركة، البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي ممثلاً بالأب حنار الطيار، أمين عام تيار المستقبل أحمد الحريري ممثلاً بوسام نهرا، رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت افرام، رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض ممثلاً بالمحامي انطوان طيوم، رئيس حركة التغيير ايلي محفوض، رئيس حزب حركة الأرض طلال الدويهي، نقيب المحررين الياس عون، وحشد من الشخصيات السياسية، الديبلوماسية، القضائية، العسكرية، الاعلامية، الاجتماعية والحزبية.
بعد النشيدين اللبناني والقواتي، استُهل اللقاء بكلمة الكاتب نجم الهاشم، قال فيها:" لم تبدأ القصة في 21 نيسان 1994، 21 نيسان كان يوماً ننتظره ونعرف أننا سننتصر عليه. ولم تنته القصة في 26 تموز 2005، 26 تموز لم يكن نهاية نضال بل بداية جديدة. مع كل حصار كانت تتعرض له القوات كانوا يعتقدون أنها انتهت ولكنها كانت دائماً تبدأ من جديد. عندما اعتقلوا سمير جعجع في ذلك الليل اعتقدوا أنهم سيمحون تاريخ القوات ونضالها وشهداءها وقضيتها. اعتتقد السجانون أن سمير جعجع إذا لم ير نور الشمس سيعيش في ليل طويل لا ينتهي. اعتقدوا أنه سيعتقد أن الشمس ماتت وأن الله مات في لبنان وأنه سيبقى تحت الأرض. ولكن فاتهم أنهم كانوا عميانا لا يبصرون وأنه كان في سجنه يرى في قلبه وعقله ويرسم شمسا لا تغيب. وفاتهم أن السجن يومان: يوم أنت تحرسه ويوم أنت فيه. كانوا يعيشون في سجن عهد الوصاية وكان سمير جعجع والقوات أحرار ذلك العهد".
ولفت الهاشم الى ان "هذا الكتاب لا يروي قصة القوات اللبنانية ونضالها السري والعلني من العام 1994 حتى العام 2005 فقط. إنه رواية لمرحلة سياسية وخطيرة من تاريخ لبنان ما بين عهد الوصاية السورية وبين التحرر منها. بين تطبيق اتفاق الطائف على الطريقة السورية بعد العام 1990 وبين اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وخروج جيش النظام السوري من لبنان. دفعت القوات اللبنانية ثمن مقاومتها لعهد الوصاية لأنها رفضت أن تنصاع وأن تنحني وأن تتخلى عن تاريخها وقناعاتها ونضالها. بقيت تقاوم على رغم قرارات الحل والإضطهاد واعتقال رئيسها الذي صار تاريخ خروجه من الإعتقال موازيا لحدث انتهاء عهد الوصاية السورية على لبنان لأن السجن الصغير انهار عندما انهار السجن الكبير."
وتابع:"إنها رواية عن مقاومة القوات وعن مقاومة مجتمع. وعن مقاومة وطن. لا يحكي هذا الكتاب قصص كل الرفاق. ولكن كل الرفاق يعرفون أنفسهم جيدا ويعرفون أنهم كانوا كل من موقعه شريكا في صناعة التغيير والنضال. وكانوا فعلا عند الخطر قوات. من السهل اليوم أن تشتم عهد الوصاية ولكن في القوات كان من السهل أن تتحدى عهد الوصاية في عهد الوصاية. اعتقد السجانون أنهم سيمنعون المطر أيضا. وأنه إذا لم يهطل المطر لن يذهب الناس إلى مواسم الزرع والحصاد. ولكن كل يوم كنا نذهب إلى الحقول ونلقي الزرع وننتظر هطول المطر ومواسم الحصاد. وإذا مش هالسنة، السنة الجايي. عاماً بعد عام صار الذاهبون إلى مواسم الزرع أكبر من الذين يحاولون حجب الشمس والمطر. أحد عشر عاماً انتظر سمير جعجع وانتظرنا. وإذا مش هالسنة السنة الجايي. أحد عشر عاماً وأحد عشر ميلاداً انتظرنا. وإذا مش هالسنة السنة الجايي. كان يكفي ألا نخاف حتى يخافوا. وأن نبقى نقطة الماء التي تنقط على رؤوسهم حتى لا يناموا ويظلوا قلقين ويأتوا كل يوم إلى غرفة السجن ليتأكوا أنه لا يزال هناك. نقطة نقطة صرنا بحر وهني بقيوا نقطة ببحر."
وختم الهاشم:"من الباب الذي دخل منه خرج سمير جعجع. وخرجت القوات اللبنانية إلى نضال جديد بحثا عن وطن يتسع للأحرار ويشبه الأقوياء في نفوسهم. نضالنا لم يكن سرياً فحسب، نضالنا هو سرنا، سرنا أننا حقيقة ساطعة كالشمس وهاطلة كالمطر، ما همنا غيم، همنا أن نصنع الغيم أحلاماً، أن نمضي في المسيرة، أن نصنع المطر، ووعدنا أننا سنمضي إلى مواسم الزرع والنضال وأن ننتظر مواسم الحصاد، وإذا مش هالسنة السنة الجايي."
وبعد عرض فيلم قصير بعنوان:"ذاكرة الحرية"، ألقى النائب ايلي كيروز كلمة قال فيها:" نحتفل اليوم بكتابٍ جديد، لمرحلة سابقة ما زالت حاضرة، للرفيق نجم الهاشم على مسافة أيام من الذكرى الثانية عشرة لخروج سمير جعجع من الزنزانة الى الحرية. لقد أردتُ، في هذه المناسبة، ومن موقع معايشتي للمرحلة، وفي سياق مناخ الكتاب وفيما يُعدّ استكمالاً لمضمونه، وبعد مرور اثنتي عشرة سنة على خروج الجيش السوري من لبنان، أن أقصّ عليكم وعلى اللبنانيين نبذةً عن قصة النضال السرّي، للجماعة القواتية، التي وبسبب موقفها المعارض للإحتلال السوري للبنان قرر النظام الأمني بكل بساطة أن يطيح بها وأن يشطبها من المعادلة السياسية اللبنانية".
وتابع:"انتهت الحرب في لبنان بسقوط المناطق المسيحية الحرّة في القبضة السورية وبهزيمة مدويّة للمسيحيين، وأحدثت الحرب المسيحية – المسيحية خللاً في تطبيق الطائف وفي الحضور المسيحي في الدولة. استطاعت القوات اللبنانية أن تخرج من حربي الإلغاء في العامين 1989 و 1990 حيّة، ولكنها لم تَكن على تصالح مع جزءٍ من بيئتها وكنيستها، وكانت صورتُها مشوّهة ومشوّشة في الوجدانين المسيحي واللبناني. توقّع النظام السوري للمرّة الأولى أن تنهار القوات خلال سنة واحدة من بعد تسليم سلاحها وتوقّع على لسان أحد حلفائه أن يذهب سمير جعجع الى الولايات المتحدة ويفتتح مطعماً هناك. لقد رفضت القوات أن تُذعِن للمشيئة السورية واستمرت بسياسة المواجهة بعد سياسة المقاومة رغم الإنقلاب التام في موازين القوى الداخلية والإقليمية، ورغم ضيق الخَيارات أمام القادة اللبنانيين الإستقلاليين. وعندما انصرفت سوريا الى تطبيق خطتها للسيطرة التدريجية على لبنان، اصطدمت بموقف القوات المعارض لسياستها، وبدأ منذ خريف العام 1990 وحتى شباط 1994 مسار نزاعي بين سوريا والقوات وصولاً الى افتعال متفجرة كنيسة سيدة النجاة في 27 شباط 1994. لقد قررت سوريا الإقتصاص من القوات وسعت من خلال الإضطهاد والقمع والتنكيل الى تركيع المسيحيين السياديين ومحاكمة مقاومتهم التاريخية وخياراتهم في الحرية والسيادة والإستقلال وتلاحقت الضربات الأمنية والسياسية والإعلامية والقانونية. ومن ضمنها اغتيال المسؤولين القواتيين إيلي ضو وسامي أبو جودة وسليمان عقيقي ونديم عبد النور بالإضافة الى خطف بطرس خوند. وفي ظني أنه لم يتسنَ للبنانيين أن يواجهوا كفاية حقائق تلك المرحلة : من متفجرة كنيسة سيدة النجاة الى حل حزب القوات اللبنانية في 23 آذار 1994 الى اعتقال سمير جعجع في 21 نيسان 1994. لقد جاء موقف قائد القوات بُعَيد مجزرة سيّدة النجاة ليسمي الأشياء بأسمائها، فدعا الى تحديد المسؤوليات ومحاسبة المسؤولين وذكّر بوجود ثغر أمنية بأحجام كبيرة في مناطق عدة من لبنان. وقال : لن نخضع ولن نغيّر موقفنا".
وتطرق كيروز الى كنيسة سيّدة النجاة واعتقال سمير جعجع، فقال:"في الكلمة التي ألقاها البطريرك صفير من على مذبح الكنيسة النازفة في 28 شباط، كشف أن الرسميين في الدولة أخبروه باحتمال وقوع الكارثة قبل أسبوعين، ولم تُتّخذ أي إجراءات لتجنبها كما قال غبطته. في هذه المرحلة، كانت مدينة بعلبك تحتفل بيوم القدس العالمي وسط عرض عسكري حاشد لحزب الله ظهر فيه مئات المسلحين. وفي الساعة التاسعة من مساء 21 نيسان 1994 تقدم سمير جعجع من باب الرانج الكُحلي وغادر الى الزنزانة رقم 6 في مديرية المخابرات في وزارة الدفاع. وفي هذا اليوم بالذات استُشهد فوزي الراسي تحت التعذيب في مديرية المخابرات. تسبب اعتقال سمير جعجع "بالضياع" للقواتيين والقواتيات، مع أن الحكيم كان لأيام يحضّر محاوريه "لهذه اللحظة الرهيبة". لقد كانت الضربة على الرأس كما تقول العامة. في تلك الأيام كتب غسان التويني في إدانة صارخة للأجهزة الأمنية اللبنانية، وفي وقفة تضامن مع الأبرياء: "نطلب رؤوساً كبيرة تتدحرج، ليس فقط رؤوس المنفذين بل رؤوس الذين لم يعرفوا كيف يحرِسوننا، ولا كيف يحمون وحدة الوطن والشعب من المقامرين، فمَضوا يضحكون منا وعلينا وعلى أنفسهم وعلى الدولة والقانون، كأنما الأمن هو زراعة الزلم والأنصار وتوزيع مغانم الحكم والأسلاب وبهرجة الأوسمة ومهرجنة الحواجز التي لم تعثر مرة على مجرم، والإستماع الى مخابرات الناس ومراقبة أنفاسِهم من غير أن تكشف مرة تآمراً، فتكتفي بدهم الأبرياء والتوقيفات الإعتباطية وانتهاك حقوق الإنسان".
واستطرد:"عندما اعتُقِل سمير جعجع كنت أنا في بشري. لقد طرحتُ على نفسي كما طرحنا على أنفسنا، رفاقي وأنا، سؤالين: ما الذي أوصل القوات اللبنانية الى هذا المصير، وهل كان يمكن إنقاذ القوات دون أن تخسر نفسها؟ كيف يمكن للقوات اللبنانية أن تحيا وتستمر مع سمير جعجع في الزنزانة ومن دون سمير جعجع حر؟ إن القوات بحاجة الى إدارة والى اتجاه سياسي. لقد بدا واضحاً أن جزءاً من الفريق القيادي لا يثق ببعضه البعض وأن البعض لا يتجرّأ على التعبير عن رأيه أمام الآخرين. كما بدا أن الفريق عاجز عن قيادة القوات ومواجهة المرحلة. ولقد دعا من سمّيتهم يومها الإنتظاريون الى الجمود والإنتظار حتى تتغير الظروف فيخرج بتغيّرها سمير جعجع الى الحرية. ولقد سعى هؤلاء خلال المرحلة كلّها الى إثبات وجهة نظرهم. من هنا نشأت محاولات أربع لتحويل القوات اللبنانية من داخل القوات وبأيدٍ قواتية باتجاه سوريا والحكم اللبناني بحجة أن سوريا لن تخرج أبداً من لبنان. وكان العقل الأمني – اللبناني – السوري يراهن على سقوط مدوٍ للقوات اللبنانية بعد اعتقال قائدها. غير أن القوات تغلبت للمرّة الثانية على المنطق الأمني الذي وسمها بالكرتونية وبأنها رأس من دون جسد، إذ يكفي أن تقطع الرأس لتموت القوات اللبنانية."
وأردف:"لقد خُيّل إلينا في ذلك الخميس الحزين, في 21 نيسان 1994، أن حياتنا قد انتهت. لقد استشعرنا في عظامنا وفي مفاصلنا طعم الموت. كان لهذا الحدث مفعول الزلزال في القوات اللبنانية وفي الوجدان القواتي. لم نكن نتصور أو نتوقع مثل هذا الأمر. لم نكن نتصور أن القوات يمكن ان تموت بكل بساطة وبكل هدوء. لقد ماتت القوات اللبنانية مع اعتقال سمير جعجع لأيام، لأسابيع ولأشهر فبدت كجثةٍ هامدة, كجسمٍ بلا نبض وكبيتٍ مهجور. وكان لا بدّ من انتظار بعض الوقت لتعود القوات الى الحياة من خلال نضالها السرّي ولتواجه وحيدة مصيرها ولتعاود مسيرتها النضالية في مواجهة التحديات والأخطار. وكان لا بدّ من انتظار بعض الوقت لتعاود القوات من خلال نضالها السرّي لملمة نفسها ولتكافح من أجل الشفاء من "البرص السياسي" الذي لاحقها منذ خروجها من الحرب وخلال أشهر في حقبة الإعتقال. لقد بدت القوات بعد اعتقال قائدها وطحن العشرات من كوادرها وشبابها وشاباتها، وفي مقدّمهم أنطوانيت شاهين، مكشوفة ومشرّعة على كل الإحتمالات السيئة. وكان لا بدّ من إعادة لملمة الوضع التنظيمي في مواجهة آلة الإحتلال والقمع ، وإيجاد "طريقة آمنة" لعمل الجسم القواتي في كل لبنان. وبدأت الإتصالات والإجتماعات مع الكوادر الأساسية انطلاقاً من ثلاثة قواعد : المناطق والطلاب والمهن الحرّة. كانت ردّة الفعل إيجابية. لقد طرحنا السؤال : كيف نتجمّع من جديد بعد الضربات القاسية التي نزلت بنا والتي أصابتنا في العديد من الكوادر؟ كيف يمكن أن نبني شبكة اتصال وتواصل بين كل المناطق وفي ظروف أمنية صعبة؟ كيف يمكن أن نستعمل "السلاح الشعبي" في مواجهة السياسات الأمنية الصارمة؟ لقد أردنا أن نكون "جاهزين" مع انطلاقة المحاكمات في تشرين الثاني 1994. "
وأشار كيروز الى انه "في البدايات كان التعاطف مع القوات في البيئة المسيحية، السياسية والكنسية، مفقوداً بشكل شبه تام. وكانت المخابرات اللبنانية تعمل بلا كلل من أجل ترسيخ الصورة المشوّهة عن القوات. غير أن المجتمع السياسي اللبناني أصيب بالذهول عندما أيقن أن القوات، ومن خلال نضالها السرّي، وبالرغم من الإجراءات القمعيّة بحقها، تواصل الحياة والنضال. لقد سعت القوات اللبنانية، في مرحلة أولى، الى كسر قانون الصمت المحدق بها وحملت الشعار "aidez - nous en parlant de nous" الى كل المحافل السياسية والحزبية والإنسانية والكنسية في الداخل والخارج. ولقد سبق الأب سليم عبو رئيس الجامعة اليسوعية السياسيين والمثقفين المسيحيين في موقفه المعارض في سلوكٍ جامعيٍّ مقاوم. لقد كان إميل زولا، الأديب الفرنسي الكبير، مصيباً عندما دعا في ظروف الإحتلال الى التمسّك بفضيلة الإستنكار."
وقال:"لم يتأخر الردّ القواتي في مواجهة الضربات وحملات الإعتقال، ردّت القوات اللبنانية باستعادة الروح أولاً، باستعادة النبض، بالمنشور، بالبيان، بالكتابة على الحيطان، بالتحرك باتجاه الكنيسة المحلية والعالمية بقيادة البطريرك صفير والبابا يوحنا بولس الثاني، بالتحرك باتجاه المصالحة والتنسيق مع الأحزاب المسيحية المعارضة : حزب الكتائب اللبنانية وحزب الوطنيين الأحرار والتيار الوطني الحرّ. بالحراك الطلابي الكبير، بالحراك النقابي، بمخاطبة منظمات حقوق الإنسان اللبنانية والدولية، بمخاطبة كبار المسؤولين في العديد من الدول الأجنبية، بمخاطبة كلّ زائر مسؤول الى لبنان. بتقديم المذكرات والرسائل التي تتضمن شرحاً مفصّلاً عن الوضع اللاإنساني لقائد القوات اللبنانية وعن الممارسات التي تتعرض لها القوات اللبنانية، كما كانت تحثّ المسؤولين العالميين على العمل من أجل عدم ترك لبنان لسوريا. وردّت القوات اللبنانية، بمرجعية مؤقتة على رأسها ستريدا جعجع ومعها مجموعة من الشباب بالثبات في الموقف السياسي، بتنظيم التظاهرات الى بكركي وساحة العبد وغيرهما، بإقامة القداديس في كنيسة القلب الأقدس في بدارو وفي إيليج وفي حريصا وكل المناطق، بإضاءة الشموع، وحتى بإرسال الأكاليل الى الجنازات باسم سمير جعجع، بتوزيع بطاقات المعايدة السنوية، بحركة كبيرة فاعلة للإغتراب القواتي وصمود شبابه بالرغم من كل ظروفهم الصعبة، بالمثابرة على حضور جلسات المحاكمة بحراسة بوليسية من فوج المكافحة يومها وسط حالة من الطوارئ داخل القاعة، بتصدّي المحامين للملفات المُفبركة رغم الضغوط الأمنية الكبيرة على المحامين وعلى الشهود، بالمشاركة القوية في الإنتخابات البلدية والإختيارية والتي شهدت في بيروت تحالفاً مسيحياً – سنياً مبّكراً، والتي أثبتت حضور القوات ودفعت اللواء غازي كنعان الى القول أن القوات اللبنانية هي جرثومة يجب استئصالها من المجتمع اللبناني، بصمود الشباب القواتي إزاء حملات الإعتقال الفردي والجَماعي وما رافقها من تعذيب ومحاولات إذلال ووحشية. ولقد تمّ استدعاء أكثر من 6000 شخص خلال حقبة الإضطهاد الى مديرية المخابرات في بيروت وفروعها في المناطق اللبنانية. وردّت القوات اللبنانية بالمشاركة في استقبال الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي قام بزيارة الى لبنان في نيسان من العام 1996. وكانت الزيارة موضع جدل بين اللبنانيين. كان المسيحيون غير مرتاحين الى الزيارة لأنهم رؤوا فيها محاولة فرنسية للتستير على الواقع السوري في لبنان. وردّت القوات اللبنانية بالمشاركة في استقبال البابا يوحنا بولس الثاني في أيار من العام 1997، في كل المحطات، وخاصة في محطة كنيسة سيّدة النجاة، ورفع شباب القوات اللبنانية صوراً لسمير جعجع ويافطات حتى بالبولونية تدعو الى تحرير لبنان وإطلاق سمير جعجع. بالمشاركة في لقاء قرنة شهوان الذي دعا الى انسحاب الجيش السوري من لبنان والى الحوار بين اللبنانيين. هكذا تبنى المسيحيون بشكل رسمي وعلني النضال الذي بدأت القوات اللبنانية بخوضه منفردةً منذ سنوات. وردّت القوات اللبنانية بالمشاركة في مصالحة الجبل التاريخية بين الدروز والمسيحيين. لقد شكّل هذا التلاقي سابقة وخطراً على النظام الأمني المشترك. وجاء الردّ في 7 و 11 آب 2001. وكان وليد جنبلاط، ومنذ العام 2000، طالب بإعادة تموضع الجيش السوري في لبنان مخترقاً خطوط التماس المفروضة من نظام الإحتلال السوري على اللبنانيين مسيحيين ومسلمين ودروزاً. أنا بصدد تحضير كتاب عن المرحلة الماضية".
وختم كيروز:"خلافاً لكلّ التوقعات الأمنية، صمد سمير جعجع وصمدت القوات اللبنانية، وأثمر النضال في أحلك الظروف. في موازاة صمود سمير جعجع في المعتقل عودته الى الحرية واستعادة القوات لمكانتها على الساحتين المسيحية واللبنانية. وسأنهي بالمنشور الذي وزّعته القوات في الذكرى الخامسة لاعتقال سمير جعجع :القوات هنا، أخبِروا المحتل صارت وطناً لا، لم تُحلّ، في الدمع هي، في غضبة المقهور في حقّ شعبٍ، في مسام النور في العيون الشاخصة، في الصلبان، في إرادة النصر، في رجا الإيمان، في الأرض، في الصخر، في المعتقل، القوات هنا أخبِروا المحتلّ."
بدوره، ألقى النائب أكرم شهيب كلمة باسم النائب وليد جنبلاط قال فيها:" بالعودة إلى المرحلة التي سبقت وسادت فترة الوصاية بعد الحرب الأهلية وما تداخل فيها من عناصر محلية وإقليمية ودولية، وما رافق هذه المرحلة من مظالم ومآس ودمار على امتداد مساحة الوطن الذي وقع فريسة السياسات الإقليمية ومصالح اللاعبين الكبار على أرضه.. وبعد أن أحرقت حرب الجبل الأمل والفرح، أدرك وليد جنبلاط مُبكِراً أن كلفة أي تسوية تبقى أقل من كلفة الحرب الباهظة، كما أدرك أن خلاص الوطن والحفاظ على صيغته الفريدة لا يكون إلا بالخروج من متاريس الطوائف القاتلة إلى رحاب العيش المشترك على قاعدة الاعتدال واحترام خصوصية الآخر وحقه بالاختلاف."
وأضاف:"كي لا يبقى لبنان أسير المؤامرة الخبيثة التي خرّبت سلمه الأهلي بادر وليد جنبلاط منذ اللحظة الأولى لوقف الحرب إلى دعوة المهجرين للعودة إلى قراهم في الجبل، فكان الرد: باغتيال القيادي أنور الفطيري. غير أننا مضينا اكثر تصميماً لإتمام مصالحة الجبل التي شكلت مدخلا لمصالحة كل لبنان، والتي تحققت بمباركة الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير "الطيّب الذكر" في زيارته التاريخية إلى المختارة ... وتحول سمير جعجع إلى حليفٍ خفي ومخفيٌّ في زنزانته في تلك المرحلة ... فعاد الجبل إلى الجبل بتاريخه وحاضره ومستقبله الحاضن للشراكة الوطنية والعيش الواحد. ثم كان الرد في 7 آب تنكيلاً واعتقالاً، لكن الوطن أزهر أملاً وحرية في 14 آذار .. فاختُصِرَت المسافات وتوحّد اللبنانيون، وكُسِر القيد وخرجنا من السجنِ الكبير."
وأردف:"من هذه المقدمة ندخل إلى الكتاب موضوع لقاء اليوم ... هذا الكتاب الذي يحمل قصة النضال السري 1994 – 2005... بل قصة الحياة حين تنتصر على الموت، وقصة اليد المُضرجة حين تقرع بثباتٍ باب الحرية الحمراء... دخل سمير جعجع الى السجن من بابه الصغير كقائدٍ لميليشيا مسيحية، وخرجَ منهُ من بابهِ العريض كزعيمٍ وطني لحزبٍ سياسي يُناضِل من أجل الحرية والوحدة الوطنية والعبور إلى الدولة. خرج الحكيم ليشكل مع سعد الحريري ووليد جنبلاط وآخرين القيادة الفاعلة لقوى الرابع عشر من آذار التي استطاعت ان تكسر القيّد وتُخرِج الجيش السوري من لبنان، وتنهي عهد الوصاية الذي وقف حائلاً دون تحقيق الوفاق الوطني كي يبقى عابثاً بمقدراتِ البلد، وناهباً لخيراتِه، ومسيطراً على قراره."
واعتبر شهيب ان "الحرب اللبنانية كانت صراعاً بين أفرقاء كل منهم يدافع عن لبنان من وجهة نظره. وكان التدخل الخارجي هو الصاعق الذي فجر تلك الحرب المجنونة التي أعاقت تطورنا وتقدمنا، وقضت على الكثير من قياداتنا الوطنية من كمال جنبلاط إلى رفيق الحريري إلى رفاقه شهداء ثورة الأرز، ودفع سمير جعجع الثمن من حريته وحلٍ لحزبهِ وملاحقةً لكوادرهِ وأنصارهِ... وكنا حتى ونحن في صلب السلطة الحليف الضمني للمعارضة الكامنة، وكان شباب القوات والكتائب والتيار الوطني الحر والوطنيين الأحرار يستظلون شباب الحزب التقدمي الاشتراكي احتماءً من بطش المخابرات السورية واللبنانية".
واستطرد:"لقد جاء كتاب الأستاذ نجم الهاشم من خلال المعلومات التي أوردها، والحوادث التي أجراها سجلاً لمرحلة مهمة تلت الحرب اللبنانية، وتميزت باشتداد قبضة سلطة الوصاية على لبنان، مما استدعى اللجوء إلى النضال السري في مواجهتها. وكانت القوات اللبنانية وقائدها الحكيم في طليعة هذا النضال، الذي رفَدهُ موقفُ البطريرك مار نصرالله بطرس صفير ونداء المطارنة الموارنة وموقف وليد جنبلاط في العام 2000 في المجلس النيابي والذين طالبوا بإعادة تموضع الجيش السوري وفق اتفاق الطائف، فحُلّل دم وليد جنبلاط وأهدر دم مروان حمادة ... ودفع رمزي عيراني حياته ثمناً للرؤية الصلبة لقاعدة الشراكة الوطنية. ثم انفجر دم رفيق الحريري في وجه قاتليه وأُخرج الجيش السوري بشكل كامل من لبنان ... لقد أرَّخَ هذا الكتاب صمود الحكيم في سجنه وصمود ستريدا خارجه، وتماسك شابات وشباب القوات اللبنانية حتى حانت ساعة الحرية وخرج الحكيم من السجن، وخرج حزبه إلى العلن بعد أن تعرض للحلَ والتصفية."
وتطرق شهيب الى مضمون الكتاب فقال:" بسردٍ غلبَ عليهِ الصدق والبساطة، عرض الكاتب وقائع أساسية ومحطات مفصيلية طَبعت تلك المرحلة وهو نجح بشرح أحداثها بأسلوب عفوي بسيط لتصل إلى القارئ بقالبها الواقعي والحقيقي البعيد عن التعقيد ... فمن "الحرية الى الحرية" أوصل نجم الهاشم جوهر القضية، قضية الشباب اللبناني الذي نُكِّل به وعانى ما عاناه على درب الحرية لتنتصر قضية لبنان التي ناضل من أجلها كبارٌ أحرارٌ واستشهد في سبيلها شهداءٌ أبرار. ومن "الساعات الأولى" في وزارة الدفاع مروراً بـ "الليلة الليلاء" و"مثوى الأموات" و"يوميات السجن: جناح سمير جعجع"، وصولا الى الخروج الكبير في 26 تموز 2005، شهاداتٌ قدمها الكاتب نقلا عن رفاقٍ و زملاء واحباء نعتز ونفتخر بكل ما قدموه بصلابةٍ وشجاعة ايمانا بقصيتهم في سبيل حرية لبنان واستقلاله. وفي ظلمة تلك المرحلة أضاء الكتاب على هاماتٍ وطنية استثنائية بتاريخ لبنان الحديث ، فوثق بكل أمانة تاريخية ملحمةَ نضالاتِ تلك الهامات الكبيرة، منهم من سقط من أجل حرية وعزة وسيادة لبنان، ومنهم من ما زال مستمراً في حمل مشعل القضية ... فلهم التحية والتقدير. والعبرة المستقاة من كتاب نجم الهاشم أن المحتل دخل أرض لبنان ونكّل واضطهد أحراره حين اختلف وتقاتل اللبنانيون فيما بينهم، وخرج وهُزِم المحتل حين توحد اللبنانيون وناضلوا وكافحوا كَتِفاً على كَتِف لتنتصر قضية الحرية والكرامة والسيادة والاستقلال في لبنان".
وختم شهيب متوجهاً بالشكر لنجم الهاشم "على تقديمه كتاباً جديداً يوثق بصدق ومصداقية مرحلة مفصلية من تاريخ لبنان ويسردُ ويعرضُ نضالات وتضحيات أبنائه في سبيل الحقِ والحريةِ والكرامةِ والسيادة"، ناقلاً "تحيات الرفاق في الحزب التقدمي الإشتراكي ورئيسه وليد جنبلاط ... والسلام."
أما الوزير جان أوغاسبيان فألقى كلمة رئيس الحكومة سعد الحريري فقال:" نستذكر اليوم يومًا مشرقًا من أيامنا اللبنانية. ذاك السادس والعشرون من تموز 2005 الذي شكل تتويجًا لمعركة الإستقلال الثاني التي أنهت عقودًا من الإحتلال والوصاية، وأتاحت لنا كنواب أن نفتح أبواب السجن ليخرج الدكتور سمير جعجع إلى رحاب وطن كان في انتظاره. فكان ذلك اليوم منعطفًا بين عهدين: التبعية والاستقلال. تدعونا هذه المحطة إلى تجديد الوفاء لشهداء قدموا دماءهم على مذبح الوطن لتمتزج بتضحيات لبنانيين شرفاء إيمانًا بمبادئ الحرية والسيادة والاستقلال. فالتحية للدكتور جعجع الذي لم يوقف النضال قبل دخوله إلى السجن وفي سنوات سجنه وبعد الإفراج عنه، والتحية إلى رفاقه في القوات اللبنانية الذين لم يتراجعوا ولم يضعفوا.. وكل التحية الوطنية لبطريرك تاريخي وقف بعزة وشجاعة وحمل لواء الحرية في عز سنوات إحكام القبضة الخارجية على لبنان؛ إذ لا يمكننا اليوم، إلا أن نشكر البطريرك الماروني الكاردينال مار نصر الله بطرس صفير على تضحياته الوطنية الكبيرة ومواكبته قضية الدكتور جعجع، ما شكل الأساس المتين لبناء مداميك انتفاضة الإستقلال وتحقيق الإفراج عن الدكتور جعجع. وبالتأكيد، لا ننسى زعيمًا وطنيًا كبيرًا، آمن بلبنان العيش المشترك، وبحصول كل اللبنانيين من دون استثناء على فرص متساوية بعيش كريم في وطن مزدهر إقتصاديًا ومعيشيًا وإعماريًا.. زعيم آمن بالرسالة العالمية للبنان فسعى بكل جهده وعلاقاته إلى إعطاء وطننا مساحة عالمية ودورًا مميزًا. اليوم، نتذكر الرئيس رفيق الحريري الذي شكل في حياته علامة فارقة لا تزال آثارها تطبع يومياتنا ومشاريعنا الحيوية، وشكل في استشهاده فاتحة لانتفاضة الإستقلال التاريخية وإنهاء مرحلة مظلمة من تاريخنا".
وتابع أوغاسبيان:"فإذا ما رجعت بالذكريات إلى الأيام الخوالي، أذكر أنه بعد انتخابات العام ألفين، وفي جو التحركات السياسية المناهضة للهيمنة السورية في لبنان، كلّف الرئيس الشهيد رفيق الحريري الدكتور غطاس الخوري بالتواصل مع القوى المسيحية. وبدأ الدكتور الخوري مهمته التنسيقية بزيارة السيدة ستريدا جعجع في منزلها في يسوع الملك. وذكر الدكتور غطاس يومها لي أنه أثناء الوصول إلى المنزل، كانت قوة من المخابرات تطوق جميع المداخل، حيث أخضعت سيارته للتفتيش المبالغ به وهذا الإجراء منع العديد من الذين كان من المفترض أن يشاركوا في الإجتماع من الحضور. وتوالت لقاءات الدكتور غطاس مع الأطراف المسيحيين وتدرجت تصاعديًا خصوصًا بعد استقالة الرئيس رفيق الحريري في تشرين الأول من العام 2004 وتبنيه خط المعارضة، حيث توالت اللقاءات مع القوات اللبنانية وبقية القوى المسيحية خصوصا مع مؤتمر الكارلتون ومؤتمري البريستول (1 و2)."
وأضاف:"في أواخر العام 2004 وقبل حلول عيد الميلاد المجيد، جددت مجموعة من النواب حملتها لتعويم العريضة المحضرة سابقًا، لتقديمها إلى المجلس النيابي لإصدار عفو عام عن الدكتور سمير جعجع. وبناء على توجيه من الرئيس رفيق الحريري، كلف الدكتور غطاس الخوري بالتوقيع على العريضة النيابية باسم نواب الكتلة في بيروت. وأثناء توجه الدكتور غطاس إلى منزل السيدة جعجع للتوقيع، هاتف الرئيس الحريري السيدة جعجع وقال لها بالحرف الواحد "غطاس متجه إلى منزلك للتوقيع على العريضة وإن شاء الله يكون الدكتور جعجع بيننا في عيد الميلاد المقبل. صحت توقعات الرئيس الحريري، ولكنه لم يشاركنا فرحة الإنتصار عند صدور العفو، لأن يد الغدر طالته مما أدى إلى استشهاده قبل ذلك".
ولفت الى أنه "رغم ما أعقب استشهاد الرئيس الحريري من إغتيالات وتهديدات متواصلة بالمزيد من الإغتيالات فضلا عن تفريغ الإنتصارات الإنتخابية من مضمونها، إلا أن كل ذلك لم يردع المؤمنين بلبنان عن متابعة المسيرة الصعبة التي التزم بها ولا يزال رئيس الحكومة سعد الحريري. إثنا عشر عامًا مرت على ذكرى خروج الدكتور جعجع من السجن وتلك الحقبة التاريخية التي عاشها اللبنانيون في العام 2005. ومنذ ذلك الحين تتوالى الأحداث في لبنان والعالم العربي في زمن التحولات العربية الكبرى الحافل بمآسي الهجرة غير الشرعية الى اوروبا ونزوح الملايين حيث نشهد انهيار دول وازالة قوميات وطوائف عن خريطة منطقتنا؛ رغم ذلك صمد لبنان. فالمبادرة الجريئة التي تقدم بها الرئيس سعد الحريري لإنهاء شبح الفراغ في رئاسة الجمهورية والإنفتاح الذي أبداه الدكتور جعجع لتحقيق المصالحة المسيحية المسيحية، فتحا الباب واسعًا ووضعا حدا لأي نية مضمرة أو معلنة لإحداث تغيير في النظام اللبناني القائم على الميثاقية والتوازنات الدقيقة. "
وأكد أوغاسبيان "أن الصلابة التي أظهرها الدكتور جعجع في سنوات سجنه، تنعكس في مشاركة حزب القوات في الحكومة والتي تعكس سعيًا عمليًا إلى تطوير مؤسسات الدولة وتنقيتها من شوائب كثيرة؛ وقد برز كذلك الحرص على المؤسسات في داخل حزب القوات اللبنانية الذي بات حزبًا رياديًا ورقما صعبًا بين الأحزاب اللبنانية؛ كل ذلك تحت عنوان كبير لم ولن يتغير هو المحافظة على مبادئ السيادة والاستقلال وبسط سلطة الدولة على أراضيها كافة. إن وجودنا اليوم تأكيد على أن الحق ينتصر في النهاية مهما طال الزمن. والدولة القوية والمستقلة والعصرية التي نريدها في لبنان وناضلنا من أجلها معًا، ستقوم مهما طال الزمن؛ هذه الدولة التي تظلل أبناءها جميعًا، فلا يكون صيف وشتاء تحت سقف واحد، بل ينعم الجميع بفرص متساوية يتعزز فيها من يتفوق بالكفاءة والإلتزام والشفافية."
وختم اوغاسبيان:"إننا على العهد باقون، ولن يقوى مرور السنوات والتحديات والصعاب على إضعاف عزيمتنا المشتركة، آملين أن تكون هذه الذكرى حافزًا للمزيد من التلاقي والتصميم، إنقاذًا للبنان واللبنانيين"، لافتاً انه "بخروج الحكيم من المعتقل خرجنا جميعنا من سجن الوصاية".
أما رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع فقال في كلمته:"ان البعض يعتبر أن قصة النضال السري بدأت عام 1994 وانتهت عام 2005، ولكن في الواقع النضال السري مستمر ولن ينتهي قبل أن تحقق 14 آذار انتصاراً نهائياً. ولو ان البعض يعتقد أن 14 آذار انتهت مع نهاية الهيكل التنظيمي لها إنما في الحقيقة هذا خطأ، فالقضية مستمرة حتى تحقيق حلمنا بدولة قوية فاعلة تبسط سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية".
وشرح ان "قصة النضال السري هي قصة صبية وكوادر حزبية كانوا منهكين من مجموعة حروبات بين 1975 و1990، فدخلوا في اتفاق الطائف باعتبار انهم اعتقدوا انه سيوصلهم الى حياة سياسية طبيعية ووطن طبيعي، ولكن تفاجئوا بمصادرة كاملة للاتفاق واستمرار للحرب تحت شعار الطائف، فالنظام السوري اتخذ من الاتفاق ما يناسب بسط سيادته على لبنان واهمل كل شيء آخر، لقد حلّوا حزب القوات والصبية رموها على الطريق ومنعوا على كوادر الحزب من التحرك، الى درجة أنهم كانوا يوقعون في مراكز المخابرات تأكيدهم على موافقتهم على حل حزب القوات بشكل شهري".
وتابع:"ذهبت الصبية الى يسوع الملك، فأعدّت المخابرات عريضة لطردها من الحي، لكن الجيران رفضوا وبقيت الصبية في حي يسوع الملك ودخل ذلك الحي التاريخ، ثم أُسست هيئة قيادية صغيرة على رأسها ستريدا والرفاق ايلي كيروز وادي ابي اللمع والراحل فريد حبيب ومجموعة شباب، وكان هدفها الاساسي الحفاظ على روح "القوات" باعتبار ان الحفاظ على هيكليتها التنظيمية آنذاك كان صعباً."
وذكّر جعجع بتلك المرحلة "كيف كان يخضع كل من يزور يسوع الملك لتفتيش كامل وضغوطات كبيرة حتى لا يعود مرة أخرى، فضلاً عن ان قيادات "القوات" كانت تتعرض لمجموعة ضغوطات، وبالرغم من كل التحديات بقيت القيادة المؤقتة مستمرة وكلما سنحت الفرصة تقدمت خطوة الى الأمام، الى حين انطلقت حركة 14 آذار واصبحت القوات جزءاً أساسياً منها، بعدها خرج النظام السوري من لبنان فخرجتُ من الاعتقال."
ولخّص رئيس القوات تلك الحقبة بثلاث عبر:" الاولى أنه مهما كان مضمون أي اتفاق، يبقى المهم هو موازين القوى، فمع العلم ان مضمون الطائف لا بأس به ولكن في ظل موازين القوى التي كانت موجودة لم يُترجم هذا الاتفاق بشكل صحيح"، مشيراً الى انه "في سياسة الحديد والنار يُفقد المنطق".
وأكّد أنه "ورد في اتفاق الطائف ان الدولة اللبنانية هي من تقاوم اي اعتداء اسرائيلي، لكن سلطة الوصاية ساهمت في ظهور المقاومة في الجنوب، ولا نزال نعاني والنضال مستمر لنتخلص من كل التنظيمات المسلحة."
وتوجّه جعجع الى الأجيال القادمة بنصيحة:"لا تتبنوا اي اتفاق قبل ان تعرفوا كيف سيُطبق، فحتى اليوم نحن ندفع ثمن اتفاق الطائف لأنه طُبق بشكل خاطئ."
وأضاف:"أما العبرة الثانية فهي خلافاً للقول المأثور "الايد اللي ما فيك عليها، بوسا وادعو عليها بالكسر"، ولكن نحن لم نقبل اليد واستمرينا بالعمل حتى كسرناها."
ولفت الى "اننا كنا في رأي مختلف انا والرئيس الشهيد رفيق الحريري الذي كان يؤسس للمستقبل في كيفية المواجهة مع النظام السوري، فالمواجهة كان يجب ان تبدأ منذ اللحظة الأولى، بعيداً عن مبدأ "الإيد اللي ما فيك عليها، بوسا ودعي عليها بالكسر"...
واستطرد:"العبرة الثالثة ليست على مستوى سياسي بل في سياق فلسفة الحياة وهي "لا يصح الا الصحيح"، بمعنى أن التاريخ له اتجاه معيّن، وغير صحيح أن الاحداث خبطة عشوائية، وبقدر ما هناك امكانية لأمور مستحيلة كغياب الطائرات والعودة الى استعمال البابور مثلاً هناك امكانية ان يبقى نظام الاسد في سوريا، فهذا النظام لن يستمر مهما طال الوقت لأنه في النهاية لن يصح الا الصحيح."
 

  • شارك الخبر