hit counter script
شريط الأحداث

الحدث - غاصب المختار

المتابعات اظهرت ان الهاجس الامني والمعيشي الهمّ الاول عند اللبنانيين

الخميس ١٥ تموز ٢٠١٧ - 06:07

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

ينقسم اهتمام معظم اللبنانيين اليوم، بين متابعة الجلسة التشريعية للمجلس النيابي والتي تبحث في مشاريع حيوية لظروف معيشتهم الصعبة كسلسلة الرتب والرواتب وما يمكن ان يترتب عليها من ضرائب ورسوم جديدة، وبين المعلومات المسرّبة عن تحضيرات لمعركة تحرير جرود السلسلة الشرقية من مسلحي "جبهة النصرة" واخواتها" وتنظيم "داعش"، بعدما وصلت التحضيرات كما تردد حد تحصين المنازل في القرى القريبة من الجرد فيها او الاستنفار المسلح للاهالي لرد اي تسلل يمكن ان تقوم به الجماعات المسلحة، عدا التحسب الامني المستمر لاحتمال قيام المجموعات الارهابية بعمليات تفجير او تخريب، برغم كل العمليات الامنية الاستباقية التي يقوم بها الجيش والقوى الامنية وتمكنت من ردع الارهابيين بنسبة كبيرة.
وبين الموضوعين، يعيش اللبناني حالة قلق تُضاف الى حالات التعب اليومي من زحمة وفوضى السير، وارتفاع اسعار السلع الاستهلاكية واقساط المدارس والتلوث بكل انواعه لا سيما من ازمة النفايات المستمرة، عدا ارتدادات حالة الفساد المستشري في دوائر الدولة والذي وصل الى القطاع الخاص، لذلك يبدو اهتمامه بالحديث عن الانتخابات النيابية الفرعية أقل نسبة الى المشكلات الاخرى التي يعانيها، في حين قد ينحصر الاهتمام ولو قليلاً بأهالي المناطق التي ستشهد الانتخابات، اي كسروان وطرابلس.
لذلك يُعتَبَرُ الهاجس الامني والاقتصادي - المعيشي هو الهمّ الاول عند اللبنانيين بكل فئاتهم وإن تفاوتت النسب بين فئة واخرى، وهو ما تنبه له النواب والحكومة فبادرا الى إقرار سلسلة الرتب والرواتب وبحجم ضرائب ورسوم على الطبقات المتوسطة والفقيرة أقل مما كان متوقعاً، بينما ارتفعت الضرائب على محتلي الاملاك العمومية وعلى المصارف وشركات الاموال واصحاب الرأسمال العالي، وهو أمر كان يجب ان يحصل منذ عشرين سنة لولا السياسات الاقتصادية والمالية الخاطئة للحكومات المتعاقبة من بداية التسعينيات، وهو أمر ما كان ليحصل ربما لولا استهياب النواب والوزراء وكبار المسؤولين لحجم النقمة الشعبية عليهم، وإرتفاع اصوات الهيئات الشعبية التي تَعِدُ بالمحاسبة في الانتخابات النيابية المقبلة، خاصة بعد اعتماد النسبية ولو مشوهة، ما يفتح الباب امام فئات سياسية وأهلية لخوض الانتخابات مع احتمالات فوز قد تغيّر صورة الطبقة السياسية المشكو منها والتي مددت لنفسها سنوات.
ومع ذلك لازال القلق قائماً لدى اللبنانيين من احتمال انعكاس إقرار السلسلة ارتفاعاً في اسعار المواد الاستهلاكية، وعدم تمكن الوزارات والادارات المعنية من ضبطها، ومن احتمال انجاز موازنة عامة خلال الاسابيع القليلة المقبلة تتضمن بنوداً تسحب باليد اليسرى ما أُعطي للموظفين بالسلسلة باليد اليمنى، من حيث تضمينها انفاقاً مالياً كبيراً وهدراً اكبر، تتم تغطيته مجدداً من جيوب المواطنين.
ويبدو ان التحركات الشعبية والنقابية في الشارع، قد أثمرت ضغطاً ولو محدوداً على السلطات المسؤولة بحيث باتت تحسب حساباً لها، وتضطرها للتراجع.

  • شارك الخبر