hit counter script

مجتمع مدني وثقافة

لقاء لمؤسسة مهارات عن خطاب الاعلام الديني والسلم الاهلي

الأربعاء ١٥ تموز ٢٠١٧ - 12:14

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

نظمت "مؤسسة مهارات" بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي وبتمويل من المانيا، إستكمالا لعملهما على دور الاعلام في تعزيز السلم الاهلي، لقاء حول "خطاب الاعلام الديني في لبنان ومطابقته للسلم الاهلي"، في فندق "بالم بيتش" في عين المريسة- بيروت. ضم اللقاء مجموعة من القيمين على المؤسسات الاعلامية الدينية المحلية والفضائية اضافة الى شخصيات ثقافية ودينية واكاديمية تلعب دورا في تعزيز الحوار الديني كمنطلق لتعزيز السلم الاهلي في لبنان. أدار الحوار الاعلامي وليد عبود.

وأفاد بيان لـ"مؤسسة مهارات" أن اللقاء هدف الى مناقشة مضامين الرسائل التي تبثها وسائل الاعلام الديني او الاعلام التابع لمؤسسات دينية والسبل لتعزيز الدور الايجابي الذي يمكن ان يلعبه في تعزيز السلم الاهلي، اذ بات مترسخا على الخريطة الاعلامية المحلية. كما عرض اللقاء خلاصة اولية للدراسةالتي تعدها مهارات حول مضامين الوسائل الاعلامية وتحليل خطابها لاسيما انواع المرسلات التي يبثها هذا الاعلام وتنوعها بين مضامين سياسية، دينية، اجتماعية وغيرها، اضافة الى مضامين رسائلها وكيفية مقاربتها لمواضيع الشأن العام ومدى مطابقة خطابها لمتطلبات السلم الاهلي.

في بداية النقاش، أكدت المديرة التنفيذية في مؤسسة مهارات رلى مخايل على "اهمية الاعلام الديني لما يمكن ان يشكل طاقة ايجابية لتعزيز السلم الاهلي في لبنان". وشددت على "ضرورة الاستفادة من الدراسات التي تصدرها مهارات وبرنامج "بناء السلام" التابع لبرنامج الامم المتحدة الانمائي لتطوير الاعلام الديني والمدني في لبنان لاسيما ان المكتبة اللبنانية تفتقد الى دراسات علمية في هذا المجال".

وقالت مديرة برنامج الامم المتحدة الانمائي سلين مويرود ان "العمل على مستوى الاعلام من ركائز العمل المستدام في الامم المتحدة، وان هذا الاجتماع يشكل نقطة تحول اساسية بهدف تعزيز دور الاعلام في تقديم تغطية ذات مصداقية ومسؤولية".
وأشارت الى أن "بناء على نقاشات الجلسة الماضية يحتل الاعلام الديني مساحة كبيرة جدا في المشهد الاعلامي في لبنان". وقالت مويرود: "نحن نرى ان وسائل الاعلام الدينية اسوة بوسائل الاعلام الاخرى لها دور كبير في تعزيز السلم الاهلي من خلال التركيز على بعض المبادئ الاساسية مثل الحوار وتقبل الاخر ونبذ العنصرية".

ولفتت رئيسة قسم التعاون في السفارة الالمانية ستيفي شارف الى ان "في العام الماضي قامت الاسرة الدولية باعتماد اجندة التنمية المستدامة حتى عام 2030، والحكومة الالمانية كانت تسعى دوما من اجل تضمين حرية الوصول الى المعلومات وجعلها من اهداف التنمية المستدامة".
وقالت: "تعتبر حرية التعبير وحرية الوصول الى المعلومات من القضايا الاساسية التي ترتبط بالتنمية البشرية، سواء استخدم المواطنون وسائل التواصل الاجتماعي او التلفزيون او الصحافة، فجميعها وسائل تحافظ على حرية الرأي والتعبير وتساهم في تعزيز الديمقراطية في الحياة العامة، لذلك تدعم المانيا المشاريع التي تعزز حرية الرأي والتعبير".

عرض المستشار القانوني في مؤسسة مهارات ومسؤول وحدة الرصد طوني مخايل منهجية هذه الدراسة التي تتضمن شقين "احدهما عن شبكة البرامج التي تم رصدها منذ الساعة السابعة صباحا حتى العاشرة ليلا اضافة الى تحليل شبكات البرامج، لتحديد نوع البرامج سواء كانت اجتماعية او سياسية او دينية، وحجم المادة الدينية والمواد الاخرى والربط بين هذه المواد. اضافة الى مصدر هذه البرامج وهل هي برامج انتاج محلي او انتاج اقليمي". اما في ما يتعلق بتحليل المضمون "فقد تم رصد 9 اذاعات و3 تلفزيونات وتم التركيز على نوع البرامج وما اذا كانت حوارية او تلقينية او توجيهية".

كذلك عرض الدكتور في كلية الاعلام في الجامعة اللبنانية علي رمال الذي يشارك في اعداد الدراسة، بعض المؤشرات التي تشمل 315 برنامجا دينيا اي اكثر من 150 ساعة بث يومي. وقال: "تشكل البرامج الدينية التي تستند الى العقيدة بشكل مباشر 63 في المئة من البنية البرامجية، اما باقي البرامج تستوحي من العقيدة التي تشير الى حياة الرسل والصحابة الصالحين والاولياء". واشار الى ان "75 بالمئة من برامج هذه الوسائل الاعلامية مسجلة".

أما رئيس المركز الكاثوليكي للاعلام عبدو ابو كسم فقال: "ان الاحتفال بالاعياد الاسلامية متواجد في المحطات التلفزيونية المسيحية وخصوصا على محطة "تيلي لوميار" واحيانا يؤخذ علينا مسيحيا ذلك، لكننا مصرون ومستمرون في هذا الموقف. وتعمل جميع وسائل الاعلام الكاثوليكية في لبنان تحت اشراف مجلس البطاركة الذي يدعو الى الحوار مع الآخر".

وقال رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام الشيخ خلدون عريمط: "ان إيماني بعقيدتي لا ينفي احترام عقيدة الآخر، اذ ان كل الاديان التي انزلها الله تحترم الانسان وحقوقه. لذلك، لا اعتبر ان هناك انسانا دينيا، بل انسان مؤمن وهذا الانسان مرغوب لأن لا الدين الاسلامي او المسيحي يدعوان الى التطرف بل الى المحبة والاخوة. وهناك نوعان من الاعلام الديني احدهما تابع لمؤسسات دينية خطابه يعزز السلم الاهلي وهناك اعلام تابع لجهات سياسية يشد العصب".

من جهته، قال الباحث في الاعلام الديني علي عباس انه "لا يوجد انفصال بين الاعلام الديني والمجتمع، الفارق الوحيد ان ملكيته لجهات دينية لذا يوظف في مجال خدمة هذه الجهات او المؤسسات، وهو يعد عائق كبير. لذلك، لا نلحظ مبدأ الاعلام الذي يحافظ على الحالة الوطنية والسلم الاهلي في الاعلام الديني".

ولفت قاسم قصير من ملتقى الاديان والثقافات الى انه "ليس كل مضمون للاعلام الديني ايجابي، هناك بعض المؤسسات الاعلامية الدينية تبث التفرقة". وقال: "تعد اشكالية الاحتفال بالمناسبات الدينية للاديان الاخرى بسيطة امام اشكالية القبول بالاخر سواء عقائديا او مذهبيا. ونتمنى ان لا تقتصر هذه الدراسة على هذه المؤسسات فقط، يجب ان تشمل مواقع التواصل الاجتماعي. والسؤال المطروح هل الفكر الديني يريد ان ينتج انسانا متدينا او مواطنا يدين بالولاء لكل الوطن".

واعتبرت الاستاذة الجامعية من قسم الاعلام والاديان في الجامعة اليسوعية الاخت تيدولا عبدو أن "هناك اهمية لرصد ردات الفعل على مواقع التواصل فيما يتعلق بالاعلام الديني، اذ ان هذه المواقع لا يمكن ضبط ردات الفعل فيها وبالتالي تظهر فيها الآراء الدينية بشكل واضح، والحل لتعزيز السلم الاهلي وتقبل الاخر يبدأ من التربية والعلاقة الشخصية البناءة مع الآخر. لذلك، يجب ان يخرج الخطاب الديني عن الاسلوب النظري، ويستخدم للمصالحة وتعزيز السلم الاهلي".

ورأت مديرة البرامج في محطة "تيلي لوميار" ماري تيريز كريدية ان "مواقع التواصل الاجتماعي انعكست في بعض الاحيان على المحطات الدينية من خلال اللجوء الى ما يقال في هذه المواقع في بعض البرامج المباشرة حيث يكون هناك مشاركة للمشاهدين". وقالت: "تيلي لوميار" تعمل بشكل مستمر على مواجهة الخطاب المسيء للاخر. يجب ان نلحظ ان تأثير الاعلام الديني على المشاهد ليس من وسائل الاعلام اللبنانية فقط بل يتعرض لعدد كبير من المحطات الدينية الخارجية التي تثير النعرات الطائفية. كما ان الاعلام الديني اللبناني يخسر الكثير من جمهوره لأنه بعيد بخطابه عن الشباب".

ولفت المسؤول في المكتب الاعلامي للمجلس الاسلامي الشيعي الاعلى محمد رزق الى ان "الاعلام يلعب احيانا دورا تحريضيا ويعزز العصبية". وقال: "لذلك، حاولنا في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ومن خلال مشاركتنا في لجنة تنظيم الاعلام الديني في لبنان من العمل على انتاج برامج مشتركة مسيحية اسلامية وسنية شيعية لتعزيز الحوار وتقبل الاخر. كما عملنا في هذه اللجنة التي تشمل جميع المرجعيات الروحية من اجل تنظيم هذا القطاع المهم".

وقال مدير اذاعة البشائر حسن بشير: "نحن في مرحلة صعبة تشهد حروبا تحت عناوين مذهبية". اضاف: "قبول الاخر اليوم يحتاج الى جهود كبيرة، خصوصا ان ما يقال في الاعلام هي مجاملات ليست هي ما نقتنع به تماما. ولذلك، يجب رصد مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر حقيقة ما يضمره الكثيرون".

وسأل المفتي احمد طالب عن اهداف الاعلام الديني، وقال: "من خلالها سنعرف توجهات هذه المؤسسات الاعلامية، فالاعلام الديني لا يهدف الى تنشئة مواطن بل اهدافه دينية بحتة تضع حدودا بيننا والآخر شئنا ام ابينا، ويجب ان نرى كيف يمكن التخلص من هذا المأزق، اذ ان الاسلام والمسيحية في بعض العصور اهتموا بالتبشير وبالتالي هناك تعارض في الرسالة تمنع المسلم والمسيحي من الالتقاء.اليوم هناك تناقض لدى الشارع، عند سؤال الناس عن رأيهم هم يريدون دولة دينية، لكن في نفس الوقت يرغبون في ان يعيشوا في دولة مدنية. وبالتالي هناك مشكلة في الثقافة والخلفية الدينية، اذ اننا نلجأ الى المجاملات، في حين نحن بحاجة الى صدق في الخطاب الديني والابتعاد عن الموروثات السابقة".

وقالت المسؤولة الاعلامية في مؤسسة "أديان" داليا المقداد: "لا نتفاجأ بنتيجة دراسة الاعلام الديني اذ ان الخطاب الديني ايجابي لكنه يبتعد عن الواقع، وبما ان الخطاب تلقيني نخسر بذلك فئة الشباب، ويجب ايجاد منظومة قيمية واحدة".
اضافت: "عملت منظمة "أديان" على القيم الدينية من خلال قيم المواطنة والانسانية. ووسائل الاعلام تتحدث عن الاخر لكنها لا تستضيف الاخر للحديث عن نفسه، وبالتالي هناك خوف من التنوع والخصوصية. والسلم الاهلي لا يتحقق بالصلاة ولكن بتصحيح الخطاب الديني".

لفت المدير التنفيذي لمجلة الضحى زياد أبوغنام الى ان "اهداف الاعلام الديني لا يجب ان تتجسد بكره الاخر، فالدين لله والوطن للجميع. لذلك، علينا ان نلغي التفكير الطائفي ولا نلغي الطوائف".

أكده مدير اذاعة الفجر أيمن المصري ان "ليس مطلوب من الاعلام الديني ممارسة دور الاعلام العلماني، يجب احترام الاديان الاخرى ولكن غير مطلوب الاحتفال بالاديان الاخرى لنثبت اننا نتقبل الاخر". وقال انه "ليس كل الاعلام يرسم الصورة الايجابية عن الرسائل التي يبثها، فبعض وسائل الاعلام تبث خطابا تكفيريا".

وأخيرا، اعتبر مدير اذاعة السلام في عكار جورج رزق انه "لا يجب ان تكون هناك اشكالية حول انتماء المواطن لدينيه او لوطنه، وتعزيز السلم الاهلي يأتي من خلال تعزيز هوية المواطنة وللاعلام الديني دور في هذا المجال. وقال: "واجبنا ان نتحدث عن الاختلاف كظاهرة طبيعية تغني المجتمع ولا تشكل خلافا".

  • شارك الخبر