hit counter script
شريط الأحداث

مجتمع مدني وثقافة

قداس شكر للمونسنيور لويس الحلو.. والمطران مطر: نتخذه مثالا أعلى للكاهن الصالح

الثلاثاء ١٥ تموز ٢٠١٧ - 11:21

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

احتفلت رعيّة سيدة العطايا في الأشرفيّة وبدعوة من رئيس كهنتها المونسنيور عبده واكد، بقدّاس وفاء وشكر للمغور له الخورأسقف لويس الحلو الذي خدم الرعيّة وأبناءها أكثر من ثلاثين سنة. وترأس الذبيحة الإلهيّة رئيس أساقفة بيروت المطران بولس مطر في كنيسة سيدة العطايا، يحيط به كاهن الرعيّة المونسنيور واكد ولفيف من الكهنة. وبعد الإنجيل المقدّس ألقى المنطران مطر عظة تحدّث فيها عن المونسنيور الحلو وإيمانه وفكره وثقافته، وقال:
إنه قداس الشكر والوفاء نقدّمه معًا هذا اليوم على نيَّة عزيزنا وكبيرنا في الكهنوت المونسنيور لويس الحلو الذي انتقل إلى بيت الآب لينال جزاء الكهنة الأبرار والرعاة الصالحين، نذكره بكل محبة وعرفان، أنا شخصيًّا تعرَّفتُ عليه منذ بداية حياتي الكهنوتيَّة فكان لي معلّمًا في رئاسة الحكمة وفي الرعايا التي خدمتها معه وبخاصةٍ في الكاتدرائيَّة وفي كنيسة سيدة العطايا، هو الذي وصل في حياته الكهنوتيَّة إلى أكثر من سبعين سنة في خدمة المذبح.
عندما آتي إلى هذه الكنيسة المبارَكة أذكر الكهنة الثلاثة الذين خدمتُ معهم ولو خدمةً عابرةً، دامت إحدى عشرة سنة، الأب دومينيك حداد والأب إميل مبارك والمونسنيور لويس الحلو الذي أمضى خمسًا وعشرين سنة رئيسًا للمعهد العالي للحقوق في جامعة الحكمة حيث قدَّم خدماته مجانًا، لأنه في الوقت نفسه كان يرئس مدرسة الحكمة برازيليا في بعبدا التي أسَّسها وخدم فيها خمسًا وعشرين سنة، وفي هذه الرعية بالذات بقيَ أكثر من خمسٍ وعشرين سنة وأحبَّ أن يمضيَ أيَّامه الأخيرة في ما بيننا، وقد عرفتموه وأحببتموه لأنه كان الخادمَ الصالحَ ليسوع المسيح. هو وكهنوته واحد لأن الكهنوت يا إخوتي، ليس وظيفة نؤدّيها عدَّة ساعاتٍ في اليوم ثم ننتهي من العمل ونذهب إلى حياةٍ ثانية، إنما الكهنوت حالة تلازمنا مدى العمر، هكذا كان الخوري لويس، شخصه ومواهبه وطاقاته كلُّها مجنَّدةٌ من أجل كهنوته وخدمته للناس. ما رفض يومًا خدمةً لأحد ولا أقفل بابه أمام أحد بل كان ذلك العبد الصالح، الذي أحبَّ أن يعطيَ الطعامَ في حينه لكل الذين يسألونه. هكذا عاش وهكذا مات، محبًّا لربّه ولكنيسته حبًّا مطلَقًا، كان مثال الراعي الصالح والكاهن الغيور الذي يسخّر طاقاته الثقافية والإنسانيَّة والاجتماعيَّة في سبيل خدمته المقدَّسة في كنيسة الرب يسوع المسيح. لذلك نتَّخذه مثالًا أعلى للكاهن الصالح الذي يخدم الربَّ بغيرةٍ وتفانٍ، ونسأل الله أن يكافئه أجمل المكافآت في سمائه، وأنتم إذ تصلُّون اليوم من أجله، تصلُّون، أيضًا، معنا ليعطيَنا الله على مثالِه كهنةً ورعاةً صالحين. طبعًا حزنَّا حزنًا كبيرًا كلّنا،على فقْدِه لكنَّنا في الوقت عينه شعرْنا بالفخر أنَّ هذا المسافرَ في بحر هذا العالَم إلى بيت الآب قد وصل إلى شاطئ الرب، شاطئ الأمان، حيث طاقت نفسه، إلى أن يذهب. وكان في أيامه الأخيرة يقول: " صار لازم روح". وقد استعدَّ لذلك استعدادًا كبيرًا، طلب المشحة على مدَّة سنتين، ثلاث مرَّات ليكون قادرًا على تحمُّل مصاعب الشيخوخة وبقيَ صامدًا حتَّى الرَّمَق الأخير، يقرأ الكتب الجديدة. كلّكم سمعتم عظاته يقولها بدقة، لأنه اعتاد أن يعمل كلّ شيء بدقة، عملًا بالقول المأثور الذي، سمعته من أبينا صاحب الغبطة البطريرك نصرالله بطرس صفير، الذي كنت نائبًا بطريركيًا له، لخمس سنوات بإعتزاز، "ما يجدر أن نعمله، يجدر أن نعمله على أحسن ما يكون". هذا القول تبنّاه الخوري لويس، طوال حياته. عمل كلّ شيء في حياته على أحسن ما يكون. بقناعاته وبمواقفه الحرّة والمنضبطة في آن معًا. كان حرًا بتفكيره، ولكّنه كان طائعًا للكنيسة طاعةً كاملةً، لم يخلّ فيه يومًا واحدًا في أيام حياته، وفي هذا أظهر عن كبّرٍ، لأنه لم يسأل أي شيء إلا رحمة الله ورضى الكنيسة عليه. لذلك عندما نفتقده نقول، أنه مصدر فخر لنا واعتزاز، في رعيّة سيدة العطايا، كما في الرعايا التي خدمها. بدأ حياته الرعويّة في بعبدا، خادمًا للرعيّة، ثمّ عُعين في مطرانيّة بيروت أمين سرّ عام المثلث الرحمة المطران إغناطيوس زيادة. وكان في كاتدرائيّة مار جرجس وفي مدرسة الحكمة في بيروت وجامعة الحكمة ومدرسة الحكمة برازيليا وفي سيدة العطايا حتى أيامه الأخيرة.
نطلب صلاتكم يا إخوتي، في الوقت عينه نشكركم على هذه اللَّفتة الكريمة التي بها طلبتم أن يقامَ هذا القدَّاس عرفانًا لجميله، نحو هذه الرعيَّة وأبنائها. وأحبّ المونسنيور لويس الحلو رعيّة سيدة العطايا حبًا كبيرًا. نسأل الله له أن ينالَ الحُظْوةَ الكبرى عند الرب، الذي دعاه إلى هذه النعمة وليعطيَنا مثله كهنةً قديسين ، وأن تبقى كنيسة المسيح في هذه الأبرشية المبارَكة، كنيسةً حيَّةً تشهد للربّ ولرحمته على الناس جميعًا ولمحبّته لكل أبناء الأرض.نسأله لأن تبقى الكنيسة في لبنان والمنطقة منارةً تُشع في نور الإنجيل والقربان المقدّس وليعطنا الربّ كهنة صالحين لخدمة الكنيسة وأبائها.
كلمة العائلة
وفي ختام القدّاس ألقى الدكتور كريستيان الحلو كلمة باسم العائلة كلمة شكر فيها المطران مطر على عاطفته ومحبته للمونسنيور الحلو، وخصوصًا للإحاطة المميزة التي أحاطه بها لسنوات طويلة.

  • شارك الخبر