عندما يتحول الكوكايين الى بودرة ...
ليست بالطبع احدى عجائب الدنيا
ولا هي احدى المفارقات
بل انه واقع دولة مهترئة ومبعث انموذج للفلتان والفوضى والجرائم المختلفة
على عينك با تاجر .....
ضجت وسائل الاعلام المحلية والعربية بخبر ضبط 5 غرامات من مادة الكوكايين في علبة مستحضرات التجميل التي كانت بحوذة الفنانة أصالة في حرم مطار بيروت اثناء انتقالها عبره الى مصر
ومن ثم أحيلت الى فصيلة حبيش للتحقيق فاخذت عينة من دمها للتحقق من تعاطيها هذه المادة وقد جاءت النتائج ايجابية بحيث ثبت وجود المادة في دمها
مما اثبت جرمي الحيازة والتعاطي معا
ولكن ...
ما يحلل في لبنان ليس جائزا في دول العالم
فعندنا بلمح البصر يصير الاسود ابيضا
وتمحى آثام وخطايا وجرائم مهما عظمت او كانت مشهودة ...
وها هو المخرج اللائق للفنانة الكبيرة يصلها على طبق من فضة الى مطار بيروت ويزف لها الخبر السعيد بتركها حرة طليقة بسند اقامة وكأن شيئا لم يكن لينقلب السحر على الساحر ويا ويل من ضبطها بالجرم المشهود قد يدفع ثمن فعلته غاليا !
" تعهدت أصالة باجراىها ذات يوم مستقبلا فحوصات مخبرية تثبت خلو دمها من الكوكايين " !!
مخرج مشرف قد يطبق على مهربي المخدرات يفتح شهيتهم ويشجع تجارتهم ويشرع لهم باب تجارة مزدهرة بين لبنان والخارج ...
مبروك للبنان " التخريجة الرسمية الجديدة "
ومبروك " الترخيص الجديد لحيازة ونقل وتعاطي الكوكايين المشروط ب " تعهد بسيط بحال ضبطه بمعاودة الفحص المخبري يوما "
لكن ...ما لم نعلم به ما اذا كان الكوكايين المضبوط قد أعيد الى علبة ماكياج اصالة لدى تركها حرة ...
وما اذا كانت المادة المخدرة خطرة لم تعد محظورة بعد اليوم
وما اذا كان مشروع اسقاط حيازتها ونقلها وتعاطيها من العقوبات الجزائية بات مدرجا على اول جدول مشاريع قوانين المجلس النيابي ؟!
وما هو موقف الحكومة اللبنانية ؟
بل ما هو موقف بي الكل الذي يرى بام العين تشريع الاتجار وتعاطي وحيازة الكوكايين والار بي جي والاسلحة الخفيفة والمتوسطة في ظل استفحال الجرائم في لبنان
بل أي موقف من الانتربول والمجتمع الدولي سيواجهه في ظل غض الطرف عن الجرائم والجنايات الشائنة حتى داخل مطار بيروت الدولي
وأي سمعة بعد اليوم سنلقاها من قبل الدول المتقدمة تحت شعار استباحة حيازة ونقل وتعاطي الكوكايين في مطار بيروت؟
أما بعد ، فهل ستقاضي أصالة الدولة اللبنانية وتطالبها ب " تحصيل شرفها " وببدلات عطل وضرر عما ارتكبته الاجهزة الامنية من انتهاك ل " علبة ماكياجها " و " التعرض لكوكايينها " ضمن حرم مطار بيروت ؟
يا له من زمن عجيب انقلبت فيه المعايير والمقاييس رأسا على عقب وباتت فيه الاجهزة الامنية في قفص الاتهام في حين بات المهربون والمجرمون أبرارا صديقين أقوى من الدولة وأجهزتها ...
من اصالة بالامس الى نوح زعيتر وعلي شمص
حكايات وتاريخ تحاول السلطة اللبنانية ابعاد كأسه المرة ...
اما الاب مجدي علاوي ...فاي اصلاح وأية مقاومة لجرائم تبيحها الدولة اللبنانية تحت ابصار المجتمع ...
ايتها الشرعية... كم من جرائم ترتكب باسمك وفي مرافقك الحيوية ؟!