hit counter script

مقالات مختارة - ابراهيم العويضي

بأي حال عدت؟

الأحد ١٥ حزيران ٢٠١٧ - 08:49

  • Aa
  • ع
  • ع
  • ع

عيدٌ... فكل عام والأمة الإسلامية والعربية وإن شاء الله الخليجية بكل خير وأمن وسلام.

عيدٌ... ليس كسابقه من الأعياد، على الأقل على مدى الماضي القريب، حيث يملؤنا الخوف والحزن والأسى على منظومة أضحى عمرها 30 عاماً ونيفا، يبدو أنها على حافة الانهيار، ولو صمدت فإن بريقها ولمعانها لن يعود كما كان، هي باختصار من سنقول عنها بعد حين من الزمان (كان لدينا منظمة اسمها مجلس التعاون الخليجي).

عيدٌ... لم يصمد فيه الاشقاء ويدافعوا عن روح إخوتهم، فكال كلٌ منهم للآخر التهم وتبادل الشكاوى، لتنتقل العداوة بينهم من السر إلى العلن. ويا ليت اقتصر الأمر على هذا، بل تعدى ذلك إلى قطع العلاقات وسحب السفراء وإغلاق الحدود البرية والبحرية والجوية، فالحمد لله على كل حال!

عيدٌ... لا يستطيع فيه المواطن الخليجي زيارة أشقائه في الدول الأخرى، بينما تستقبله بقية الدول، رغم صلات النسب والتصاهر الكثيرة بين هذه الدول. لكن ليس لنا سوى أن نقول الله المستعان!

عيدُ... لم يقتصر فيه التخاصم بين السياسيين، بل تعدى ذلك ليشمل أيضاً المثقفين والممثلين والإعلاميين والرياضيين وغيرهم من نخب المجتمع، وبات التطاحن وإلقاء التهم وغيرها، العلامة الأبرز، فاللهم إنا نعوذ بك من الفتن.

عيدُ... باتت فيه النفوس مشحونة، والقلوب ممتلئة، والعقول مشغولة، فالكل يبحث عمن سينتصر؟ وفي غمرة الأحداث، أضحى الإخوة الأشقاء من المواطنين أيضاً مشغولين بمواجهة ونشر الفضائح والهفوات والسقطات وربما الأكاذيب في مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، فالمعركة وكما هو ظاهر للعيان شملت الجميع بلا استثناء، مواطنين وأعيانا!

عيدٌ... تلجأ فيه الدول الخليجية إلى غيرها لمساعدتها في الدفاع عن نفسها أو لدعم موقفها أو لكسب ودها، لتنذر الأزمة بكل وضوح أن حلم الوحدة الخليجية وما كنا نسمعه من شعارات ونراه ، هو أمر زائف سيضحى في خبر كان!

عيدٌ... والخوف والهلع ينتاب الجميع من مستقبلنا الموحش ونحن نعيش في منطقة مشتعلة بين سورية الجريحة والعراق الذي كان وما زال يعيش الأزمات الواحدة تلو الأخرى، واليمن الذي لم تنته مشكلته ولم يصل لما يصبو إليه «الحزم»، وإيران ذلك المارد ذو الأنياب الذي ينتظر الفرصة حتى تحين، ليزداد همنا هماً وخوفنا خوفاً وهلعنا هلعاً بعد صدمة الأزمة الخليجية!

عيدٌ... فبأي حال عدت يا عيد؟

ابراهيم العويضي

  • شارك الخبر